صعق نجم ريال مدريد، الألماني مسعود أوزيل "بلاده" بتسجيله هدفاً لا يقو على رده أعتى حراس المرمى وأكثرهم رشاقة بعدما نفذ ركلة حرة في توقيت قاتل استقرت في الزاوية الصعبة لمرمى بروسيا دورتموند ليفرح الأسبان بتعادل ثمين 2-2 في الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وخطف أوزيل الأضواء، الثلاثاء، في مباراة كانت عصية على النادي الملكي في معقله ب"سانتياغو برنابيو"، ولعب "الفتى التركي الأصل" دور المنقذ بدلاً من الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو لينقذ الفريق الأبيض من خسارة ثانية أمام ماكينات دورتموند ويحفظ ماء وجه المدرب جوزيه مورينيو في قلب العاصمة الإسبانية. وكان أوزيل "الحل الوحيد" للغز الدفاع الألماني بحكم معرفته بأبناء "البوندس ليغا" في وقت لم يقدم فيه رونالدو الكثير، وإن لم يسجل مسعود هدف الفوز إلا أن هدفه حمل طعم الانتصار لأنه تحقق في فترة بات فيها "الملكي" في أمس الحاجة لتجنب الهزيمة بين أنصاره وتعزيز فرصه في التأهل خصوصاً أنه سيلعب أمام بطل انجلترا مانشستر سيتي على ملعب الاتحاد في الجولة المقبلة وقبل الأخيرة. وعندما تقدم أوزيل لتنفيذ الضربة الثابتة شكك المراقبون بأن الكرة ستتجاوز حائط الصد العملاق خصوصاً أن "الدون" لم يتقدم لركلها، ولكن مسعود كان وجه السعد الأبيض في الليلة الظلماء على المدريديين الذين اعتقدوا بأن الريال سينتقم من الألمان بعد السقوط ذهاباً 1-2. وحافظ دورتموند على صدارة المجموعة الرابعة بثماني نقاط يليه الريال (7 نقاط) وأياكس أمستردام الهولندي (4 نقاط) ومانشستر سيتي الإنكليزي (نقطتين). دي يونغ عذب الانجليز وعلى طريقة الكبار، تألق الهولندي سيم دي يونغ في قيادة فريق بلاده أياكس أمستردام لخطف نقطة من ملعب الاتحاد بتسجيله هدفين في مرمى الحارس الأول في انكلترا جو هارت عقد بهما فرصة أبناء المدرب الإيطالي روبيرتو مانشيني في حجز مقعد عن المجموعة الرابعة. ولفت دي يونغ الأنظار بهدفيه وتسديداته التي عذب بها هارت وكاد يزرع هدف الفوز لولا تألق الأخير في إبعاد كرة أطلقها الهولندي من خارج المنطقة. وسيكون ل"يونغ" شأناً في المستقبل القريب لاسيما أنه يقدم أروع العروض وسط تشكيلة شابة يعول عليها أياكس في استعادة أمجاد حقبة التسعينات من القرن الماضي. أجمل هدف للإفريقي توريه وبعد أيام من تصريحه الواقعي بأن "فريقه السابق برشلونة كان وراء سر نجاحاته في مسيرته الكروية"، تعملق يايا توريه وأحرز هدفاً لن يغيب عن الذاكرة بعدما سدد كرة بطريقة المقص من وضعية هوائية صفق لها كل من تابع المباراة لجمالية الهدف. وحاول اللاعب الإفريقي جاهداً تحقيق الفوز لمانشستر سيتي الإنكليزي لكن التعادل المر كان حاضراً في اللقاء 2-2. وربما ينقص توريه الحظ الذي ابتسم لمواطنه ديديه دروغبا الذي سحر العالم مع تشلسي خلال الموسم الماضي وقاده للفوز بالنسخة الأخيرة لدوري الأبطال.. ولكن الأكيد أن توريه لاعب كبير وما ينقصه فقط اللعب مع فريق خبير يمتلك شخصية "البطل"!. إبراهيموفيتش.. ساحر باريس وبدوره، واصل العملاق السويدي ابراهيموفيتش سحره وبث العطر الفرنسي في المدرجات الكرواتية بعدما أحرز هدفاً وكان خلف تسجيل زملاءه ثلاثة أهداف في مرمى دينامو زغرب ليفوز سان جيرمان 4-1 ويقترب "الفريق القطري" من التأهل إلى الدور ثمن النهائي عن المجموعة الأولى إذ يمتلك تسع نقاط بفارق نقطة عن بورتو البرتغالي الذي ضمن البطاقة الأولى. ويبدو أن إبراهيموفيتش في طريقه لتكريس نفسه أسطورة في ناديه حال استمر في مد جسور الدعم للفريق الفرنسي خلال المباريات المحلية والبطولة الأوروبية. وبات "صاحب الظل الطويل" أكثر اللاعبين شعبية في الملاعب الفرنسية بأدواره التكتيكية في تشكيلة المدرب الإيطالي أنشيلوتي ولمساته السحرية التي غالباً ما تسفر عن أهداف.. ومن المزعج أن ينهي إبراهيموفيتش مشواره الكروي من دون "كرة ذهبية"!. بيلغريني.. وإنجاز تاريخي وفي وقت سطع فيه لاعبون نجوماً في سماء "ثلاثاء الأبطال" برز المدرب التشيلي مانويل بيليغريني بإنجازه التاريخي مع ملقة الإسباني حين قاد فريقه للدور ثمن النهائي للمرة الأولى في مسيرة النادي بعد وصوله إلى النقطة العاشرة في المجموعة الثالثة تاركاً خلفه ميلان (5 نقاط) وأندرلخت البلجيكي (4 نقاط) وزينيت الروسي (3 نقاط). المدرب السابق لريال مدريد وبعد التعادل مع خصمه العريق ميلان الإيطالي 1-1 أثبت أن قراءته الموزونة للمباريات كانت وراء تأهل ملقة قبل جولتين على نهاية دور المجموعات، وبعث برسالة قوية للمنافسين بأن فريقه مرشح للمضي قدماً في البطولة نحو أدوار متقدمة، فهل يواصل بيليغريني العزف من المنطقة الفنية لفريق لم يكن مرشحاً لعبور أندية كبيرة في القارة الأوروبية. باتو يعود بعد 11 شهر ومثلما تألق أوزيل وإبراهيموفيتش، انقشع البرازيلي ألكسندر باتو بين الغيوم المتلبدة فوق "سان سيرو" وعاد للتسجيل بعد صيام دام 11 شهراً، وكان لهدفه في مرمى ملقة وإن كان برأسية غمزها من خط المرمى مفعولاً كبيراً في إحياء آمال الفريق الإيطالي المتعثر في الموسم الحالي بالتأهل والتمسك بخيط الأمل الرفيع لعبور دور المجموعات. ويعد الهدف الخجول الذي أحرزه باتو بمثابة جرس إنذار للنجوم البرازيليين الذين غابوا سنوات عن التألق في الساحة الأوروبية حتى أصبحوا بمثابة أشباح لا وجود لهم في القارة العجوز أمام تألق راقصي التانغو الأرجنتينيين يتقدمهم أسطورة برشلونة ليونيل ميسي وعملاق مدريد هيغواين وهداف مانشستر سيتي أغويرو. من: محمد الحتو