لابد لي من تسجيل واجب الإشادة بالخطوات السريعة، وربما المتسرعة، التي بادرت إلى اتخاذها وزارة الشباب والرياضة لتمنية الرياضة في محافظة سقطرى، من خلال اعتماد بعض المشاريع التي ستكون بحاجة إلى سنوات حتى يتم إنجازها وفقاً لما هو متعارف يمنياً، وضخ بعض الأموال لتنظيم مناشط بسيطة سيزول تأثيرها على المحافظة بعد أيام، وربما فور نهايتها مباشرة، لأنها أتت كفعل انفعالي متفاعل مع قرار الرئيس الخاص بتحويل الأرخبيل من مجرد مديرية إلى محافظة بهدف تحقيق أهداف تنموية أعلن عنها وأخرى لم يتم الكشف عنها بعد. وانسجاماً مع ذلك فقد سارع الوزير لركوب طائرة عسكرية مع ثلة من مساعديه وموظفي وزارته في رحلة استكشافية إلى سقطرى، التي ازدحمت خلال السنوات الأخيرة بالخليجيين وخصوصاً من الإمارات وقطر وأصبحت مكشوفة لهم بكل مزايها التي سال لعابهم لها، ويتردد أن إحدى الدولتين تسعى للاستحواذ عليها من بوابة الاستثمار الذي فشل في عدن ويريدون تسويقه في سقطرى. المهم، وزيرنا الشاب الحامل لحقيبة الرياضة ومع بعض مساعديه سجلوا زيارتهم الخاطفة التي مرت أيامها عندهم سريعة الذوبان مثل الحليب المجفف، ثم عادوا إلى صنعاء تاركين الجزيرة برياضتها وأهلها كما كانت قبلهم تترقب الزيارة المقبلة، كما هو حال كل محافظات الوطن التي تتوق لنظرة ولو جبر خاطر من قبل معالي الوزير ووزارته. ومع إقراري المسبق بحق سقطرى، ليس على وزارة الشباب فقط بل على الدولة اليمنية كاملة بحق الاهتمام، يمكنني التأكيد على أن أولويات وزارة الشباب والرياضة يجب أن تنحصر أولاً في تدعيم ورعاية ما هو قائم من ملاعب وأندية واتحادات، ما يعني أنه وبدلاً من السفر إلى سقطرى للحديث عن رياضة لم تولد بعد بشكلها المتعارف عليه، ولم تندمج في جسم الرياضة المحلية بسبب بُعد المسافة، كان يمكن لصاحب المعالي أن يركب طائرة مدنية ويتجه إلى عدن مهد الرياضة في اليمن والجزيرة وربما الوطن العربي، ليقف على أطلالها، ليس بقصيدة شعر تتحدث عن الذكريات، ولكن بحزمة من القرارات التي بإمكانها أن تعيد الفعل الرياضي هناك إلى وضعه الطبيعي، بعيداً عمَّا هو حاصل اليوم من تقاسم وشقاق وفشل وتراجع لن يؤدي إلا إلى انهيار البناء الرياضي العتيد . أخيراً، أتمنى من الوزير أن يستخدم سلطاته دون خوف أو مواربة، وإذا لم يستطع فعليه أن يلجأ إلى من هم أكبر منه في السلطة- الرئيس ورئيس الوزراء- لإنقاذ رياضة عدن التي انهارت أنديتها فخرجت عن الشرعية، وتراجعت فرقها فهبطت إلى الدرجات الدنيا، لأن ذلك هو الأهم الآن، وحتى لا يصبح حال وزارتنا كذلك الذي لم يطل بلح سقطرى ولا عنب عدن !!