كعادة تعاطينا الدائم عقب كل خسارة يمنى بها منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم تتجه "سهام" النقد صوب رئيس الإتحاد العام لكرة القدم الشيخ " أحمد صالح العيسي" ، وله وحده تنصب المشانق، وفي وجهه تعلو صيحات الغضب، وترتفع الأصوات المطالبة باستقالته. ومع كل خسارة تلحق بأحد منتخباتنا الوطنية، فليس هناك غير العيسي من يستحق "المحاسبة" ولا شئ يوضع تحت بند المساءلة "سواه"، ولا يوجد من ينبغي وضع رأسه تحت المقصلة "غيره". بحثت ملياً في كل ما قيل وكتب من تناولات عن خسارة منتخبنا الأخيرة أمام قطر ولم أجد غير "تشنجات" مفتعلة "وولولات" غاضبة "وعواطف" هائجة، فأزبد أصحابها وأرعدوا، والنتيجة أنهم تجاوزوا العدل في قولهم، والمنطق في طرحهم، فكان العيسي بحسب وجه نظرهم رأس الأفعى التي ينبغي "قطعها" والشجرة التي يستوجب " قلعها"، فجانبوا "الحقيقة" وضيعوا الأساس فوقعوا في أمر مريج. لست سعيداً بخسارة المنتخب الأخيرة، ولا فرحا بالأهداف الستة، ولكني فقط أردت "تناولات" مقنعة وانتقادات هادفة تبحث عن الإصلاح وتساعد على تقويم الاعوجاج وتعمل على كشف الحقائق وتهدينا إلى حسن المقاصد بعيدا عن قال فلان ، وسخر من منتخبنا زعطان. أدرك بل أجزم يقيناً مع احترامي للبعض أن أكثر من فجر أعين الرثاء والإشفاق على خسارة منتخبنا كان دافعهم استقصاد شخص "العيسي" ربما لخلافات شخصية او ماشابها في الوقت الذي يقض فيه هؤلاء الطرف عن فساد رياضي كبير وتعاملات غير أخلاقية فمسكوا الشعرة وتركوا البعرة. يا سادة .. جميعنا يحلم بمنتخب قوي يرفع الرأس ويحلق بأمانينا على "سماوات" المجد والزهو .. لكن !! هل نحن أهلا لذلك ؟وهل بمقدورنا صناعة المجد لمجرد مغادرة العيسي كرسي الإتحاد ؟؟ دعوكم من حكاية أننا أول من لعب كرة القدم في المنطقة ، فالتاريخ يؤكد أن إنجازاتنا عربيا وأسيويا منتخبات وأندية صفر على الشمال. اتركوا حكاية أن سكان بلدنا قد تجاوز ال "30″ مليون بينما أشقاءنا في الخليج لا يتجاوز سكانهم المليون .. فالصين والهند قد تجاوزا المليار نسمة .. ضعوا جانبا "التغني" بأمجاد الماضي غير الموجود أصلا !! فكويت اليوم مثلا غير كويت الأمس ولا السعودية هي السعودية. قيسوا الأمور بميزان "العدل" ومنظار " التجرد" وسلوا أنفسكم : " أين نحن كبلد وشعب بالنسبة للآخرين" ؟ أجيبوا بصوت العقل والمنطق: هل نحن في ركب البلدان المتطورة اقتصاديا وسياسيا ومعيشيا " تعليم وصحة ورياضة وإدارة" أم نحن في أسفل سافلين. يا سادة .. ليس الأماني بالتمني ولا النجاح بالتجني ، ولكنها " مناخات رحبة وظروف مواتية ومنظومة عمل متكاملة تبدأ من عند رئيس الجمهورية ولا تنتهي عند الغفير أو حارس العمارة !! ومتى ما كنا كذلك لكم بعدها ان تربطوا على رؤوسكم "عصابة" وتقيموا عند كل خسارة سرادق للندابة !! وقفات خطف منتخبنا الشاب قبل أيام قلائل بطاقة التأهل إلى النهائيات الآسيوية ومع ذلك لم نسمع كلمة إشادة واحدة، وعندما خسر منتخبنا الأول بالستة أشهر أكثرهم سيوف الأستقصاد للعيسي تماشيا مع حقيقة "عين السخط تبدي المساويا". خسر منتخبنا بالستة وخسرت مصر بعدها بمثلها، لكن أغرب ما قرأت من تعليق: " من فازت هي غانا وليست قطر !! وتناسى: أن من خسرت هي مصر بطلة أفريقيا والمتوجة على عرش القارة السوداء منتخبات وأندية وليست اليمن خالية الجعبة. ليس من الحصافة في شي تبرئة إتحاد الكرة من المسئولية ، لكنه مؤسسة في أطار "منظومة" تتأثر سلبا وإيجابا بما هو حولها ومن يرى غير ذلك فحاله كمن يريد القبض على الريح بيديه .. وكفى.