آه يا زمن .. كان لقرن من الزمان مساحة حمراء محيطها باتساع (الجنوب)، وتمتد حدودها بطول الوطن و عرضه، وأصبح رقعة مهترئة ورثة تحتها خطوط عريضة مبهمة، وتحاصرها أشكال منحرفة غير مفهومة !.. كان (قلعة) شامخة في عنان السماء، وأمسى بقعة مظلمة تدنسها عربدة السياسة!. إن أوضاع نادي التلال مثيرة لشفقة، وما يحدث له صورة تعكس حالة رياضة وأندية (عدن) التي تدفع ثمن ضعف الوزير! .. لا تسعدنا لغة الذم والهجاء، ولكن أيضا تستفزنا المواقف المتأرجحة و المرتخية .. منذ الحظة الأولى التي أصبح فيها الوكيل الصغير (وزير) تعاطينا معه بحياد، وقبل أن نوجه سهام نقدنا نحوه حاولنا لفت نظره، وحذرناه من عواقب أمساك العصا من المنتصف، وأكثر من هذا باركنا حقه في ترك بصمة، وسعيه لقيادة مسيرة النهضة الرياضية، وحرصنا على مد جسور الثقة، وكنا نتمنى أن يملئ مكانه، ولكن انتظارنا طال، ونفذ الصبر، وما حسبناه مشروع تغيير ونهضة اكتشفنا أنه (بالونة) منفوخة بالدجل، وعلاج بالإيحاء والوهم، وإن الوزير (شبل) من ورق !. خطأ فادح أن نتصور بأن نادي (التلال) خلال المدة الماضية كان يعيش أزمة (رئيس)، وبحكم قربنا من واقعه نجزم أن اللحظات الصعبة مفتعلة الغرض منها ابتزاز الرأي العام، واستغفال جماهيره و عشاقه، واستنزاف جهود وقناعات الشرفاء لتقبل بالأمر الواقع !.. الحقيقة أن ما تبقى من إدارته المؤقتة التي لم يصدر بها قرار، وجاءت على (بردعة) السياسة عجزت في استقطاب الأسماء الكبيرة لتقف معهم على أرضية هشة، وتقفز على اللوائح، فجميع الشخصيات المحترمة التي سبق وعرضوا عليها رئيسته من المهندس عدنان الكاف إلى رجال الأعمال على جلب، ويقال كذلك الوزيرين السابقين أمير العيدروس، والأستاذ (باصرة) أجمعوا على أن قيادة نادي بحجم (التلال) شرف رفيع، ولكنهم فضلوا الاعتذار تجنبا لشبهات، ورفضوا المجازفة بحمل قربة (مخرومة)، وبعضهم أصر على الدخول من الباب الكبير، واشترطوا جرد حساب للملفات القديمة قبل استلام المهمة، وحرية اختيار إدارة جديدة يتمنونها على دعمهم، وتستطيع تنفيذ رؤية وإستراتجية تنعش خزائن النادي من عائدات استثمار ممتلكاته ، ولكن مع الأسف جهود الوساطات توقفت عند حاجز المناطق المحظورة، والمصالح الشخصية التي تذله، وتشحت باسمه و تاريخه !. لكي تتضح الصورة سنعود إلى بداية الأحداث .. أصدر الوزير التوافقي مرسوم بتشكيل لجنة للانتخابات الرياضية، وبعد عدة جولات انتخابية كانت المحصلة كارثية، وخاصة في أندية (عدن) حيث اجتمعت فيها كل المفاسد والمنكرات، وكان هناك طرف تلالي يحلم بالتغيير، ونعتقد أنهم الصفوة من أبنائه ونجومه، ورؤساء سابقين، وشخصيات اجتماعية يشعرون بالأسف والغيرة على أوضاعه المزرية، ولم يكونوا مستعدين لتنازل عن حقوقه، أو يسقطوا ضحية صفقة، وبهارات طبخة، وكانت (فضيحة) انتخابات نادي وحدة عدن (عبرة) لم يجف دمها بعد، ولكي لا يقعوا في (الفخ) نفسه حزموا أمرهم، وشدوا رحالهم إلى (صنعاء)، ونزل وفدهم ضيفا على الوزير (معمر)، ووضعوا بين يديه ملف يكاد ينفجر من الفساد، وطعنوا بالمستندات في ذمة الإدارة القائمة، وبفعل الضغط قرر معاليه تأجيل انتخابات نادي (التلال)، ونصت فقراته على إعادة الأسماء المحذوفة من قوائم الجمعية العمومية، وإرسال لجنة إلى (عدن) لتقصي الحقائق، وتمهد الطريق للموعد الجديد. مرت الأيام دون تغييرات جذرية في المواقف، وبعد زوال مفعول النشوى اتضح أن الوزير الشاب يسكنه وسواس أناني يجعله يلهث خلف نجاح شخصي يلمع صورته، ولا يهمه أن قاد نادي التلال (إبليس) أو (عتريس)، وأن (الوكيل) العجوز لم يكن غير أسفنجة رخوة لامتصاص سخط الشارع الأحمر، وجرعة مخدرة لشراء الوقت!.. فعندما أزف موعد الانتخابات الجديد، ولم يجدوا شخصا يكون واجهة تزحلق (بهيان) في (حلبة) (اليماني) ورفاقه، وحتى لا يخذلوا (الوزير) المنتظر الفرج والبشرى تجاوزوا اللوائح، وتجاهلوا سيرة النهب، وهمشوا نتيجة الفحص وتقرير الجهاز المركزي لرقابة و المحاسبة، وصادقوا على حسابات ختامية لا يقبلها عقل (صعبي)، وقرروا تدشين الانتخابات، ووقع اختيارهم على (الجباري) وزكوه، وحسموا أمر جلوسه في (الكوشة)، وانتظروا الصباح ليضعوا المسة الأخيرة على مشهد الختام، ولكن في الحظة الحاسمة كان لأبناء التلال الشرفاء كلمة فاصلة، وأبوا أن تباغتهم (اللجنة) على حين غرة، ويلدغون من جحر جارهم (الأخضر) نفسه، وخسر (بهيان) ولجنة (المبعسسة) الرهان، وخرجوا من الصالة يجرون ذيول الخيبة، ولم يجد (جبارهم) غير أن يرشق وجهه بالمياه الباردة في محاولة لاستيعاب الصدمة!. فشلت انتخابات نادي التلال، وكان ذلك متوقع، وعوضا عن البحث على أسباب الفشل لجأ الوزير إلى أكثر شيء يفهمه، وشكل لجنة ركب موجتها هذه المرة الأخ حسن سعيد لم يحالفها الحظ، واحتضرت في مهدها !.. فأصبحت المرحلة حرجة، ودخل الوزير في نوبة أرق، وحالة من الريبة، ولكي يزيح الهم عن صدره كانت الوصفة أيضا لجنة من نصيب المحافظ (وحيد رشيد)، وتنازل له عن صلاحياته، وبدوره المحافظ فسر الرؤية، وأصدر و(إخوانه) فتوى بتشكيل لجنة (عرطة)، واهداء (العميد) لقمة مريض (لجليسه) الذي فوق رأسه بدل (القشاشة) عشرة بشهادة تقرير الجهاز المركزي لرقابة و المحاسبة، وسلم الأمانة (لثابتي) وبذلك انتقلت الراية بسلام من فاسد إلى فاسد آخر!. ألقت السياسة بظلالها على (صيرة)، وجمح رجال (المؤتمر )، ورمح (حصانهم) لسنوات في أسوار نادي (التلال)، وكانت الغاية الإمساك بخطام الرياضة (العدنية)، وجاء الربيع، وانفرطت الخيوط من يد (أحمد)، ورحل (الزوكا)، وترجل (معياد) عن صهوته، واعتقد التلاليون أنهم على مرمى حجر من التغيير، ولكن الزحف توقف، و(عطف) المخيمون (السجادة)، واكتفت الثورة بالنية، وتمخضت الأحداث عن تسوية سياسية، ومحاصصة توافقية، كانت تستظل بحزب بعينه، لا نرى فيه عيبا .. إنما العيب أن يفطر نادي بقيمة (العميد) على (بصلة)! .. آه يا تلال كثر المذلة عار !!."