■■ هل هي الصدف الغريبة والتشابه العجيب أم هو العناد ؟ .. فماحدث اليوم تكرر بالأمس .. وكما إنتهت مباراتا برشلونة مع اتليتكو مدريد ، ومانشستر يونايتد مع بايرن ميونيخ في ذهاب دور الثمانية لدوري الأبطال بنتيجة التعادل 1/1 في كل من المباراتين ، عاد الموقف ليتكرر اليوم في مباراتي ريال مدريد مع دورتموند ، وباريس سان جيرمان مع تشيلسي، حيث رقم الثلاثة في المباراتين ، الريال فاز 3/صفر ، وباريس سان جيرمان فاز 3/1 .. وكما إحتارت وتوترت جماهير الكرة الجميلة في العالم أجمع وهي تتابع أمس المباراتين المقامتين في نفس التوقيت بعناد من اتحاد الكرة الاوروبي، ليكتشف الجميع عند التحويل من مباراة إلى أخرى أنه قد فاتهم هدف او فرصة خطيرة ، تكرر الأمر اليوم وربما بعناد غريب ، وحدث مراراً أن يتوافق توقيت تسجيل الأهداف ، ليضيع على المتابعين أكثر من هدف هنا وهناك ! ■■ وبعيداً عن ذلك ، كانت مباراة الريال مع دورتموند فرصة متوقعة إنتهزها الفريق الملكي للإنتقام من الهزيمة المهينة التي تلقاها العام الماضي في ذهاب دوري الأبطال بملعب الأدونا سيجنال بارك والتي إنتهت 4/1 للفريق الألماني، والتي فشل في تعويضها في الإياب رغم فوزه 2/صفر .. الفريق الملكي كان الأقوى والأكثر هجوماً وخطورة ولولا براعة الحارس فايدنفيلر لكانت الغلة الملكية خمسة على الأقل! ■■ وسبحان مغير الأحوال ، فقد تغيرت موازين القوى وتحول الفريق الالماني الشرس العام الماضي إلى فريق لا حول له ولا قوة يقبل الهدف تلو الآخر ، ولم يكن فقط غياب هدافه الخطير ليفاندوفيسكي هو المشكلة الوحيدة ولكن غياب ما يقرب من نصف فريق والغريب أن دورتموند بكامل فريقه ذاق ويلات الهزائم والتراجع في البوندزليجا ، فما بالك وهو يلعب في غياب هؤلاء وفي مواجهة الريال المتعطش للثأر . ■■ بلا شك كان الريال الأفضل ، وكان الأقوى في جميع الخطوط .. ولم يكن وحده جاريث بيل وكريستيانو الأحسن، بل كان بنزيمة كالعادة وإيسكو بديل دي ماريا وحتى بيبي ظهر وكأنه المدافع الذي لا يُقهر .. ولولا حلاوة الروح والرغبة في المقاومة والصمود ، لنال فريق المدرب كلوب هزيمة قياسية تجعل صورته باهتة وهو الذي كان العام الماضي في قمة عنفوانه وذيوع شهرته. أما أنشيلوتي فأعتقد أنه كان فخوراً بفريقه الذي بات تخطيه دور الثمانية قريباً في الأفق ، وربما بدأ التفكير من الأن في المنافس المحتمل أن يواجهه في الدور قبل النهائي. ■■ أما المباراة الثانية بين باريس سان جيرمان وتشيليسي ، فلم يغني الحذر من القدر .. ولم ينفع التكتيك الدفاعي لمورينيو في نجاة البلوز من الخسارة ، ولعل الفريق الباريسي كان محظوظاً بهدفه المبكر بتألق إستثنائي من لافيتزي في الهدف الأول ، فقد قفز لإستقبال كرة مرتدة من رأس أحد مدافعي البلوز وإمتص الكرة على صدره وخطفها مباشرة بتسديدة هائلة في المرمى وسط حراسة كوكبة من لاعبي البلوز. ■■ وبعد تسجيل البلوز للتعادل من ضربة جزاء لهازارد ، عاد الحظ محالفاً لطموحات رفاق إبراهيموفيتش ، فالهدف الثاني جاء بنيران صديقة من لويز في مرماه ، وبينما كانت النتيجة 2/1 في الدقائق الأخيرة وهي نتيجة لصالح الفريق الإنجليزي بنسبة 70% حيث يكفيه هدف في ملعبه للمرور للدور قبل النهائي ، إذا بالأرض تنشق عن المهاجم الأرجنتيني الإحتياطي خافيير باستوري الذي تقمص صورة مواطنه الفذ ميسي وتخلص من أربعة من لاعبي البلوز على حافة منطقة الجزاء الجانبية ، ليدخل المنطقة ولامبارد يطارده من الخلف دون محاولة لسد الطريق عليه ، ليسجل هدفاً خرافيا ، رفع به النتيجة ورفع طموحات فريقه لتصبح فرصته أكبر من 60 % في تخطي البلوز . ■■ والواقع أن مورينيو المتحفظ والذي لعب بلا مهاجم صريح متخصص يستحق ما جرى له ، فقد أثبتت وقائع المباراة أن عملاقي باريس سان جيرمان زلاتان إبراهيموفيتش وكافاني ، كانا في منتهي الهشاشة ، ولم يكونا يستحقان كل هذا الإهتمام والتحفظ ، بينما كانت الأفضلية للافيتزي وماتويدي ثم لوكاس مورا وباستوري الإحتياطيين، ولم يقرأ مورينيو ذلك رغم دفعه بتوريس متأخراً ، ولم يقرأ كذلك قدرة خط وسطه على التغلب وسط الفريق الباريسي الذي ارتكب دفاعاته بقيادة تياجو سيلفا العديد من الأخطاء التي كان يمكن إستغلالها ، لو لعب البلوز بمنهجية هجومية . ■■ وربما يكون لمورينيو في " ستامفورد بريدج " فرصة أقوى من دور تموند أمام الريال في الإياب ، خاصة مع الأفراح التي نصبها الباريسيون قبل الأوان وهم يمتدحون قيادة لوران بلان الذي كان عادياً في إدارة المباراة ، ولم يستطع توظيف طاقات هائلة بحجم ابراهيموفيتش وكافاني ، ولولا إبداعات إستثنائية مفاجئة من لافيتزي وباستوري لبات الباريسيون في نكد بدلاً من الأفراح المبكرة التي ليس لها ما يبررها ، لأن الفوز خداع ومباراة الإياب ستكون أصعب بكثير وربما تنقلب الأمور عليهم ، إذا لم يتعرفوا على أخطائهم في المباراة يدرسوا كيفية مواجهة البلوز بوجههم الآخر" الهجومي " في ملعبهم. ■■ أعجب ما في المباراتين ، التشابه في الخروج لإصابة طارئة خلال المباراة لعملاق الريال كريستيانو رونالد ولعملاق باريس سان جيرمان إبراهيموفيتش !
