كثيرا ما التمست الأعذار للاتحاد اليمني لكرة القدم فيما يخص التراجع «المخيف» الذي يتواصل مع الكرة اليمنية منذ أكثر من 6 مواسم، معتبرا أن الظروف السياسية والاقتصادية التي تعاني منها اليمن، وما طرأ خلال الأعوام الثلاثة الماضية من عدم استقرار، كان من المفترض أن يلقي بظلاله السلبية على كافة النواحي والجوانب والاتجاهات. ولأنني دائما ما أراهن على النظرة المستقبلية وأن يتعايش اي مجلس اتحاد على ما يعيش عليه من واقع، فكنت آمل أن تكون المخرجات اليمنية في غضون السنوات الطويلة الماضية ذات هوية واضحة أو حتى الجزء البسيط من المعالم التي يمكن أن نقف عليها كمتابعين من الخارج اليمني، ونتعامل وبتقييم واقعي مع مجلس إدارة أضحى وكأنه منقوش على جدار اتحاد الكرة لا يقبل التجديد أو التطوير ولا يتقبل التغيير. وبما أنني أتحدث عن حقبة طويلة من الزمن، لم نعرف خلالها غير الشيخ أحمد العيسى رئيسا أو الدكتور حميد الشيباني امينا عاما، فكان من الأبجديات ان تكون الشخصيات نفسها وتحديدا العيسى والشيباني قد خرجت بالمحصلة الأكبر من العلاقات الكبيرة والمتينة والتي تتناسب مع ما يقارب السنوات التي قضاها الاثنان برفقة بعض لم تعرف العديد من الأجيال اليمنية شخصيات أخرى غيرهما، وكنت أتخيل ان يكون العيسى وحتى الشيباني حريصان على تجسيد واقع جديد للكرة اليمنية على مستوى الروابط المتينة مع صناع قرار ومسؤولين يكون بإمكانهم صناعة قرار هام ومفصلي لكرة اليمن وفي الوقت المناسب، وعندما تكون الحاجة ماسة، ان يبتعد المجلس الاداري عن إدارة ظهره للوراء لمتابعة تفاصيل مزرية الواقع العشوائي، وغير المنظم الذي عايشته الكرة اليمنية، والتمسك بخيط رفيع يكون مبنيا على علاقة تاريخية مع صانع قرار يكون باستطاعته أن يصنع الكثير، ويقنع شخصيات أخرى على الالتفات الى كرة قدم ومواهب أعتقد أنها أصبحت في حاجة ماسة لقائد حقيقي ينتشلها بطموحاتها، من أوعال مخيفة، وطحالب مميتة بدأت تأخذ من اتحاد الكرة مواقع وتحصينات! القرار الجماعي الذي اعلن عنه فيفا مؤخرا باستمرار الحظر على الملاعب اليمنية، أكد بما لا يدع مجالا للشك أن مجلس اتحاد الكرة اليمني وخلال فترة سطوته على كرة القدم اليمنية منذ العام 2005، وبعد 8 سنوات سابقة لم ينجح في اقناع اي من الشخصيات النافذة، ان كان على المستوى الاسيوي، أو حتى على الصعيد الدولي حتى تكون حريصة أن تقف مع اليمن ككرة قدم، وتساهم في أن يكون للكرة اليمنية بصيص أمل في لحظات مفصلية على مستوى اتخاذ القرار! لقد كتب اتحاد الكرة اليمني الذي هو من عالم آخر غير الذي يعيشه صورا مختلفة من التراجع، لكنه في الموقف الأخير كشف عن الكثير من الهوية الحقيقية لمجلسه الاداري، وأكد أن الفريق الاداري الذي لم ينجح خلال 8 سنوات سابقة، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقدم الجديد حتى وان ظل في موقعه حتى أكثر من قرن من الزمان! نقلا عن الايام البحرينية