أظهرت وثائق الزعيم السابق لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، التي حصلت عليها القوة الأمريكية التي اغتالته في مقره بمدينة أبوت آباد بباكستان عام2011، عن عمق العلاقة بين التنظيم وإيران.وكشفت الوثائق أن"القاعدة" كانتتتحرك بأريحية داخلإيران، وأن التنظيم كان يحاول دائماً إخفاء هذا التعاون الوثيق مع طهران، إذ تقول إحدى تلك الوثائق:"من الأفضل أنيدلي بن لادن بتعليقاته عبر القنوات المشهورة، وأن يكذب الأنباء حول وجود صلات بين )القاعدة( وإيران"، بحسب ما نقلت صحيفة"الشرق الأوسط".وتشير الوثائقإلى أن تنظيمالقاعدة ربما رغب في لحظة ما خلال عام 2006، في تأسيس مكتب له بطهران، لكنه عاد ورفض الفكرة بسبب ارتفاع التكاليف بصورة مفرطة.وبينما احتجزتإيران الكثير منأعضاء"القاعدة" بعد فرارهم من أفغانستان خلال الغزو الأمريكي للبلاد، تشير المصادر الأمريكية إلى أنه في فبراير/ شباط، ارتبط الجانبان باتفاق لم يشعر أي منهما بارتياح حياله،بناءً على قاعدة "عدو عدوك صديقك".- التعاون الوثيق لا يعني الثقةوتصف إحدى الوثائق الإيرانيين ب"الناس الذين تشبه أخلاقهم أخلاقاليهود والمنافقين"، والواضح أن إيران احتجزت الكثير من أعضاء التنظيمالبارزين، بما في ذلك أبو غيث وسيف العدل.وكانت "الشرق الأوسط" كشفت نقلاً عن مصادر أمريكية، أن إيران أطلقت سراح خمسة أعضاء في تنظيم"القاعدة" بدايةالعام، بينهم سيف العدل، المسؤول العسكري الذي قاد التنظيم مؤقتاً مباشرة بعد اغتيال بن لادن، والقيادي الذي وضعت واشنطن مبلغ خمسة ملايين دولار ثمناً لرأسه.وأطلقت طهران سراحخمسة من قياديي القاعدةبعد احتجازهم لفترة غير معلوم مدتها، في صفقة التبادل التي تمت في مارس/ آذار الماضي، وقد سمحت لهم السلطات الإيرانية بمغادرة البلادمقابل دبلوماسي إيراني اختطفتهالقاعدة في اليمن.وكان الكثير من أعضاء"القاعدة" وأقاربهم وجدوا أنفسهممحتجزين داخل إيران بعد فرارهم من أفغانستان خلال الغزو الأمريكي عام 2001، ومن بينهم زوجة أسامة بن لادن أم حمزةوحمزة.وذكر أحد الخطابات "أنه قبل مغادرة أمحمزة إيران، من الضروري أن تترك وراءها كل شيء، بما في ذلك الملابس والكتب وكل ماكانت تملكه هناك"، مضيفاً:"كل شيء بداية من حجم الإبرة قديكون مصدر تجسس؛ لقد جرى تطوير بعض الشرائح أخيراً للتنصت بحجم صغير للغاية بحيث يسهل إخفاؤها في حقنة طبية؛ ونظراً لأنه لا يمكن الثقة بالإيرانيين، فمن الممكن زراعة شريحة تجسس في بعض المتعلقات التيقد تحضرينها معك".- معسكرات للقاعدة في إيرانويقول خطاب آخر بعث به أحد عملاء"القاعدة" إلى بن لادن حول عميل آخر يستعد للسفر لإيران:"الوجهة، من حيث المبدأ، إيران، وسيكون برفقته من 6 إلى 8 إخوة مناختياره. وقد أخبرته أننا ننتظر تأكيداً نهائياً كاملاً منك كي نتحرك، وننتظر موافقتك على الوجهة)إيران(. وتقوم خطته على البقاء قرابة ثلاثة شهور داخل إيران وتدريب الإخوةهناك، ثم الشروع في نقلهم وتوزيعهم حول العالم للاضطلاع بمهامهم وتخصصاتهم".