لم يشهد سوق الانتقالات الشتوية الحالي أي صفقة مدوية سواء على صعيد الأندية أو اللاعبين وذلك بعد قرابة عشرين يوماً من انطلاقه وقبل قرابة عشرة أيام من انغلاقه. ولأن كأس العالم في البرازيل باتت على الأبواب فإن الميركاتو الشتوي لن يخضع فقط لسياسات الأندية المالية واحتياجاتها الفنية وإنما بات لزاماً على اللاعبين أن يفكروا بعمق في حسابات مدربي فرقهم ومنتخباتهم لاتخاذ خطوة التغيير التي قد تمنحهم فرصة التواجد في الحدث العالمي أو تحرمهم منها. أبرز الانتقالات جاءت معظم هذه الانتقالات على سبيل الإعارة ولعل أبرزها انتقال أليساندرو ماتري من ميلان لفيورنتينا والبرازيلي أندرسون من مانشستر يونايتد لفيورنتينا أيضاً، والأرجنتيني خوسيه سوزا من ميتاليست خاركيف الأوكراني إلى أتلتيكو مدريد الإسباني، بالإضافة إلى البلجيكي رادجا نانغولان من كالياري إلى روما والأرجنتيني جوناث كوتيريز من نيوكاسل لنوريتش. أما صفقات الشراء فلم تشهد تلك الضجة التي عهدناها في السوق الصيفية تحديداً فضم تشلسي الإنكليزي اللاعب الصربي نيمانيا ماتيتش من بنفيكا البرتغالي بمبلغ قدر بعشرين مليون جنيه إسترليني واستغنى عن البلجيكي كيفن دي بروين إلى فولفسبورغ الألماني بقرابة ذات المبلغ. وفي الوقت ذاته استمرت الشائعات المرتبطة بالبرتغالي كوينتراو لاعب ريال مدريد الإسباني والسنغالي ديمبا با لاعب تشلسي وزميله في نفس الفريق النجم الإسباني خوان ماتا، بالإضافة إلى الفرنسي بول بوغبا لاعب يوفنتوس الإيطالي. اللاعبون أولاً أتى تاريخ سوق الانتقالات الشتوي في شهر كانون الثاني/يناير الحالي كفرصة أخيرة للاعبين لتصحيح أوضاعهم قبل المونديال، فجعلهم يدققون في الكثير من التفاصيل الدقيقة قبل اتخاذ قرار البقاء من عدمه، فمن خاب أمله بأن يكون عنصراً مهماً لدى هذا المدرب أو ذاك يحاول مسابقة الزمن للبحث عن نادٍ عليه بعض الضوء ليكون مؤثراً فيه محاولاً تغيير قناعات مدير منتخب بلاده لاصطحابه لبلاد السامبا (أندرسون وماتري). وصارت خطوة التغيير لمجرد التغيير ومحاولة اكتشاف اللاعب لنفسه من جديد بعيدة بعض الشيء في هذه المرحلة، فأن تملك فرصة المشاركة مع فريقٍ منافس على بطولة أحد الدوريات الكبرى خيرٌ من أن ترحل لفريق لا يملك القليل من مقومات النجاح المساعدة لهذا اللاعب، ولذلك قد يفقد من يتخذ قرار الرحيل الإيجابيات القليلة السابقة التي ربما تذهب بالرغم من أنه سيشارك باستمرار (ماتا)، كما يمكن أن نشير إلى من يفضل اللعب المتواصل في فريقٍ يحتل ترتيباً متوسطاً بدلاً من الرحيل لأحد كبار أوروبا الذي ربما يكون دوره فيه محدوداً (الفرنسي يوهان كاباي لاعب نيوكاسل). استقرار الأندية والتقييد بالقوانين من الطبيعي أن تكون الانتقالات الكبيرة مرتبطة بالأندية الغنية أو المنافسة في بطولاتها المحلية والأوروبية إلا أن التفكير بإجراء صفقة رنانة لا بد أن تخضع للعديد من العوامل. فمن جهة هناك عامل الاستقرار الذي يبحث عنه معظم المديرين الفنيين، حيث يفرض عليهم عدم تعزيز صفوفهم إذا ما كانوا يسيرون بالطريق الصحيح في بطولاتهم كحال برشلونة الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي وبايرن ميونيخ الألماني وآرسنال الإنكليزي على صعيد الذكر لا الحصر. كما أن العائق المادي يكون موجوداً حتماً في منتصف الموسم نظراً لضرورة قيام المدرب في الأساس بتجهيز فريقه بداية الموسم والأخذ في الاعتبار الخيارات المحدودة في الانتقالات الشتوية. بالإضافة إلى ذلك فهناك العقبة القانونية التي تعد الأشد قسوةً لدى الأندية واللاعبين، ففي الوقت الحالي لا تكفي رغبة الفريق والنجم ما لم تتزامن مع ثغرات قانونية تسمح بتخلي إدارة ناديه الأصلي عنه، دون أن ننسى لوائح الاتحاد الأوروبي مثلاً التي تمنع اللاعب الذي يشارك في دوري أبطال أوروبا من المشاركة مع نادٍ آخر في ذات المسابقة بنفس الموسم. ومع بقاء ثلث المدة المنقضية تقريباً لا يبدو بأن هناك الكثير من الانتقالات التي ستخالف الفترة المنقضية، ولكن آخر يوم في السوق والساعات الأخيرة لهذا اليوم غالباً ما تشهد مفاجآت من العيار الثقيل، فدعونا ننتظر.