الإسلاميون يبتهجون ب«أبوتريكة» وأنصار الله يفرحون بتأهل نادي الاستقلال.. ماتش : عبدالعزيز الهياجم مضى أكثر من عام على مؤتمر الحوار الوطني, نصفه تحضيرات والنصف الآخر فعاليات دون أن يكون هناك تمثيل للرياضة والرياضيين في اللجنة الفنية أو في قيادات ولجان المؤتمر أو حتى على الأقل عضو واحد من بين 565 عضواً هم قوام مؤتمر الحوار الوطني.. "ماتش" نشرت حلقات من النقاش والدراسة والاستقصاء لأسباب غياب القضية الرياضية أو تغييبها عن أجندة ومناقشات المتحاورين, وأيضا لم تحرك القيادات الرياضية ساكناً, وإنما كان لتلك التناولات الصحفية وقع لدى الأطراف السياسية التي سارع بعضها إلى توظيف الرياضة في مخرجات الحوار, بحسب ما رشح عن مصادر مطلعة.. المصادر أكدت أن تجاذبات الملف الرياضي داخل مؤتمر الحوار الوطني بدأت بعناق بين بعض ممثلي "أنصار الله" وتبادل التهاني بصعود فريق الاستقلال الإيراني الى نصف نهائي أبطال آسيا وخروج ممثلي دول الخليج العربية "الأهلي والشباب السعوديين" ولخويا القطري من الدور ربع النهائي, في مقابل أعضاء إصلاحينن كانوا يكبّرون ويهللون ابتهاجاً بصعود الأهلي المصري إلى نصف نهائي أبطال أفريقيا "طبعاً من أجل أبوتريكة الإسلامي" وتشفياً بخروج الزمالك الذي يشجعه "شوقي هائل".. عدائي تهامة تلك التهاني الحوثية والتكبيرات الإصلاحية دفعت شخصية تنتمي الى محافظة الحديدة الى القول: فكّروا بالرياضة في بلادكم, والله لو أصبح لدينا إقليم تهامي لقدمنا أبطالاً في ألعاب القوى يتفوقون على العدّائين الأثيوبيين والكينيين ويفوزون بميداليات المسابقات الأولمبية والبطولات العالمية, المفروض يكون مقر اتحاد ألعاب القوى في تهامة ورئيسه في تهامة, مش يرأسه شيخ قبلي جبلي. تطور النقاش ليأتي تعليق من عضو مستقل قال: لماذا لا نبدأ بالفيدرالية الرياضية ويكون فعلا اتحاد ألعاب القوى من نصيب تهامة, واتحاد الشطرنج من نصيب تعز أو إقليم الجند ويكون اتحاد الرماية من نصيب مأرب, لماذا لا يتم تعيين كلفوت رئيسا لاتحاد الرماية ونضمن أن يتفرغ لهذه الرياضة بدلا عن تفجير نقاط نقل التيار الكهربائي..؟؟!! عضو آخر وهو من الشباب ذهب يتساءل عن مصير نادي "السد" بمأرب ولماذا لا يكون هناك اهتمام بهذا النادي، بحيث يستقطب الشباب ويبعدهم عن الفراغ القاتل للتيار الكهربائي وأنابيب النفط, وأيضا بحيث يكون لدينا نادٍ قوي اسمه "نادي السد اليمني" يأخذ حضورا عربيا وقاريا مستندا إلى حاضر رياضي فاعل وماضٍ تاريخي عريق, فانبرى له عضو وسياسي مخضرم رد بالقول: يا ابني أنت تفهم لعبة "الطبّة" وما تفهمش لعبة السياسة, شركات نفطية كبيرة تعمل في مأرب تعهدت بتقديم الدعم للنادي، بحيث يصبح أبرز نادٍ في اليمن على أن يحمل فقط شعار الشركة الداعمة أو الراعي وهذا شيء عادي ومنطقي, لكن الخُبرة هنا لا يريدون أن يغضبوا دولة شقيقة لا تريد أن يصبح "السد" سدّين على خارطة الرياضة العربية والآسيوية. مظلومية الدرع اتسع النقاش بحسب المصدر لينتقل الى طاولة فريق القضية الجنوبية وما يعرف ب"8+8"، فبدأ ممثلون عن الحراك الجنوبي يسردون المظلومية التي لحقت بأندية الجنوب منذ قيام الوحدة وخصوصا بعد حرب صيف 1994, مسترجعين الدوري التصنيفي الذي كان بطله التلال ووصيفه الميناء والرابع الشرطة, ولسنوات كان ثلاثتهم مع وحدة عدن والشعلة وحسان وشمسان وشعب المكلا ضمن فرق الصدارة أو أبرز الكبار قبل أن تتم عملية إقصاء وتهميش بحق أندية الجنوب. صرخ أحدهم قائلاً: بالله عليكم يا ناس كيف أن عميد أندية الجزيرة العربية التلال يفوز بالدوري التصنيفي وبعدين يصوم عن اللقب حتى 2005.. ليش ما يصدر الرئيس هادي قراراً بتشكيل لجنة لإعادة المظالم الرياضية للجنوب, لجنة يكون فيها خبراء من الفيفا تحقق كيف راحوا الجماعة في صنعاء يتناوبون على اللقب مرة للأهلي ومرة للوحدة, والتلال يخرج من المولد بلا حمّص..؟ ووفقا للمصادر أيضا, هناك مقترحات ستُقدّم الى المبعوث الأممي جمال بن عمر, أحدها من الحراك الجنوبي الذي يطالب بأن تكون مسابقات الدوري للمواسم القادمة على أساس فيدرالي وبحيث تقام دوريات فيدرالية وفي النهاية يلتقي بطل دوري إقليم الجنوب مع بطل أبطال دوريات الأقاليم الشمالية. كما طالب فريق الحراك بأن يجري تشكيل المنتخبات الوطنية على أساس متساوٍ بين الجنوب والشمال, وأيضا أن يعتمد تمثيل مقعدي اليمن في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي مناصفة بحيث يشارك كل موسم نادٍ جنوبي وآخر شمالي, وبدلا من أن يكون المقعد المباشر من حصة بطل الدوري والمقعد الذي يتطلب خوض لقاء في الدور التمهيدي من حصة بطل الكأس, يتم إجراء قرعة. ومن جانبه اقترح ممثلو بعض الأطراف السياسية أن يتم وضع تشكيلات المنتخبات الوطنية على أساس ثقل كل فصيل سياسي, كما هو حال حكومة الوفاق الوطني مع الأخذ في الاعتبار حصة الحوثيين والحراكيين. وإذا ما تم الأخذ بالمقترح الأخير, وهو الأقرب لأن يقبل به جمال بن عمر, فإن التشكيلة الأساسية للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم سوف تضم أربعة لاعبين يرشحهم المؤتمر الشعبي وثلاثة من نصيب الإصلاح وواحد لكل من الحزب الاشتراكي والتنظيم الناصري وأنصار الله "الحوثيين" والحراك الجنوبي "الجناح المعتدل". أما في الاحتياط فسيكون هناك من حلفاء المؤتمر الشعبي, لاعبون يرشحهم حزب البعث "جناح سلّام" والحزب الناصري الديمقراطي "تيارعبده الجندي".. ولاعبون يرشحهم شركاء المشترك, البعث "السوري" واتحاد القوى الشعبية وحزب الحق. وفجأة والحديث للمصدر يصرخ أحد ممثلي أنصار الله قائلاً: لا يجوز أن يشارك المنتخب الوطني في خليجي 22 إذا تم نقلها من البصرة إلى جدة السعودية, هذا مخطط أمريكي صهيوني, وأي مشاركة يمنية هي خيانة وطنية.. وتنتهي النقاشات، لكن مأساة الرياضة اليمنية مستمرة.