بعيدا عن الضجة الإعلامية التي أثيرت مؤخرا حول استبعاد ممثلي المؤسسات الإعلامية الرسمية من قائمة الوفد الرسمي لخليجي 21 بالبحرين واستئثار زملائنا في مؤسسة الثورة بها، رغم أن التقسيم المناطقي كان واضحا من خلال الحرص على وجود ثلاثة من صنعاء كممثلين عن شمال البلاد وثلاثة من الجنوب اليمنى، وأنا أتمنى لهم التوفيق، أجد نفسي وقد انسقت باتجاه الحديث عن الشيخة نظمية عبد السلام، المدير التنفيذي لصندوق رعاية النشء والشباب وما أحدثته من ضجة إعلامية غير مسبوقة، على الرغم من أن هذه الشيخة عندما تولت عملها منحت كل الصلاحيات التي لم تمنح لسابقيها من المدراء التنفيذيين. واتجه الإعلام نحو صناعة شيخ جديد في هيكل الرياضة اليمنية على طريقة المرأة الحديدية التي سرعان ما تجاهلت كل ما يمت بصلة لرعاية النشء والشباب، وبات التعامل معها اليوم صعبا، ويصفها المقربون منها بالتعالي والغرور والعنجهية والصراخ بحدة لا تليق بتلك الفتاة الشطرنجية العاقلة الهادئة الذكية التي عرفتها يوما ما وهي ما زالت في بداية طريقها، فكنت أحد الذين صنعوا نجوميتها إعلاميا وأطلق عليها لقب المرأة الحديدية عندما تعاملت معها في تغطية منافسات بطولة كمران الشطرنجية، حيث كانت كل الصحف ووسائل الإعلام ترفض التعامل مع هذه البطولة ومديرتها الشطرنجية. فوجئت عندما حاولت الاتصال هاتفيا بالشيخة نظمية في الفترة الماضية متسائلا عن موضوع يتعلق بالطفل الموهوب صقر الدربي الذي أصيب بالإحباط بعد أن تحدثت هي مع والده وطلبت منه نقله إلى العاصمة صنعاء على وعد بتوفير منحة تدريبية له ودعما من اللجنة الأولمبية والصندوق، غير أنني بعد أن – عرفتها بنفسي – وتحدثت بالأمر فوجئت بها تصرخ بحدة وهي تنفي أي علاقة لها، وأنها لن تعمل شيئاً ولم تعد بشيء، وأنها إذا تكرمت عليه فستعمل على تسكينه في المركز الأولمبي حتى يتسنى له الالتحاق بأحد الأندية، والمشكلة أن التفاهم مع هذه الشيخة بات صعبا بالفعل. تذكرت هذا الأمر عندما قرأت مقالة للزميل عبد الله مهيم في صحيفة الرياضة الأسبوعية ينتقد تصرفا غريبا صدر من الشيخة نظمية خلال بطولة الفئات العربية للشطرنج بصنعاء، وأدركت أن نظمية مثل غيرها تستخدم الإعلام للوصول إلى الهدف المنشود ثم تتغير المعاملة تماما وتنسى أن هذا الإعلام هو الذي صنعها وصنع أمثالها من الوكلاء والوزراء، حتى أن أحد زملائنا الأعزاء حاليا بات يمهد لها إعلاميا لتولي حقيبة وزارة الشباب والرياضة خلفا لمعمر الإرياني وكأننا "جينا نكحلها أعميناها"، وكأننا نداوي هذه الوزارة بنفس الداء ولكن على طريقة المرأة الحديدية، ولا أعتقد أننا سننتظر كثيرا.