رغم البداية الجيدة لبرشلونة تحت قيادة تيتو فيلانوفا يظل سيسك فابريغاس نقطة ضعف حقيقية في تشكيلة المدير الفني الجديد للفريق الكتالوني الذي تولى المسؤولية خلفا لبيب غوارديولا الذي حقق نجاحات تاريخية. نجم آرسنال السابق بدأ مباراة ريال سوسيداد بدلا من أندرييس إنييستا، ولعب بوسكيتش في الجهة اليسرى، وفي مباراة أوساسونا بدأ فابريغاس في الناحية اليمنى وجلس تشافي هيرنانديز على مقاعد البدلاء، والمحصلة في المباراتين بالنسبة لنجم "المدفعجية" السابق صفر. بالطبع لا يمكن إنكار كفاءة النجم الكتالوني، لكن هناك رباعي ثابت في خط الوسط يتكون من بوسكيتس وتشافي وإنييستا وميسي، بينما يظل فابريغاس كلاعب حر، وقد قال غوارديولا في تصريح سابق حينما كان مدربا للفريق معلقا على هذا الموقف: "إن الفوضى من الممكن أن تكون مفيدة ليوم واحد"، في إشارة إلى عدم ثبات التشكيلة واللعب بأكثر من لاعب في مراكز مختلفة. ومن المعروف أن فابريغاس ليس لاعب وسط مدافع كالفرنسي باتريك فييرا الذي عاصره الدولي الإسباني في أرسنال عام 2004 حينما كان عمر الأخير 16 عاما فقط، لكن الآن لم يعد هناك لاعب وسط مدافع أو صانع ألعاب من هذا الطراز القديم على غرار الفرنسي جوركاييف. وفابريغاس حاليا يلعب في مركز خلف رأس الحربة الصريح أو ما يعرف على الصعيد الفني (تسعة ونصف)، لكن للأسف هذا المركز محجوز للنجم ليونيل ميسي. حاليا لا يوجد مكان ثابت لفابريغاس سوى مقاعد البدلاء، فحينما ينزل الملعب يمكن أن يكون حلا للموقف الذي استدعى نزوله، فبعد مرور عام على قدومه من آرسنال في صفقة كلفت النادي الكتالوني الكثير لا يوجد مكان لقائد آرسنال السابق. رغم أنه خلال هذا العام شارك في العديد من المباريات وسجل الكثير من الأهداف، لكن ذلك كله لا يبرر الملاين من اليوروهات التي تم دفعها للمدفعجية مقابل الحصول على خدمات فابريغاس. فابريغاس نفسه يعترف بأنه لا يستطيع اللعب سوى في مركز (تسعة ونصف) وهذا هو التحدي الكبير لتيتو فيلانوفا منذ توليه منصبه خلفا لغوارديولا، فكل الصحف المحلية المتخصصة كان شغلها الشاغل منذ تولي فيلانوفا محاولة توضيح طريقة لعب برشلونة حتى تتكيف مع أسلوب فابريغاس 4-4-2 ، وهو نفس الأسلوب الذي تم في منتخب إسبانيا في يورو 2008 تحت قيادة لويس أراغونيس. فالتحليلات تنصب على وضع بوسكيتس، تشافي، انيستا – فابريغاس في خط الوسط وأمامهم ميسي، ألكسيس سانشيز، لكن هناك الوافد الجديد أليكس سونغ وبيدرو وألكسيس وديفيد فيا العائد من الإصابة. في آرسنال كان يقوم بدور فابريغاس قبل نضجه الكروي الفرنسي الكبير تييري هنري، وفي بطولة يورو 2012 الأخيرة فيسنتي ديل بوسكي لم يلعب بمهاجم صريح في معظم المباريات على الرغم من الفوز باللقب في النهاية، لذا كان هناك دور أكبر لفابريغاس رغم عدم مشاركته أساسيا في معظم المباريات. المشكلة الحالية والكبيرة لفابريغاس هي أين يلعب؟ فلو بدأ المباراة سيغيب تشابي أو إنييستا، ولو لعب ما هو سيكون دور ميسي؟ ولو لعب كيف يتكييف مع باقي زملائه مع وجوده وهم الذين يتعاملون بنفس طريقة برشلونة منذ الطفولة؟.