الاحترام تعبير هلامي ومتقلب، مضحك… البعض يقول انه يجب أن تحصل عليه بأن تستحقه، فهو لا يعطى مجانا، بينما يدعي آخرون أنه ينبغي أن يأتي تلقائيا نتيجة القوة وتحقيق البطولات.. أو ربما بسبب المكانة.. الجوائز المادية، وغيرها. ويدور في كواليس رياضة المصارعة الحرة (التي لا تتعدى من وجهة نظري كونها رياضة ترفيهية فقط) جدل طويل جدا هذه الأيام، حول من يستحق الاحترام من المصارعين، الأقوى أم الأكبر.. البطل الحالي أم السابق، الأساطير التي كانت تمارس الرياضة بدون مهارة، أم شباب هذه الأيام الأكفأ و"الأشطر" والأجدر في تطبيق تقنيات التدريب والفنون والاستعراض بلياقة بدنية عالية. بطل الاتحاد العالمي للمصارعة الترفيهية سي أم بونك يرى في نفسه الرجل الذي يستحق الاحترام الأكبر في العالم، لأنه يعتقد أنه الأقوى بفضل الحزام الذي يحمله، وشيموس بطل العالم للوزن الثقيل يرى أنه الأجدر بهذا اللقب "أكثر الرجال المحترمين"، وذا ميز-لمن لا يعرفه- وهو بطل القارات لديه رأي آخر، وكذلك سيزارو بطل اميركا.. حتى أن الفتاة المغربية الأصل ليلى والتي تتربع على عرش السيدات تعتقد أنها تستطيع مقارعة الرجال للفوز بذات اللقب. أما الجمهور ولا سيما الصغار فلهم رأي آخر.. فهناك من يعتقد أن جون سينا يستحق الإحترام أكثر من غيره، فهو لم يكن يوما فريسة للشر، ولا يوجد في قاموسه عبارة الضرورات تبيح المحذورات، وهناك من يرى في نجم هوليود اللامع ذا روك معاني الاحترام والنجاح، فيما يذهب كبار السن إلى أساطير المصارعة الذين لم تنجح السنوات في محوهم من الذاكرة مثل اوستن وهالك هوغن، وحتى أندرتيكر وتربيل اتش اللذين يقضيان أيامهما الأخيرة فوق حلبات النزال. ذات الجدل يدور في كرة القدم، فبيليه مثلا لن يقتنع أبدا أنه ولو عاد شابا في العشرين من عمره، فإنه لن يستطيع مضاهاة ما يفعله الآن ميسي أو رونالدو، وما تزال أكثر من أسطورة مثل ستيفانو يعتقد أن بيليه أفضل من ميسي ورونالدو معا، وهي حقيقة لا تستطيع أن تقنع بيكنباور وبلاتيني وكرويف بعكسها. أما مارادونا .. فحدث ولا حرج!.. الملايين يؤكدون أنه الأفضل عبر مر العصور. الحقيقة ان كل هؤلاء يستحقون شيئا من الاحترام، ولكن بنسب متفاوتة، فمن منهم كان له رسالة نبيلة يحملها ويسير نحو إيصالها إلى كل مكان تصل إليه شهرته؟ بماذا ساهم نجوم الرياضة العالمية في تحسين أحوال هذه الكرة الأرضية التي نعيش عليها.. صفر، إلا من رحم ربي.! نصفق لرسائل قصيرة يبثها ميسي ورنالدو بين الحين والآخر، من خلال التعاطف مع طفل مريض ربما يغادر الحياة بعد لحظات أو تشحيع عجوز بدأ العد التنازلي منذ زمن، وربما يصل الأمر للمشاركة في مزاد والتبرع بحذاء أو قميص، وكلها أعمال نبيلة، ولكنها تبقى حالات فردية فقط، وليس لها أي تأثير مكاني أو زماني. الخلاصة.. من يستحق الاحترام الكامل في هذا العالم.. النتيجة: لم ينجح أحد.!