حصل الدولي الفرنسي كريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد ثالث الدوري الإسباني لكرة القدم على ركلة جزاء خيالية في مباراة الملكي ضد ريال سوسيداد ولكن زميله البرتغالي كريستيانو رونالدو أهدرها بطريقة عجيبة ليخطيء للمرة الأولى منذ بداية الموسم طريق الشباك عن طريق نقطة الجزاء. بعدها بوقت قصير حصل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي هداف برشلونة متصدر الليغا على ركلة جزائية خيالية أكثر أمام ريال بيتيس ولكن زميله البرازيلي نيمار أهدرها هو الآخر بطريقة أكثر غرابة، وكان حظ برشلونة أفضل من ريال مدريد لان المدافع الأندلسي أعادها لشباك فريقه عن طريق الخطأ. واقعتان متفاربتان جدا حصلتا خلال ليلة واحدة من ليلالي الليغا، وما هما إلا امتداد للأخطاء التحكيمية الكارثية التي أصبحت صفة متلازمة مع مباريات الغريمين في إسبانيا. هل هي مجرد أخطاء أم أنه فساد مقصود؟. المثير هو أن ما تم احتسابه باطلا في كلا الحالتين نتج عنه عجز رونالدو ونيمار عن إصابة الشباك وأيضا بطريقة مضحكة، فالأول أطاح بالكرة تجاه المدرجات والثاني سقط أرضا خلال التنفيذ ليصيب العارضة. هي مصادفة لا أكثر ولا اقل ولكنها تضعنا أمام سؤال ضروري: فهل يحتاج برشلونة وريال مدريد لمساعدة الحكام في كل مباراة حتى يصلان للهدف المطلوب وهو الفوز.. الجواب حكما لا. برشلونة فاز برباعية نظيفة ليلة الأربعاء، وريال مدريد فاز بنتيجة مريحة أيضا 3-1.. ولم يكن كلاهما بحاجة لهذه القرارات المشينة. نتذكر عندما أجبر حكم مباراة برشلونة وفالنسيا فريق الخفافيش على الامتثال لقراراته الظالمة، ولكنها من وجهة نظر آخرين ربما كانت ظالمة لبرشلونة أكثر. فلو أنه احتسب ركلة الجزاء الصحيحة لفالنسيا في الشوط الأول لتحولت المباراة رأسا على عقب، وسواء سجل فالنسيا من ركلة الجزاء أم لا، لكان برشلونة أظهر كل ما لديه من امكانيات فنية وضغط بشكل أكبر على المباراة، تماما لو أنه لم يحتسب الهدف التسلل الذي سجله سواريز لما كان برشلونة قد تراجع للدفاع في الدقائق الأخيرة وتلقى هدف التعادل. الأمر ذاته ينطبق على ريال مدريد في مباراة رايو فاليكانو، فلو أن الحكم لم يطرد لاعبين لكان ريال مدريد بحث عن نفسه بشكل أفضل ليعود بالنتيجة بمجهود لاعبيه بدلا من تحول المباراة إلى حصة تدريبية لم تقنع حتى جماهير الميرينغي. كل ما نخشاه هو أن يعتقد نجوم ريال مدريدوبرشلونة أن بامكانهم الوقوع والحصول على الصافرات دائما، وهذا الأمر قد ينعكس عليهم سلبيا في بطولات خارج بلادهم ولا سيما دوري أبطال أوروبا. خلاصة القول أن على التحكيم الاسباني التوقف لمحاسبة نفسه، لأن ما يحصل يضر كثيرا بكرة القدم الاسبانية ويضر أصلا ببرشلونة وريال مدريد أكثر من غيرهما.. وكما قال أجدادنا (مال الحرام لا يدوم).