قبل المواجهة المرتقبة التي تجمع أوزباكستان بالسعودية التي انتهت بفوز الأولى بثلاثة أهداف، ومرافقة الصين إلى الدور الثاني، اختار لاعبو منتخب "الذئاب البيضاء" تناول وجبة من الرزّ البخاري مع اللحم والمنتو وخبز التميس. تلك البلاد صدرت ثقافتها المحلية من خلال انتشار هذه الوجبات في بعض البلدان العربية، إذ يعدُّ الرز البخاري ووجبة المنتو جزءاً من المطبخ الشعبي في الحجاز. علاقة أوزباكستان - أو موطن المشرق - مع العالم العربي طاعنة في القدم، فبلاد طشقند وسمرقند أهدت الشرق علماء ومفكرين أمثال عالمي الحديث البخاري والترمذي، إلى جانب الخوارزمي والبيروني والزمخشري، كما كان "طريق الحرير" المستورد من الصين يمر عبر أوزباكستان إلى الشام وجزيرة العرب. كروياً، رفضت أوزباكستان السير على خطى جارتها كازاخستان في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وآثرت البقاء في محيطها الآسيوي رغم قربها من القارة العجوز. ويرجع إصرار الأوزبك على الاستمرار في القارة الصفراء إلى نجاحاتهم في المستطيل الأخضر، إذ شاركوا في كأس العالم تحت شعار الاتحاد السوفييتي. وبعد الاستقلال عن الكيان الأحمر وانهيار حصن الشيوعية، أبلت أوزباكستان بلاءً حسناً في تصفيات المونديال، وكادت تبلغ الملحق الآسيوي لولا إعادة مباراتها مع المنتخب البحريني. أما على صعيد البطولة القارية، فكان لأوزباكستان صولات وجولات، فبلغت الدور ربع النهائي في نسختي 2004 و2007، وحلّت في المركز الرابع في النسخة الماضية، فيما تتطلع اليوم إلى تكرار إنجاز 2011، أو التأهل إلى ثاني الأدوار على أقل تقدير.