أخذت مفاوضات نادي ريال مدريد الإسباني مع غاريث بيل، لاعب نادي توتنهام الإنكليزي، جزءًا كبيرًا جدًا من اهتمام الصحافة الأوروبية ومشجعي كرة القدم حول العالم في هذا الصيف، حيث يرمي النادي الملكي بكل ثقله لمحاولة الحصول على الدولي الويلزي، ورغم رفض نادي توتنهام رفضًا قاطعًا للمفاوضات بجميع صورها، إلا أن هناك توقعاتٍ عديدة بأن المسألة مسألة وقت قبل أن ينضم بيل للريال. ومن الصحافة، سمعنا عن أرقامٍ خيالية عرضها فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، لنادي توتنهام للظفر بخدمات بيل، مثل عرض ذكرته الصحافة بقيمة 60 مليون يورو إضافة لفابيو كوينتراو، لاعب ريال مدريد، وبعض الصحف تكلمت عن عرض وصل لمبلغ 120 مليون يورو. في السابق ومن تجارب عديدة، سبق لأكثر من لاعب أن انتقلوا بمبالغ كبيرة، لكنهم بالنهاية فشلوا في تقديم ما يُتَوقّع منهم، وبالتالي كانت تلك الملايين مجرد أموال ضاعت على النادي الحاصل على اللاعب. في هذا التقرير تستعرض "يوروسبورت عربية" بعضًا من هؤلاء اللاعبين، وطارحين سؤالاً قبل البدء بهم، وهو هل سيكون مصير بيل، في حال نجح الريال بالتوقيع معه، هو مثل مصير هذه المواهب التي "فسدت" بعد انتقالات بأرقام قياسية؟ أم سينجح لاعب توتنهام في مجاراة كريستيانو رونالدو، وإثبات نفسه بالنادي الملكي؟ 1- غايزكا ميندييتا انتقل الإسباني ميندييتا في صيف 2001 لنادي لاتسيو الإيطالي، قادمًا من نادي فالنسيا الإسباني، وهو بعمر ال 27 سنة، وذلك بعد مستويات كبيرة قدمها مع ناديه الإسباني، إما بالدوري المحلي أو ببطولة دوري أبطال أوروبا. كانت قيمة ميندييتا تساوي 48 مليون يورو، وكان وقتها هو سادس أغلى انتقال بتاريخ الكرة، ولكنه فشل في أن يقدم ما يوازي قيمة هذا المبلغ الضخم، حيث لعب مع لاتسيو موسمًا واحدًا مخيبًا للآمال، ثم انتقل لبرشلونة بالاعارة، وبعدها لميدلزبرة الانكليزي، وانتهت مسيرته هناك. 2- دينيلسون بمبلغ 21 مليون باوند، كان دينيلسون أغلى لاعب في كرة القدم في صيف 1998، حين انتقل الدولي البرازيلي من نادي ساو باولو لنادي ريال بيتيس الإسباني، رافعًا سقف الآمال والطموحات للجماهير الأندلسية آنذاك. في موسمه الثاني مع بيتيس، لم يستطع دينيلسون فعل شيءٍ يمنع ناديه من الهبوط للدرجة الثانية، ثم تمكن بيتيس من العودة للدرجة الأولى، وخلال اربعة مواسم لم يقدم الشيء الكثير، ثم انتقل من بيتيس إلى نادي بوردو الفرنسي في صيف 2005. 3- آندري شفشينكو بعد أن انهى موسم 2005-2006 كهدافٍ لدوري أبطال أوروبا، رفض شفشينكو عرضًا قدمه نادي ميلان الإيطالي لتمديد عقده لستة مواسم، وانتقل لنادي تشيلسي الإنكليزي، بمبلغ 43 مليون يورو، ليكون وقتها أغلى لاعب يتم التعاقد معه من قِبَلِ نادٍ إنكليزي. كانت الآمال المعقودة على الدولي الأوكراني كبيرة جدًا من مشجعي نادي تشيلسي، فتسجيله ل 173 هدفًا مع ميلان خلال سبعة مواسم، ومن بينها 37 هدفًا بالبطولات الأوروبية، جعله واحدًا من أكثر الصفقات التي ينتظر منها النجاح الكبير بموسم 2006/2007، لكن لم يحصل هذا الأمر! ففي أول موسم له بالبريمر ليغ، سجل شفشينكو 4 أهداف من 30 مباراة، وبالموسم الثاني سجل 5 من 17 لقاء، الأمر الذي جعل نادي تشيلسي يستغني عنه بالإعارة لناديه السابق ميلان، ولم يقدم الكثير هناك، مما جعل تشيلسي يتركه يرحل في صيف 2009 إلى نادي دينامو كييف الأوكراني. 4- زلاتان إبراهيموفيتش بعد طلبٍ وإصرارٍ من بيب غوارديولا على التعاقد مع زلاتان ابراهيموفيتش، مهاجم إنتر ميلان وقتها، نفّذ خوان لابورتا، رئيس نادي برشلونة بذلك الوقت، مطالب المدرب الشاب والفائز بالثلاثية التاريخية بأول موسم له، وانتقل ابراهيموفيتش لنادي برشلونة، بعد أن دفع الأخير مبلغًا يفوق 40 مليون يورو إضافةً للمهاجم الكاميروني صامويل إيتو. إبراهيموفيتش كان هداف الدوري الإيطالي بموسم 2008-2009 مع الإنتر برصيد 25 هدف، لكنه وطوال موسمه مع برشلونة فشل بالوصول لهذا الرصيد! حيث سجل 16 هدفًا بالدوري، وهدفًا واحدًا بكأس ملك إسبانيا، وهدفين بدوري أبطال أوروبا، الأمر الذي جعل برشلونة يعيره لنادي ميلان الإيطالي بموسم 2010-2011 قبل أن يتم بيعه بشكل كامل. 5- ريكاردو كواريزما كان كواريزما واحدًا من أهم مطالب خوزيه مورينيو عند تدريبه لنادي إنتر ميلان بصيف 2008، ودفع النادي الإيطالي مبلغ 19 مليون يورو إضافة للاعب الوسط الشاب "بيليه"، مقابل الحصول على الدولي البرتغالي. موهبة كواريزما الكبيرة ومهاراته المتعددة والجميلة، إضافة لفعاليته على الجناح، كانت من أهم أسباب رغبة مورينيو بالتعاقد معه، إلا أن كل هذه الإمكانيات اختفت أمام جماهير الإنتر، ففي فبراير من عام 2009، وقع مع نادي تشيلسي بالاعارة حتى نهاية موسم 2008-2009! ثم عاد لنادي الإنتر، لكن لم يكن له تأثير كبير في موسم الثلاثية التاريخية، حيث لعب 13 لقاءً بدون تسجيل أي هدف، لينتقل بالصيف بعد ذلك لتركيا مع نادي بيشكتاش. 6- فرناندو توريس على الرغم من تأكيدات المهاجم الدولي الإسباني على أنه سيبقى وفيًا مع ليفربول، إلا أن فيرناندو توريس انتقل لنادي تشيلسي في يناير 2011، وبمبلغ ضخم تجاوز 40 مليون باوند، فهو يأتي كواحدٍ من أفضل مهاجمي العالم بذلك الوقت. وفي مباراته الأولى مع تشيلسي، خسر توريس من فريقه السابق ليفربول على ملعب ستامفورد بريدج بالدوري، لتكون بدايةً هي أسوأ ما يمكن أن يختار توريس، ولم تأتِ النجاحات المنتظرة أبدًا مع تشيلسي، فخلال موسمين ونصف، سجل فقط 15 هدفًا بالدوري الإنجليزي من 82 مباراة، ويبدو رقمه الأوروبي أفضل بكثير، حيث سجل 12 هدفًا من 30 لقاءً، لكن ما زال جمهور تشيلسي ينتظر -وربما بدون أمل- عودة جزءٍ من توريس القديم، الذي اختفى منذ انتقاله لتشيلسي. 7- ريكاردو كاكا في محاولةٍ من فلورنتينو بيريز في صيف 2009، لتجهيز النادي الملكي للفوز بدوري أبطال أوروبا، حيث يقام نهائي 2009-2010 على ملعب سانتياغو برنابيو، تعاقد مع أفضل اللاعبين المتاحين بذلك الوقت، وكان كاكا، الفائز بأفضل لاعب بالعالم لسنة 2007، على رأس تلك القائمة مع كريستيانو رونالدو. انتقل كاكا بمبلغٍ كبير جدًا وصل لما يقارب 68 مليون يورو، الأمر الذي جعل النادي الملكي ينتظر الكثير منه، إلا أن كاكا كان مخيبًا للآمال مع الريال! فخلال 4 مواسم لم يستطع أن يجعل من نفسه لاعبًا مهمًا وفعّالاً بالريال، وفي موسمه الثاني فقد مكانته الأساسية للدولي الألماني الشاب "مسعود أوزيل"، وأصبح بعدها لاعبًا احتياطيًا، وخلال الاربعة مواسم سجل 29 هدفًا، وصنع 32 هدفًا آخرًا، مقارنة بتسجيله ل 95 هدفًا وصناعته ل 46 مع ميلان في ستة مواسم. 8- دييغو ريباس كان التعاقد مع دييغو ريباس بمثابة الصفقة التي انتظرها جمهور يوفينتوس لفترة طويلة، ففي صيف 2009 وقع البرازيلي الشاب وقتها بعمر 24 سنة مع اليوفي بمبلغ يصل ل 25 مليون يورو، وكانت مستوياته الكبيرة مع فيردر بريمن، سببًا لتفاؤل مشجعي اليوفي بهذا اللاعب. لكنه وفي موسمٍ مخيبٍ جدًا للآمال، مع المدرب الشاب "فيرارا"، لم يستطع تقديم الكثير، حيث كان الموسم واحدًا من أسوأ مواسم يوفينتوس على الإطلاق، إما على المستوى المحلي أو حتى على المستوى الأوروبي، مما جعله ينتقل لنادي وولفسبورغ الألماني بمبلغ 15 مليون يورو.