شهدت جبهات القتال في مدينة عدن بجنوب اليمن، أمس، معارك عنيفة بين المقاومة وميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، أسفرت عن عدد من القتلى، ومكنت المقاومة من استعادة بعض المواقع التي خسرتها في الآونة الأخيرة . وقالت مصادر في المقاومة ل «الشرق الأوسط» إن رجال المقاومة تمكنوا خلال اليومين الماضيين من استعادة السيطرة بشكل كامل على معسكر اللواء 31 مدرع في بئر أحمد شمال مدينة الشعب بمديرية البريقة، ومواقع أخرى في منطقة البساتين بمديرية دار سعد . وأوضحت المصادر أن معارك جبهة البساتين خلفت مقتل أكثر من 40 شخصا من عناصر الحوثي وصالح، و 15 شخصا من شباب المقاومة وإصابة عدد آخر من الجانبين . وذكرت المصادر ذاتها، أن اشتباكات مسلحة عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة دارت أيضا في جبهة جعولة بمديرية دار سعد بعدن . وقال الناطق باسم قيادة مجلس المقاومة في عدن علي الأحمدي ل«الشرق الأوسط » إن جبهة البساتين وبئر أحمد شهدت هجومين مركزين من قبل ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع صالح، لكن المقاومة تمكنت من صدهم . كذلك، قالت مصادر محلية ل «الشرق الأوسط » إن مقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية، شنت غارات على مواقع الحوثيين بالتزامن مع هجوم لرجال المقاومة استخدموا فيه كل الأسلحة المتوافرة لديهم، مما أجبر ميليشيات الحوثي وصالح على ترك مواقعها التي سيطرت عليها . وفي مدينة المنصورةبعدن، ذكر سكان ل«الشرق الأوسط » أن عددا من القذائف سقطت على المنطقة، وأصابت عددا من منازل المواطنين مما تسبب في حالة من الذعر والهلع في نفوس السكان . وكانت ميليشيات الحوثي قد ارتكبت مجزرة كبيرة بحق المواطنين في مدينة المنصورة، فجر الأربعاء الماضي، راح ضحيتها أكثر من 37 مدنيا وإصابة 72، بحسب مصادر طبية . وفي جبهة خور مكسر، بشرق عدن، تقدم رجال المقاومة المتحصنون في مركز الأرصاد الآلي نحو المطار، وذلك بعد الانتهاء من تفجير بعض الألغام . وفي جبهة البريقة بغرب عدن استمرر اشتعال النيران في ميناء الزيت لليوم السابع، بينما عبر المواطنون عن مخاوفهم من خطر بيئي قادم بسبب الدخان الناتج عن قصف الميناء الخاص بالمصافي . وكان طيران التحالف قد أغار، أول من أمس، على أنفاق التواهي الشهيرة الرابطة بين حي الفتح وجولد مور بعدن . وقال سكان محليون بمنطقة القلوعة ل«الشرق الأوسط »، إن طيران التحالف نفذ عددا من الغارات التي دمرت نفق (القلوعة - التواهي ) وألحق به أضرارا بالغة . وفي محافظة الضالع الجنوبية أيضًا، قالت مصادر ل«الشرق الأوسط » إن 14 من عناصر ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح لقوا مصرعهم على أيدي رجال المقاومة، فيما جرح 11 آخرين في عمليات نوعية للمقاومة الشعبية في جبهة الحجوف والقبة . وأضافت المصادر أن سرية القناصة في جبهة الحجوف لكمة لشعوب شرق سناح تمكنت من قتل 7 قناصة حوثيين كانوا متمركزين في البنايات بوادي عرامة خلال اليومين الماضيين . وأكد المصدر أن المقاومة الشعبية نفذت عملية نوعية، صباح أول من أمس، في جبهة القبة أسفرت عن مقتل 7 مسلحين من مليشيات الحوثي وصالح وجرح 11 آخرين . وكانت مليشيات الحوثي وصالح المتمركزة في الأمن المركزي والمجمع الحكومي بسناح بالضالع قد قصفت بالهاون، أول من أمس، مناطق سكنية في سناح والقرى المجاورة لها . وفي محافظة شبوة، نفذت المقاومة الجنوبية عملية نوعية ضد ميليشات الحوثي بالقرب من المشروع الروسي بعتق، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف مليشيات الحوثي وأتباع صالح . أما في محافظة أبين، فنصب رجال المقاومة الشعبية كمينا محكما لتعزيزات حوثية في منطقة العرقوب . وقال مصدر محلي إن رجال المقاومة نصبوا، أول من أمس، كمينا محكما لسيارتين تابعتين لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وذلك بزرع عدة عبوات ناسفة أدت إلى تدمير السيارتين بالكامل ومقتل جميع من كانوا على متن السيارتين وعددهم .12 وتشهد محافظة أبين اشتباكات مستمرة بين المقاومة وميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، حيث تمكنت المقاومة من استهداف المليشيات الحوثية وقوات صالح، عبر عدد من الكمائن اليومية، أدت إلى مقتل العشرات من قواتهم وتكبيدهم خسائر مادية . وبينما تشتد المعارك في عدن، افتتح في هذه المدينة في الآونة الأخيرة أول مستشفى متخصص لعلاج حمى الضنك برعاية اتحاد المجموعات الجنوبية والتنسيق والتعاون مع مستشفى الصداقة . ويضم المستشفى الواقع في مدينة الشيخ عثمان بعدن مركزا متخصصا لعلاج حمى الضنك، ويديره أطباء متخصصون وتحت إدارة كادر طبي من أطباء مستشفى الصداقة . ويقول القائمون على المستشفى إنه سيعالج كل المرضى المصابين بحمى الضنك مجانا . ومع افتتاحه، استقبل المستشفى عشرات المرضى الذين يعانون من مرض حمى الضنك وجرى تقديم العلاج لهم . بدوره، قال الدكتور الخضر لصور، مدير مكتب الصحة العامة والسكان في عدن، إنه « بعد مرور مائة يوم من غزو ميليشيات الحوثي وصالح لعدن، أدت اعتداءات هذه الميليشيات، التي استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة، إلى سقوط 858 قتيلاً من المدنيين بينهم 259 طفلاً وامرأة، وكذا جرح 6879 بإصابات مختلفة بعضهم يعيشون وضعا صحيا حرجا» . وأضاف لصور أن « الحرب التي شنتها هذه الميليشيات خلال المائة يوم الماضية على عدن أدت أيضا إلى انتشار أوبئة وأمراض مختلفة حيث أصيب 6214 من الجنسين بأنواع مختلفة من الحمى، توفي منهم حتى الآن .256 كما أدت هذه الحرب إلى إغلاق اثنين من أكبر مستشفيات عدن هما مستشفى الجمهورية التعليمي بخور مكسر، ومستشفى باصهيب بالتواهي، كما تم إغلاق عدد من المجمعات والمراكز الصحية في مديريات صيرة والمعلا والتواهي وخورمكسر» .الشرق الأوسط