سيظهر منتخبنا الوطني لكرة القدم بشكل مخالف للتوقعات أمام منتخبات البحرين والسعودية وإيران ضمن مجموعته في بطولة اتحاد غرب آسيا بالكويت.. في حال تحقق ذلك وتجلت المعجزات بالفعل بقيادة الفهلوي البلجيكي فلا يجدر الذهاب بعيداً في ردود الأفعال، فالأمر كما يروج مجرد “بروفة” لبطولة كأس الخليج المقبلة، وفي حال وقعت الكارثة فمن غير المتوقع اعتراف اتحاد اللعبة اللئيم بعقم فكر المدرب توم من خلال عدم التهوين بنتائج البروفة.. أثبت الكشف عن خفايا ترافقت مع فترة التحضيرات الخارجية للأحمر الكروي الكبير خلال الأسابيع الأخيرة وصول الحال في اتحاد اللعبة بقيادة الشيخ أحمد العيسي الى درجة أنه لم يجد لمهمة خوض منافسات بطولتي غرب آسيا وكأس الخليج العربي المقبلتين إلا مدربا أجنبيا تخطى في اعتباره (عرطه) الى إظهاره قدرات في (الفهلوة) وتجاوز ما يمت بصلة للنظم المتبعة خلال تسيير برامج المعسكرات الاستعدادية بتصرفات وجدت رصد أقلام محترمة. وليس في الكشف عن ذلك ما يبدو غير منطقي مادام ان صرف آلاف الدولارات قد قوبل من المدرب توم الذي كان يبحث عن عمل إثر فشل تقديم نفسه للاتحاد الكروي الفلسطيني بإبداء التهكم والازدراء من كرتنا اليمنية وتواضع حضورها الخارجي على مرأى ومسمع من مساعديه بالطاقم الفني والإداري والطبي ما يفهم منه بان قيادات اتحاد اللعبة كالعيسي وشيباني لا يعرفان ذلك وهدفهما من استقدام العبقري الأجنبي توم ليعلن لنا ذلك وليس للعمل على تجاوزه. وبدلاً من ان يعود نجم المنتخب اليمني الى ملاعب الكويت لخوض منافسات بطولة اتحاد غرب آسيا لكرة القدم وهو ممتلك لقليل من التطورات التراكمية على المستوى البدني والتكنيكي وبعقلية غير محاصرة بنصف ملعبه بعدما كان أعلن التمرد على ذلك النهج المزمن المدرب الكرواتي السابق يوري ستريشكو عندما ثبت بالمصادفة إمكانية تجاوزه وانتهاج اللعب المتوازن دفاعاً وهجوماً خلال منافسات ذات البطولة بنسختها الأخيرة على ملاعب الأردن. هاهو النجم علي النونو مستبعد رغم انه كان حقق إنجازاً غير مسبوق خلال منافسات النسخة الماضية لبطولة اتحاد غرب آسيا الأخيرة على ملاعب الأردن بإحرازه للقب الهداف، وقد فسر ذلك التفوق إلى الدخول في فترة مناسبة للتحضير وخوض معسكرات استعدادية خارجية مع تمازج الخبرة مع الشباب في مجموعة اللاعبين الملتزمين بقائمة الأحمر الكبير الذي ودع المنافسات بدور الأربعة أمام المنتخب الكويتي بعد الاحتكام الى ركلات الترجيح. غير أن الطريق للمشاركة اليمنية السادسة بدورات كأس الخليج بعمل بروفة مزعومة من خلال خوض بطولة غرب آسيا التي ستنطلق اليوم على ملاعب الكويت, يعزز من احتمال تبدد الإنجازات التراكمية التي حققها الكادر الوطني مع المنتخب الأول خلال التصفيات المونديالية وبطولة العرب الماضيتين وتحويلها لمجرد سراب بحسب فكر المدرب البلجيكي توم سينتفيت المتقهقر الى زمن لوسيانو الدفاعي الذي يجد له كثيرون مبررات لانتهاجه بتلك الفترة. أما أن يتم التريث لنحو سنتين بعد إقالة الجهاز الفني الكرواتي بقيادة الخبير ستريشكو والاستنجاد بالمدربين الوطنيين أمين السنيني وسامي النعاش وصولاً الى التعاقد مع البلجيكي توم المغمور فالمؤشرات تبدو غير مبشرة لكون المدرب العبقري المرتد للدفاع بحثاً عن نتائج التعادل والفوز علما أن الأحمر الكبير كان تمكن مع السنيني من تحقيق التعادل الأول له أمام العراق كما ظهر بشكل لافت مع النعاش خلال منافسات كأس العرب الأخيرة على ملاعب السعودية. وحتى لو اعتبرنا الخسارات الودية الأخيرة في ثلاث مباريات مع فرق مصرية خلال فترة معسكر الاستعداد الخارجي في العاصمة القاهرة ليست مقياساً على مستوى منتخبنا الوطني رغم انه تم تفكيك معظم عناصر قوته الخبيرة دون أي اعتراض بداعي حتمية احترام قناعات الجهاز الفني المسؤول مع ان ذلك غير ملزم بالنظر الى فداحة انكشاف الفكر الهدام للمدرب توم الذي تجاهل أهمية عودة هداف غرب آسيا واستبعد الصاصي المحترف بهجوم فريق الميناء العراقي. وفيما قد يكون انتظاراً للكارثة التي سيحاول توم العقيم تفاديها بإلزام لاعبي منتخبنا الشبان خلال مجريات المباريات المقبلة في الكويتوالبحرين بالتمترس في منتصف ملعبنا بحثاً عن التعادل والتطلع لتحقيق فوز غير مسبوق على المنتخب السعودي الأولمبي ضمن بطولة غرب آسيا كما روج هو بذلك عاكساً ضعف رئاسة البعثة في معسكر القاهرة التي لم تحرك ساكناً لإيقاف عبثه بالقيام بالتنسيق مع قنوات رياضية عربية وتشتيته لانسجام اللاعبين. فالجدير بالتنويه أن معظم اللاعبين بقائمة العشرين لم تخرج إلا من ارشيف قوائم السنيني والنعاش، بينما توم صاحب المهمة المحصورة في عدة شهور فقد استفاد منها هادفاً إلى إعادة الأحمر اليمني الى الملاعب الدولية مكبلاً بالأداء الدفاعي الصارم دون ان يكتب فقط في أوراقه اسماً للاعب واحد بصفوف أهلي وطليعة تعز طرفي نهائي بطولة كأس رئيس الجمهورية أو حتى الالتفات لتألق الحارس فرج بايعشوت مع فريق شعب إب في منافسات البطولة العربية.