الدولة العميقة ومن يدعمها هدفهم إضعاف الإنتقالي والمكاسب الجنوبية    اعضاء مجلس السابع من ابريل لا خوف عليهم ويعيشون في مأمن من تقلبات الدهر    تحميل لملس والوليدي إنهيار خدمة كهرباء عدن مغالطة مفضوحة    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    بريطانيا تُفجر قنبلة: هل الأمم المتحدة تدعم الحوثيين سراً؟    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    متهم بقتل زوجته لتقديمها قربانا للجن يكشف مفاجأة أمام المحكمة حول سبب اعترافه (صورة)    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    "نكل بالحوثيين وادخل الرعب في قلوبهم"..الوية العمالقة تشيد ببطل يمني قتل 20 حوثيا لوحده    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    إشاعات تُلاحق عدن.. لملس يُؤكد: "سنُواصل العمل رغم كل التحديات"    ما معنى الانفصال:    مقتل عنصر حوثي بمواجهات مع مواطنين في إب    برشلونة يتخطى سوسيداد ويخطف وصافة الليغا    اليمن تجدد رفضها لسياسة الانحياز والتستر على مخططات الاحتلال الإسرائيلي    البوم    غروندبرغ يحيط مجلس الأمن من عدن ويعبر عن قلقه إزاء التصعيد الحوثي تجاه مارب    شهداء وجرحى جراء قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على شمالي قطاع غزة    انخفاض أسعار الذهب إلى 2354.77 دولار للأوقية    السفيرة الفرنسية: علينا التعامل مع الملف اليمني بتواضع وحذر لأن الوضع معقد للغاية مميز    السعودية: هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    مباحثات يمنية - روسية لمناقشة المشاريع الروسية في اليمن وإعادة تشغيلها    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    الاكاديمية العربية للعلوم الادارية تكرم «كاك بنك» كونه احد الرعاة الرئيسين للملتقى الاول للموارد البشرية والتدريب    احتجاز عشرات الشاحنات في منفذ مستحدث جنوب غربي اليمن وفرض جبايات خيالية    صراع الكبار النووي المميت من أوكرانيا لباب المندب (1-3)    من أراد الخلافة يقيمها في بلده: ألمانيا تهدد بسحب الجنسية من إخوان المسلمين    دموع ''صنعاء القديمة''    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    ماذا يحدث في عدن؟؟ اندلاع مظاهرات غاضبة وإغلاق شوارع ومداخل ومخارج المدينة.. وأعمدة الدخان تتصاعد في سماء المدينة (صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    تشافي: أخطأت في هذا الأمر.. ومصيرنا بأيدينا    ميلان يكمل عقد رباعي السوبر الإيطالي    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    رسميًا: تأكد غياب بطل السباحة التونسي أيوب الحفناوي عن أولمبياد باريس 2024 بسبب الإصابة.    رسالة صوتية حزينة لنجل الرئيس الراحل أحمد علي عبدالله صالح وهذا ما ورد فيها    تحرير وشيك وتضحيات جسام: أبطال العمالقة ودرع الوطن يُواصلون زحفهم نحو تحرير اليمن من براثن الحوثيين    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    بسمة ربانية تغادرنا    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في لقاء مطول..د.ياسين نعمان:أنا متفائل بأن مستقبل اليمن سيكون اكثر اشراقا
نشر في يمني سبورت يوم 26 - 09 - 2013


- حوار : أحمد الزبيري – عبدالرحمن مطهر:
رجل دولة ومفكر سياسي مثقف بقامة الدكتور ياسين سعيد نعمان الامين العام للحزب الاشتراكي نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني لا يمكن ان يكون الا حاملاً لمشروع وطني معبراً عن ارادة الشعب وتطلعاته التي ناضلت من اجلها وضحت في سبيلها الحركة الوطنية اليمنية، لذا فكل كتاباته واحاديثه وحواراته تستلهم هذا التاريخ برؤية عميقة تستشرف مستقبلاً لوطن موحد آمن ومستقر ومتطور ينعم ابناؤه في ظله بالعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية والشرا كة في السلطة والثروة..
بداية دكتور ياسين إلى أين تتجه اليمن ؟
تتجه اليمن إن شاء الله نحو بناء الدولة التي يتطلع اليها اليمنيون وهذا الأمر يتوقف علي ما سيسفر عنه مؤتمر الحوار الوطني خلال الايام القلية القادمة.
هناك حديث بأن اليمن تتجه نحو دولة اتحادية البعض يتحدث أربعة اقاليم وهناك من يؤكد أنه ستكون إقليمين هناك أيضاً تصريحات لمحمد علي أحمد بأنه يجب القبول بإقليمين وفترة انتقالية ثم تحديد المصير وإلا سوف ينسحب من الحوار؟
اولاً علينا أن لا نستبق الأمور هناك نقاش جاد حول هذا الموضوع هذا النقاش يتم على اساس تقييم المراحل الماضيه التي مر بها اليمن وحاجة الجميع الى دولة يتوافق عليها جميع اليمنيين، الأسس التي وضعت حتى الآن في مختلف المجالات أستطيع القول أن 90% من هذه الأسس تم الاتفاق عليها، المتبقي لدينا تحديد شكل الدولة التي نريد وأعتقد أن هذا الموضوع لابد أن ينجز خلال الايام القادمة وقبل أن ينتهي مؤتمر الحوار.
ابتزاز
ماذا عن موضوع التمديد وأيضاً فترة انتقالية بخمس سنوات خاصة أن هناك مخاوف لدى البعض أن تكون هذه المرحلة تأسيسية لانفصال الجنوب؟
اعتقد أن الذين اساءوا للوحدة واستثمروها استثماراً خاطئاً خلال السنوات الماضيه هم الذين الآن يلوحون بالوحدة بصورة ابتزازية لإفشال العملية السياسية، يجرى الآن في مؤتمر الحوار استخدام شعار الوحدة بطريقة تعسفية خاطئة من قبل البعض واقتحام الحوار والنقاش بشعارات مثل الوحدة أو الموت، الوحدة خط أحمر استدعاء شعارات من تاريخ موغل في الصراعات الدموية وهذا الأسلوب لاشك يربك الحوار، البعض عندما يريد أن يسيء إلى أي مشروع من المشاريع المطروحة أمام الحوار يتهمه بأنه مشروع انفصالي، اذا قام الحوار على هذه القاعدة بالتأكيد لن نصل الى نتيجة.. القاعدة الاساسية أن الناس يريدون أن يكون هذا البلد مستقراً، الآن نبحث في شكل الدولة التي تساعد على بقائه موحد ومستقر، حتى الآن للأسف بعض القوى السياسية لم تقدم أي مشروع محدد لهذه الدولة مازالت تتحدث بشكل استعلائي وبغموض، وقلة من القوى السياسية تقدمت بمشاريعها ولذلك أنا اعتقد أنه لابد من الانتقال الآن في هذه اللحظه الراهنه لنقول لهذه القوى السياسية ما هو مشروعها لبناء الدولة، دون أي غموض أو التلويح بالوحدة في مواجهة المشاريع المطروحة.
اصطفافان
حالياً مؤتمر الحوار في ايامه الأخيرة وهناك اتفاق على الكثير من القضايا ومع ذلك تحضر مثل هذه الشعارات الوحدة أو الموت وأيضاً عودة جمعة الستين والتفجيرات الإرهابية كالتي حدثت في شبوة وتفجير ابراج الكهرباء وأنابيب النفط ما سبب كل ذلك من وجهة نظركم في هذا التوقيت تحديدا؟
أنا أرى أن علينا أن نبحث بشكل عميق فيمن له مصلحة في ارباك المرحلة الانتقالية وعدم تمكينها من انجاز مهامها وأن نبحث عن ذلك بموضوعية لا نريد أن نتهم هذا أو ذاك، نحن امام مرحلة انتقالية لا يجب أن نقيمها بالفترة الزمنية فقط بأن نقول انتهت الفترة الزمنية خلاص انتهت الفترة الانتقالية، لأن الفترة الانتقالية تتضمن مهام ويجب أن نقيمها من خلال قدرتها على إنجاز مهامها وفي نفس الوقت تقييم ايضاً العامل الزمني، حالياً الزمن يكاد يكون انتهى أو سينتهي لكن المهام الرئيسية للفترة الانتقالية التي تؤسس لدولة لم ينجز منها إلا الشيء اليسير، لذلك علينا أن نبحث فيمن أعاق تنفيذ مهام الفترة الانتقالية هذا أولاً هذه قضية في غاية الأهمية، هناك قوى لا تريد التغيير تعاملت مع الحوار ومع العملية السياسية فقط لتمرير الوقت واستخدمت ادواتها التي لازالت قوية بيدها لتعطيل مهام الفترة الانتقالية، الوضع الذي امامنا الآن حقيقة هو في غاية الأهمية وأنا هنا اتحدث عن القادم، كل الظواهر التي نتحدث عنها لها أساس، اساسها اصطفافان اصطفاف يريد أن يعطل انجاز مهام المرحلة الانتقالية واصطفاف آخر يحاول بقدر الأمكان أن يخوض نضالاً من أجل الوصول الى الغاية الرئيسية لبناء الدولة وهذا يعكس في تقديري الشخصي اصطفافين داخل المجتمع اصطفاف يريد دولة ومعه قاعده واسعة من الناس واصطفاف آخر اعجبه وضع بدون دولة ويستطيع في أية لحظة من اللحظات أياً كانت أن يعطل بناء الدولة هذا الذي يحدث في حياتنا، نحن اليمنيون الآن اكثر من خمسين سنة من بعد الثورة لم نستطع أن نصل الى بناء الدولة العادلة لكل اليمنيين، وعندما نسأل من المعني في هذا الموضوع؟ نسأل عن تجارب الحكم معظم الذين حكموا عطلوا إنتاج الدولة وخاصة من بعد الوحدة، الوحدة.. في عام 90م كانت تهيئ البلد لإقامة دولة عادلة لكل اليمنيين ولكن اقتحمتها حرب فيها كل رذالة الاخلاق ونشأ عنها فيما بعد هذا الوضع الذي يعطل بناء الدولة.
خيارنا
ما هي الضمانات الموجودة لبقاء البلد موحداً إذا اتجهت اليمن نحو دولة اتحادية من اقليمين شمالي وجنوبي..؟
أنا أسألكم سؤالاً وهو: هل الوحدة الاندماجية أدت الى حماية الوحدة اليمنية، أنا اتحدث عن خيارات، هذه الخيارات هي مشاريع يجب أن نقدمها لنتناقش حولها، لكن عندما يطرح أي خيار نقول أن هذا الخيار سوف يؤدي الى الانفصال، هذا منطق غريب، على الجميع أن يطرح خياراته وفي ضوء هذه الخيارات علينا أن نتحاور أنا اقول أن خيار الاقليمين يحمي اليمن شمالاً وجنوباً يحمي الوحدة يحمي استقرار اليمن، ولن يؤدي الى تفكك البلد هذه على الأقل رؤيتنا.. نحن وانطلقنا في هذه الحالة من أن هذا الخيار المتمثل الدولة الاتحادية من اقليمين سيحمي الجنوب وسيحمي الشمال واليمن بشكل عام.. لن يؤدي الى حالة تفكك بالشكل القائم الآن ولن يؤدي الى حالة تفكك فيما لو تحدثنا عن اقاليم متعددة.
لكن هناك مخاوف أن يكون اقليمين وخمس سنوات كفترة انتقاليه تهيئ للانفصال..؟.
نحن لم نتحدث عن خمس سنوات في مشروعنا.
لكن تم طرح هذا من قبل الحراك.. خمس سنوات ثم تقرير المصير..؟
هذا مشروع وأنا اتحدث عن مشروعنا الذي لم يتحدث عن خمس سنوات
معنى ذلك أن الأهم هو مراعاة مصالح الناس سواء بإقليمين أو اكثر ؟.
بالضبط الأهم هو مراعاة مصالح الناس.
المعركة الحقيقية
قلتم أن هناك اصطفافين اصطفاف يحاول أن يحافظ على مصالحه بالنظام الموجود واصطفاف آخر يحاول بناء الدولة المدنية العادلة هل تعتقدون أن هذا الاصطفاف قادر على النجاح في مواجهة هذه القوى وبناء الدولة؟
أنا افضل الحديث عن اصطفافين كما ذكرت لكم.. اصطفافين داخل المجتمع اليمني ولهما جذور تاريخية اصطفاف يريد دولة وهناك الكثير من القوى التقليدية أعتقد أنها تريد أن تنخرط في هذه الدولة وهناك جزء من القوى التي تعتبر خارج مفهوم القوى التقليدية هي قوى الفساد التي لاتريد بناء هذه الدولة لهذا افضل استخدام اصطفافين الأول يريد دولة ويعمل على بنائها والآخر وقف ولايزال يقف ضد بناء الدولة، وفي الواقع القوى التي تقف ضد بناء الدولة هي قوى الفساد وبشكل عام ستجدها داخل القوى التقليدية وغير التقليدية وشكلت تحالفاً اقوى في اللحظة الراهنة لمقاومة بناء الدولة لأنها لاتجد مصالحها غير المشروعة إلا في ظل غياب الدولة، هذه هي المعركة الحقيقية اليوم ولذلك أعتقد أن المهمة الرئيسية والمركزية في اللحظة الراهنة هي فعلاً أن يتجه اليمنيون الى بناء الدولة التي من شأنها أن تحمي مصالح الجميع، بعد ذلك هذا التصنيف ذو البعد الاجتماعي ممكن أن يذوب عندما نتمكن من بناء الدولة.. سيقول البعض أن القبيلة في كثير من الاحيان ضد بناء الدولة وهذا الكلام غير صحيح لأن القبيلة هي مرحلة اجتماعية في تطور بناء الدولة ممكن أن تذوب وتصبح جزءاً من الدولة، لكن من يوظف القبيلة لمقاومة الدولة هي قوى الفساد، ولذلك يعاد انتاج القبيلة في مرحلة معينة بهذا الشكل المشوه لتبدو وكأنها هي التي تقاوم الدولة، والحقيقة أن الذي يقاوم بناء الدولة هي قوى الفساد التي وظفت كل امكانيات المجتمع لهدم بناء الدولة.
انتاج القبيلة
وجود الدولة هو أيضا لمصلحة القبيلة ؟.
بالتأكيد القبيلة تريد المدنية وتريد الأمن والاستقرار وتريد المستشفى وتريد الطريق وما الى ذلك وكل المجتمعات التي من حولنا كانت قبائل وتطورت عندما وجدت دولة وإرادة تذيب القبلية في اطار الدولة تطورت وذابت ولكن نحن في اليمن حصل العكس وجد نظام سياسي واجتماعي يعيد انتاج القبيلة لمقاومة بناء الدولة.
بناء الدولة
الملاحظ أن الاحزاب السياسية انشغلت بالسياسة اكثر من اشتغالها بمصالح الناس ومعيشتهم التي غابت من برامج الاحزاب؟
مصالح الناس ليست غائبة وهناك اولويات في الحياة بشكل عام وإذا كان النظام السياسي الموجود يعاني من اختلالات عديدة فلن يستطيع أن يتفرغ للاهتمام بالاقتصاد والارتقاء بمعيشة الناس، اذا كان النظام السياسي غير مؤهل لإدارة الحياة الاقتصادية ومعيشة الناس سيبقى كالذي يحرث في البحر.. الاولوية بالنسبة لليمنيين الآن هي بناء النظام السياسي بناء الدولة القادرة فعلاً على انتاج حل المشاكل الاقتصادية والصحية والتعليمية ومختلف للمشاكل الاجتماعية، فهذه هي المعركة الحقيقية الآن بناء الدولة والنظام السياسي القادر على انتاج هذه الحلول لكل هذه المشاكل، ولذلك لا استطيع أن اقول أن الاحزاب غير مهتمة بمعيشة الناس لانه ما الذي تستطيع أن تعمله في ظل هذا النظام السياسي، لهذا كما ذكرت لكم أن المعركة الحقيقية اليوم هو انتاج النظام السياسي القادر على ايجاد الاجابات لكل هذه الأسئلة.
ارادة شعب
ماهو هذا النظام السياسي الذي ينتجه الحوار الوطني اليوم.. وما هي الضمانات لتنفيذ مخرجات الحوار؟
أنا اعتقد أن النظام السياسي الذي يفترض أن ينتجه الحوار هو النظام السياسي الذي يستند الى ارادة الشعب ليس هو خيار نخبة أو حزب معين.. ثورة الشباب كان هدفها استعادة القرار من الحاكم المستبد و من النخبة الى ايدي الناس هذا اولاً ومهمة الحوار الوطني هو تحقيق هذا الهدف وبناء الدولة التي من شأنها أن تستعيد القرار الى الإرادة الشعبية.. إذا تحقق هذا استطيع القول اننا امام نظام سياسي يعبر عن ارادة الناس يستطيع المواطن أن يختار الحاكم وأن يحاسبه وأن يقيله، حينها يكون الشعب فعلاً هو مصدر السلطة وهو مالكها، أما فيما يتعلق بالضمانات وهو السؤال المهم هل بمجرد أن ينتهي الحوار نقول خلاص هذه مخرجات الحوار وكل شخص يذهب الى حال سبيله، يفترض أن هذه الارادة التي تجمعت في الحوار الوطني أن تكون حاضرة ايضاً في تنفيذ مخرجات الحوار، سيخرج الحوار الوطني بوثيقة تحدد الموجهات الدستورية، من سيقوم بصياغة الدستور هل هي لجنه فنية فقط ؟ او لابد أ يكون هناك إطار سياسي من الذين تحاوروا حاضرين للإشراف على صياغة الدستور وأن يكونوا أيضاً حاضرين في الاستفتاء على الدستور ويجب أن يكون أيضاً العمل المهم هو ما بعد صياغة الدستور والمتمثل في كيفية الانتقال الى شكل الدولة الجديدة، نحن حالياً نؤسس لدولة هذه الدولة يجب أن نفصل بينها وبين السلطة. في كل تاريخنا كان هناك نوع من الدمج ما بين السلطة وما بين الدولة، وتستأثر السلطة بكل مقومات الدولة يستطيع ان يغير الحاكم أساس الدولة كيفما يريد و احياناً بشكل مخالف للدستور، نحن نريد دولة تحمي نفسها في مواجهة الحاكم من خلال المؤسسات والدستور وان تكون قادرة على الصمود أمام أي حاكم يريد أن يعبث بأسسها، هذه المعادلة يجب أن تكون بالفعل مضمونة وواحدة من مخرجات الحوار وفي نفس الوقت توجد القوة الحاملة لتنفيذ هذه الضمانات التي تحدثنا عنها.
خيار السلام
أن المجتمع الإقليمي والدولي جنب اليمن الخراب والدمار الذي كانت تتجه اليه من خلال المبادرة الخليجية وأيضاً كان هذا المجتمع حاضرا وداعماً للحوار لذلك هل سيكون أيضاً موجودا وضاغطاً لتنفيذ مخرجات الحوار؟
كما يعلم الجميع حصل في العام 2011م انشقاق في النظام الاجتماعي والسياسي في اليمن وكانت البلد مهددة بحرب دامية وكنا في ظل وجود الثورة الشبابية والتضحيات التي قدمها الشباب أمام خيارين فقط الخيار الأول هو خيار السلام والخيار الثاني هو خيار الخراب خيار السلام كان ثمنه جزء من الثورة وخيار الحرب سيكون ثمنه كل الثورة وكل البلد بشكل عام، وجاءت المبادرة الخليجية وتدخل المجتمع الاقليمي والدولي والمبادرة مضمونها الحقيقي هو السير في عملية التغيير الذي استهدفته الثورة وفي مقدمة عملية التغيير هو بناء الدولة العادلة لكل اليمنيين ومن ضمنها معالجة القضايا العالقة التي تأتي في مقدمتها القضية الجنوبية وإيجاد أساس حقيقي يسمح ببناء هذه الدولة القادرة على حماية نفسها والعودة للمشروع الديمقراطي المغيب وفي نفس الوقت استدعاء الارادة الشعبية لكي تصبح هي مالكة السلطة ومصدرها، هذه هي المعادلة التي سرنا فيها، ولتحقيق ذلك ذهبنا إلى الحوار الوطني مع التأكيد أن الحوار الوطني هو فكرة يمنية لم يأتي مطلقا في المبادرة الخليجية موضوع الحوار لكنه جاء في الآلية التنفيذية بفكرة يمنية وبالتالي اصبح جزء من العملية السياسية التي نسير فيها اليوم، والمجتمع الدولي في الواقع عندما وقف إلى جانب اليمن في هذا المسار السياسي كان أيضا يفكر في مصلحته على اعتبار أن اليمن تقع في موقع استراتيجي مهم بالنسبة له موقع قريب من المصالح الحيوية للمجتمع الدولي لهذا كان يريد ألا تنزلق اليمن إلى الحرب وأن تتحول إلى بؤرة للعنف وأن تصبح ضفنا البحر الأحمر والبحر العربي خطر على المصالح الدولية الصومال واليمن فرأى أن سقوط اليمن في هذا المنزلق ستتحول إلى ملاذا للقاعدة وللعنف وما إلى ذلك مما يهدد هذه المصالح، أعتقد أن هذه هي رؤية المجتمع الدولي لكن أريد ان اقول أن المجتمع الدولي خذل المبادرة الخليجية في أهم حلقاتها وهي النقل الكامل للسلطة وما نواجه اليوم من عقبات فيما يخص انجاز مهام المرحلة الانتقالية هو بسبب هذا الخذلان للنقل الكامل للسلطة.
الوظيفة العامة
المبادرة الخليجية الهدف منها هو التغيير يشكل سلمي لكن البعض فسرها أنها تهدف إلى المحاصصة وأنتم عبرتم عن استيائكم من ذلك اكثر من مرة ؟
البعض يرفع شعار المحاصصة وللأسف أنه يأتي من الذين كانوا مسيطرين على الوظيفة العامة وعلى كل شيء في البلد لم يكونوا يريدون معهم أحداً واليوم يقولون محاصصة وكأنه يعلم الناس الاخلاق، الآن هناك البعض مستأثرون لكن على الاقل هنا وهناك عندما كان النظام السابق مستأثرا بكل شيء- من الفراش ومن المدرس وحتى الوزير- والآن يرمي البعض بهذه التهمه.. المحاصصة خطأ وأنا شخصيا ضد المحاصصة جملة وتفصيلا فالمحاصصة خطأ كما قلت والاستئثار لحزب معين أو جماعة معينة جريمة، لذلك علينا أن نؤسس لقيم ومبادئ أن الوظيفة العامة ليست ملكا لأحد وإنما ملك لجميع الناس ويجب أن لا توزع حزبياً.. ممكن نتحدث فيما يتعلق بالمناصب السياسية المعروفة في الدستور الوزير وإلى حد ما نائب وزير لكن مادون ذلك الوظيفة حق لكل مواطن حسب الكفاءة والقدرات والإمكانيات والأولوية والاستحقاق مع مرعاة الاقصاء والتهميش الذي مورس على القوى السياسية المعارضة في السابق هذا وضع يحتاج إلى تصحيح.
مخاطبة الناس
لو تم الاتفاق على اقليمين هل من الممكن أن تقبل مكونات الحراك المتعددة بذلك؟
علينا أن نتوجه بأي مشروع لبناء الدولة للناس وليس للنخب السياسية، اليوم الناس في الجنوب لا يرون سوى مشروع واحد هو مشروع فك الارتباط أو الانفصال هذا هو المشروع المبلور لكن القوى السياسية الأخرى مترددة أن تقدم مشروعاً حقيقياً للناس، عليهم اليوم من خلال الحوار أن يبلوروا المشاريع السياسية وأن يخاطبوا الناس لا أن يتوجهوا بخطابهم نحو النخب السياسية.
غير مقبول
أليس لدى هذه النخب مشاريع سياسية رغم مرور فترة الستة الاشهر من عمر الحوار الوطني؟
هذا السؤال يوجه لهذه القوى وأنا أعتقد أن هناك محاولة لتمييع الحوار الوطني وفي صدارة مهمتنا هو أنتاج حل للقضايا العالقة ومن ضمنها القضية الجنوبية وشكل الدولة وما إلى ذلك، لكن أن نأتي إلى آخر لحظة ونقول يجب أن نؤجل هذه إلى مرحلة أخرى بعد مؤتمر الحوار هذا أمر غير مقبول.
قضايا عامة
فريق ال16 حددت مهمته ب 8 أيام فقط كان يفترض أنها انتهت الخميس الماضي.. ما الصعوبات التي حالت دون انجاز مهمته؟
أحيانا إذا زادت الفترة الزمنية لا يهم إذا كنا فعلا نسير إلى الامام علينا أن نقيم هذه المسألة من زاوية إلى أي مدى هناك جدية لدى الاطراف السياسية الاساسية أنها تنتج حلا لهذا الوضع.. حتى الأمس ونحن نتحدث في اطار اللجنة عن قضايا عامة وكأن الهدف من هذا الحوار هو الخروج ببيان سياسي وليس بمشروع عملي لمعالجة المشاكل العالقة، وفعلا هناك خوف من أن نزرع جملاً ونحصد نملة.
العيب فينا
هناك من يرى أن بعض القوى الدولية لا تريد أن تنزلق اليمن نحو الصراع المسلح ولا تريد لها ان تتجه نحو بناء الدولة ايضاً ما تعليقكم؟
علينا أن نوجه هذا السؤال لأنفسنا وهو ما الذي نريده نحن.. هل نريد دولة مدينة عادلة ديمقراطية وما إلى ذلك، هذه القوى إذا لم تجد من يمثلها عند اليمنيين أنفسهم لن تستطيع أن تعمل شيئاً ولذلك لا يجب ان نرمي بكل مشاكلنا على الآخرين، لهذا أعتقد أننا بعد كل هذه التجارب والانتكاسات وكل هذه الاوجاع التي عشناها لم نستطع كيمنيين أن نقف وقفة جادة أمام مستقبل أبنائنا لنوجد لهم دولة مستقرة ونظاماً سياسياً مستقراً لهذا العيب ليس في الآخرين وإنما فينا نحن.
النظام المستبد
القوى المتنفذة خائفة من وجود الدولة ومن وجود النظام والقانون اعتقاداً منها انه سيكون ضد مصالحها الى اي مدى هذا صحيح؟
بالتأكيد هذه القوى تخاف من وجود النظام والقانون خاصة أنها قد بنت مصالح وثروات كبيرة خارج اطار الدولة في ظل نظام سياسي واجتماعي معين وليس في اطار الدولة، هذا النظام السياسي والاجتماعي الذي قام بتوزيع الثروة والسلطة بشكل غير عادل وأنتج قوى كان يعتقد أنها جزء منه أو أنها ستحميه وفي نفس الوقت هذا التوزيع غير العادل ايضاً أنتج هذه الفجوات وأنتج ايضا قوى متنفذة أصبحت ترى ان وجود الدولة يشكل خطراً عليها، مشكلة النظام المستبد أنه قام بتصفية الحياة السياسية، كان يعتقد ان الحياة السياسية خطر عليه فقام بتصفيتها وجاء بدلاً عنها بالارهاب والقاعدة والمسلحون.. هذه المعادلة انتجها نظام مستبد لم يستطع أن يفهم أن الحياة السياسية كانت ضماناً له وللمجتمع بشكل عام.
يافطة
بالنسبة للحزب الاشتراكي هل آن الأوان ان يستعيد نشاطه بشكل فعال في الحياة السياسية بعد كل ما واجهه من صعوبات خلال الفترة الماضية؟
الحزب الاشتراكي في الواقع كان حزبا محظور كان النظام السابق يريده فقط عبارة عن يافطة مجرد عنوان بلا هوية كان النظام السابق يحارب أي عضو فلا يستطيع أن يحصل على الوظيفة العامة وأي طالب من أعضاء الحزب لا يستطيع الحصول على منحة دراسية، حتى عندما يتم اعتقال أي شخص أول سؤال يوجه له هل أنت اشتراكي؟ وأكثر الصحفيين الذين تم اعتقالهم كانت توجه لهم هذه التهمة حتى الذين ليس لهم أي علاقة بالحزب الاشتراكي، لكن الاهم أن الحزب أستطاع أن يحافظ على وجوده في ظل ظروف بالغة التعقيد وأعتقد أننا الآن أمام فرصة بالفعل لأن يستعيد الحزب عافيته ونشاطه وحالياً لدينا مجلس الحزب الوطني الذي سينعقد في نوفمبر القادم وسيفتح الباب أمام الشباب وأمام المرأة للوصول إلى المواقع القيادية في مختلف المواقع القيادية للهيئات الحزبية والتنظيمية، وأيضا ستكون فرصة لاستراحة من تعبوا خلال الفترة الماضية، وأعتقد أن أية حزب ممكن أن يتجدد بوصوله إلى الناس من خلال مشروعه الذي يحمله لهم وإذا كان لا يستطيع الوصول إليهم وأن يجدد علاقته بهم سيتحول إلى مجرد نخبة معزولة، والحزب الاشتراكي ليس من هذا النوع لأنه نشأ بين الجماهير ومع الناس ومع مصالحهم لذلك هو قادر أن يعيد انتاج مشروعه هذا المشروع الذي له علاقة مباشرة بالناس ومع الطبقات الاجتماعية المختلفة التي عبر عنها في مراحل متعددة.
ماض بائس
خلال سفرياتكم إلى الخارج.. هل اجريتم لقاءات مع معارضة الخارج للتباحث حول الشأن السياسي؟
نحن نلتقي دائما وأتحدث معهم حول الشأن السياسي في اليمن ولهم أراؤهم ولنا آراءنا يسمعون منا ونسمع منهم.. نحن في الحزب الاشتراكي كونا رؤيتنا على مدى فترة طويلة من الزمن لم ندخل سوق الشعارات التي دخلها البعض ولو كنا دخلنا هذا السوق في اللحظة التي كان فيها الجنوب يلتهب كنا سنكون ابطالاً، لكننا تعاملنا مع هذه القضية بمسؤولية.. في عام 90 م كان الجنوب كله مع الوحدة وكان أي شخص ضد الوحدة يعتبر خائناً، والآن تغيرت الأوضاع خلال الخمس السنوات الماضية وأصبح اي شخص يقول بأنه مع الوحدة يعتبر خائناً، ولهذا تعامل الحزب الاشتراكي مع القضية الجنوبية بمسؤولية.. في اللحظة المناسبة قدمنا مشروعنا الذي نعتقد أنه يحمي الجنوب من نفسه.. يحميه من الانهيار والانقسام والتفكك.. ويحمي ايضا اليمن بشكل عام من الانهيار والتفكك.. هذا هو مشروعنا الذي نريد ان يناقشونا حوله بمسؤولية مناقشة موضوعية ليس فيها تخوين- هذا مشروع انفصالي وما إلى ذلك كما هو اليوم- هذا الكلام تافه ليس فيه أي معنى أن تتجه بنقدك لأي مشروع بالطريقة التي تتم الآن نريد من الآخرين أن يقدموا مشاريعهم لكي نستطيع أن نقول ماهو المشروع المناسب لحماية البلد وحماية الناس ومصالحهم، أما هذه الانتقائية التي تجري اليوم، أعتقد أنها تستجر ماض ثقافي بائس بكل ما للكلمة من معنى وأقول أن من يستخدم الوحدة بهذا الاسلوب هو أساسا ضد الوحدة.
المعادلة
هل سيكون لقيادات المعارضة في الخارج دور قيادي في اليمن مستقبلا بعد التوصل إلى المشروع الذي يتوافق عليه الجميع؟
أنا لا أتحدث عن النخب أعتقد أن اليمن بعد كل هذه الصراعات التي جرت تحتاج فعلا أن ينفتح الناس على بعضهم البعض ومن يريد أن يبقى مغردا خارج السرب ولديه مشروعه الخاص عليه أن يحمله سلميا وللناس الحق في الاختيار هذه هي المعادلة.
سمعنا أن هناك تحالفاً بين الحزب الاشتراكي والحراك وانصار الله.. ما تعليقكم على ذلك؟
للتحالفات قواعد محددة تنظم هذه التحالفات وما يشاع ليس له من هدف سوى التشكيك في بقاء اللقاء المشترك واستمراره كقوة سياسية واجهت الاستبداد وعملت على استعادة مشروع الدولة المصادرة وهيأت لثورة التغيير والحوار بين كل القوى والمكونات.. في الحوار السياسي يتفق الناس ويختلفون وهذا أمر طبيعي ولا يعني أن نختلف حول موضوعات معينة أو نتفق.. تحالفات قد أنهارات وأخرى قد قامت تربطنا بالحراك روابط قوية وتربطنا أيضا بأنصار الله روابط قوية ومثل هذه الروابط تعزز المشترك السياسي والفكري والثقافي الذي كان اللقاء المشترك وسيظل قاعدته الرئيسية..
أخيراً أستاذنا القدير بعد هذا الحوار الشيق معكم والذي لا نريده أن ينتهي هل أنتم متفائلون بمستقبل اليمن؟
بالتأكيد أنا متفائل بأن مستقبل اليمن سيكون اكثر اشراقا ولولا هذا التفاؤل لما أنا الآن متواجد في مؤتمر الحوار الوطني..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.