طوى المنتخب اليمني ملف المشاركة في التصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا المقررة العام المقبل 2015 في استراليا بخسارته السادسة تواليا، بعد سقوطه بهدف لهدفين أمام المنتخب الماليزي ضمن الجولة الأخيرة لمنافسات المجموعة الرابعة. وتصدر منتخب البحرين ترتيب المجموعة برصيد 14 نقطة من ست مباريات، مقابل 13 نقطة لقطر و7 نقاط لماليزيا ولا شيء لليمن.وتأهلت البحرينوقطر إلى النهائيات. ومثلت الخسارة تكرارا للمشهد الذي أعيد خلال الجولات الخمس السابقة، وجسد في مجمله تواضع المشاركة اليمنية في هذه التصفيات وسلبية النتائج للمنتخب الذي ظهر بأكثر 60 لاعبا وتعاقب عليه 3 مدربين ومديران وشهدت كواليسه صراعات عديدة ساهمت في توالي خسائره ووصوله إلى مصاف أسوأ 20 منتخبا في العالم بحسب التصنيف الدولي. كان المدير الفني الإثيوبي ابراهام مبراتو في غاية التأثر وهو يتحدث عقب خسارة المنتخب اليمني أمام ماليزيا ، لكنه احتفظ بتماسكه وهو يؤكد أن الخسارة ينبغي أن تكون درسا يتعلم منه اللاعبون للأيام المقبلة. ولخصت تلك اللحظات الوضع الراهن للمنتخب، ليس في المباراة أمام ماليزيا فقط، بل على مستوى التصفيات، وخلال مسيرة شارفت على عامين لم يذق خلالها أبناء اليمن السعيد طعم الفرحة. بعيدا عن التفاصيل الأخرى للمباراة التي لم تحمل الكثير من التحسن في وضع المنتخب "المضيف" مقارنة بما سبقها فقد جاءت المحصلة طبيعية بالنظر إلى الظروف المرافقة التي أحاطت باللاعبين منذ إعلان اتحاد الكرة حالة التأهب واعتماده على المنتخب الرديف الذي ضم كثيرا من عناصر منتخب تحت 22 عاما إلى جانب عدد من لاعبي الخبرة، حيث رسمت فترة الإعداد السلبية معالم الطريق إلى الخسارة على الرغم من أجواء التفاؤل التي حاول القائمون على المنتخب تضمينها تصريحاتهم السابقة للقاء، ومن ذلك ما قاله رئيس الاتحاد احمد العيسي للاعبين قبيل المغادرة إلى مدينة العين لخوض المباراة، حيث أكد العيسي أن تلاشي الحظوظ في التأهل لا ينبغي أن يمثل عامل تثبيط للهمم، مخاطبا إياهم بأن يكونوا في مستوى الثقة التي منحت لهم . بدوره كان المدرب قد أكد هامشية المهمة الآسيوية الأخيرة أمام ماليزيا، لكنه أشار إلى أن لاعبيه مطالبون بحفظ ماء الوجه والخروج من التصفيات بشيء معنوي بعد تلاشي آمالهم في نيل المكاسب الرقمية. فوضى ما قبل المباراة! رحلة المنتخب اليمني من صنعاء إلى مدينة العين موقع المباراة جسدت معاناته من الأداء الإداري السيئ لاتحاد الكرة ، إذ فشل المعنيون في ضمان رحلة ميسرة للاعبين والجهاز الفني كانت كفيلة بتجنيبهم الإرهاق البدني على اقل تقدير ، كما أن البعثة وصلت إلى الإمارات على أكثر من دفعة بسبب مشاكل في الحجوزات ما اوجد تذمرا واضحا من قبل أولئك الذين تأخرت حجوزاتهم واضطروا إلى اللحاق بزملائهم في رحلات متعاقبة. إلى جانب الفوضى التي اكتنفت تنقل المنتخب إلى الإمارات فقد كان القصور واضحا في فترة الإعداد التي سبقت المباراة، إذ فرض على اللاعبين خوض اللقاء دون المرور بمحطة الإعداد اللازمة التي تجاوزها اتحاد الكرة بفشله في مهمة تأمين أي مباراة دولية ودية. ومرة أخرى اثبت الاتحاد انه لا يأبه بالوعود التي يطلقها بشأن إعداد منتخباته، وآخرها ما كان قد أعلن عنه الإثيوبي ابراهام مبراتو قبل السفر إلى الإمارات وتأكيده أن المنتخب سيخوض مباراة دولية واحدة على الأقل في معسكر خارجي قصير في اندونيسيا غير أن جهود الاتحاد لم تكلل بالنجاح واضطر المنتخب إلى خوض المباراة معتمدا على الجاهزية البسيطة التي اكتسبها اللاعبون من مشاركتهم في مباريات الدوري المحلي . أسباب الخسارة على الرغم من تواضع الإعداد وصعوبة الظروف التي سادت المعسكر المحلي للاعبين قبل السفر إلى الإمارات إلا أن اتحاد الكرة وبعض الإعلام المحلي اكتفوا بالحديث عن التفاصيل التي سادت خلال 90 دقيقة من التنافس بين المنتخبين، معتبرين أن الفرص التي أتيحت للمهاجمين أمام مرمى الحارس الماليزي كانت كفيلة بمنحهم تأشيرة الفوز الشرفي الذي حلموا به. في الاتجاه الآخر شنت عدد من الصحف هجوما معتادا على الاتحاد محملة إياه وزر الخسارة وما سبقها، كما اتفقت آراء كثير من الفنيين على أن الإخفاق في التصفيات كان نتاجا طبيعيا للفوضى التي تجتاح الكرة اليمنية، مطالبين بإحداث تغيير حقيقي في قمة الهرم الكروي من اجل وضع حد للانهيار الذي جسدته النتائج الأخيرة للأندية والمنتخبات. متوسط الميدان الهجومي علاء الصاصي قال إن خوض المنتخب مبارياته خارج اليمن تسبب في أن يفقد نقاط تلك المباريات ويخرج خاسراً دون أن يحصد أي فوز أو تعادل، مؤكداً أن الحظر الدولي المفروض على ملاعب البلاد منذ أكثر من ثلاث سنوات أثر كثيرا على مستوى المنتخب وعلى الكرة اليمنية وتسبب بشكل رئيسي في تراجع ترتيبها. الخسارة من ماليزيا والتي تعد الثانية أمام المنتخب ذاته في التصفيات المؤهلة إلى استراليا لم تكن أكثر من مجرد رقم سلبي أضيف إلى سابقه من الأرقام التي تؤكد تراجع الكرة اليمنية وانحسارها بسرعة فائقة، إذ تشير الأرقام إلى أن الأحمر اليمني خاض خلال ما يقارب عامين 20 مباراة بين رسمية وودية لم يستطع أن يحقق خلالها أي فوز أو تعادل ، وكان من بين تلك المباريات ما يصنف في خانة الممكن والمقصود بذلك مباريات المنتخب أمام الأندية خلال معسكرات الإعداد التي أقيمت في بعض الدول مثل مصر حيث سبق للمنتخب أن خسر أمام فرق الداخلية والجونة أثناء التحضير لإحدى البطولات الإقليمية. ويعود آخر فوز للمنتخب اليمني الأول إلى يونيو 2012 عندما سجل أكرم الورافي ومحمد بارويس هدفي الفوز أمام البحرين ضمن المجموعة الثانية لبطولة كأس العرب في السعودية. وعدا ذلك فقد خاض المنتخب المتراجع إلى المرتبة 186عالميا 13مباراة رسمية و7 مباريات ودية لم يفز خلالها ولم يتعادل، واستقبلت شباكه 43 هدفا مقابل 9 أهداف سجلها لاعبوه. نتائج المنتخب في تصفيات كأس آسيا 2015 اليمن × البحرين صفر 2 ماليزيا × اليمن 2 1 قطر × اليمن 6 صفر اليمن × قطر 1 4 البحرين × اليمن 2 صفر اليمن × ماليزيا 1 2 عن جريدة إستاد الدوحة القطرية