منذ فترة غير بعيدة نُحرت كرة السلة اللبنانية على مذبح الوطن على أيدي صنّاع القرار فيها أي بمعنى آخر أهلها الذين كان لبعضهم شرف المشاركة في صنع أمجادها والذين طالما تغنّوا وشربوا انخاب مجدها في المحافل الدولية. والمعروف أن لعبة كرة السلة باتت تضاهي اللعبة الشعبية الأولى أي كرة القدم وباتت متنفّساً لكلّ اللبنانيين وتحقّق أحلامهم وطموحاتهم. والآن وقد وقعت الواقعة فإذا هي واقعة وبالتالي هي واقعية حسب الفنان اللبناني زياد الرحباني.. وحدث هذا عام 2013 نعم واقعية، وقد لا يصدّق البعض وخصوصاً في العالم الكبير من حولنا هول ما جرى بأن منتخب بلاد الأرز الصغير بحجمه سيغيب عن المشاركة في محافل آسيا وبالتالي سيفقد فرصة كبيرة للمشاركة في بطولة كأس العالم للمرّة الرابعة توالياً، لم يفهم معنى أو فحوى القرار الذي يرجع مرجعه إلى إدارة اخطأت في تقدير الحسابات، وتباينات في الرأي وتجاذبات هي في الغالب الأعم ذات طابع سياسي بحت وهكذا تثبت مقولة أن السياسة ما دخلت في شيء إلا وأفسدته ولكن على مَن تنفخ في مزاميرك يا داود. إذاً هناك فلتان كبير وتسيّب حاصل على صعيد كرة السلّة في لبنان وتدهور خطير لم يسبق له مثيل وصل إلى الدرك الأسفل باللعبة والمنتخب المصنّف 25 عالمياً حسب ال"فيبا" الذي اتّخذ قراراً صعباً ومفصلياً في توقيفه واستبعاده عن المشاركة في كأس آسيا وأنا على يقين أن مَن اتخذ القرار ربما كان مذهولاً لأن الاسم الذي وقع نصب عينيه هو لبنان، أي ليس اسماً عادياً أو مجرد رقم في سماء عالم الكرة البرتقالية. فلا بد من تصحيح المسار داخلياً وإعادة توجيه البوصلة إلى مكانها الصحيح واتّخاذ القرار بانتخاب اتّحاد جديد للعبة بعد تقديم الاتّحاد الحالي استقالته ورعايته من الأكفاء ونظيفي الكف والماضي الناصع، وأن يأتي من "أهل البيت" ممن يفقهون اللعبة والابتعاد عن السياسة وموبقاتها وفتح صفحة جديدة بعد جلسة تصالحية. وبالأمس القريب عاد منتخب لبنان قبل أوانه واستقبل من محازبيه في المطار بصورة باهتة هزيلة لأنه لم يرجع بطلاً لآسيا أو وصيفاً أو متأهّلاً للمونديال الإسباني ولكن سيبقى شامخاً في عيون محبيه لأنهم على يقين أن مَن فعل هذا هو عدو لنفسه وخائن للوطن دون الغوص في ذكر التفاصيل والأسماء لان الأندية أخطأت باللجوء إلى القضاء لرفع شكواها والاتّحاد أمعن في غيّه ليوصل الأمور إلى خواتيمها غير السعيدة. فهل من مستدرك للأمور؟، وهنا على رأس الدولة ووزراة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية التدخل للمعالجة ولم شمل البيت السلوي من جديد وإجراء انتخابات لاتّحاد جديد وطي صفحة الماضي ليصار تبييض الصفحة أمام العالم والقبول بشروط الفيبا وقراراتها أياً تكن حتى يعود لبنان للأسرة الدولية ويتم رفع الوقف دولياً.