يصر البعض على التموضع في المكان الخطأ، وتسجيل مواقف غير محسوبة العواقب، تنتقص من مكانته وشعبيته في ذات الوقت، وتلحق الضرر بسمعته لدى من أحبوه وهتفوا باسمه وحملوه على أكتافهم في مختلف الملاعب الرياضية، طالما والحديث هنا رياضي. مأساة نادي التلال عميد أندية الجزيرة والخليج لم تعد خافية على احد، وهي المأساة التي لم يكن لها أن تحل كضيف ثقيل على هذا النادي العريق لولا المواقف المتخاذلة لأبنائه، وصمتهم طوال سنوات خلت على حالة العبث والفوضى التي طالت ناديهم، وحوّلته إلى حمل وديع تتقاذفه رياح المشاكل ذات اليمين وذات الشمال، وتتلاعب به أقدام لاعبي أندية أخرى لا يرتق تاريخها إلى ربع تاريخه. الانتخابات الرياضية للأندية التي أصر وزير الشباب في حكومة الوفاق الوطني "معمر الإرياني" على إقامتها وفق منهجية "كيفما أُتفق"، فشلت في نادي التلال ولم يُكتب لها النجاح، بعد تجاوز الإرياني لمهام وصلاحيات اللجنة الفرعية للانتخابات الرياضية في عدن وقراره بتأجيلها، وإخفاق التلاليين في تسييرها في الموعد المحدد، بعد ارتفاع الأصوات والعويل داخل الصالة الرياضية المغلقة بعدن، واستعانت كل طرف ب"فتوات" تحت مسمى "أعضاء جمعية عمومية"، أحالوا المولد التلالي الذي صاحبه غائب إلى "مأتم" وساحة لتبادل الاتهامات، في ظل وجود حكماء وعقلاء التلال الذين آثروا الصمت على ما تعرض له التلال طوال سنوات خلت، ووقفوا موقف المتفرج إزاء الإساءة الكبيرة التي تعرضت لها منظومة الأخلاق التلالية في يوم يُفترض إن يكون عرس ديمقراطي تلالي، يحتكم فيه الجميع لإرادة الجمعية العمومية دون إغراءات او وصاية. الإساءة للتلال من قبل أبناءه، ظهرت في أوج صورها، حين احتشد عدد من نجوم التلال، في خيمة نجل الرئيس المخلوع، الذي هو ايضاً الرئيس الفخري لناديهم، قبل الموعد الأول للانتخابات، يستجدونه ضرورة التدخل لتأجيلها. وبالفعل تم لهم ما طلعوا إلى صنعاء من أجله. مؤلم إن نجد هؤلاء النجوم ينحشرون في خيمة "احمد"، في الوقت الذي يحتشد شباب الثورة في ساحاتهم وخيامهم، للمطالبة باستكمال عملية إسقاط النظام، ورحيل العائلة بكل أفرادها، يتوسلون إليه "فعل" بإمكانهم القيام به متى ما استغلوا تأثيرهم على الجميعة العمومية وإعادة ترتيبها وفق منهجية رياضية بحتة. مؤلم إن يستنفر هؤلاء النجوم الذين أحبتهم الجماهير الرياضية وهتفت باسماءهم، وصفقت لهم كثيراً، وساهمت في الشهرة التي وصلوا إليها، ويسارعون للسقوط بهذا الشكل المهين. كان حرياً بهم إن ينتفضوا احتراماً لدماء الشهداء والجرحى، للإطاحة بنجل المخلوع من رئاسة ناديهم الفخرية، بدلاً من تجديد ولاءهم له، من خلال زيارتهم العاجلة له، للوقوف إلى جانبهم في تأجيل الانتخابات، ليس حباً في التلال الذي ظل ينهار أمامهم طوال السنوات الماضية، دون أن يسجلوا فعل ايجابي يشفع لهم، بل أن بعضهم ساهم بصورة او بأخرى في ذلك الحال المائل، حماسهم واستنفارهم بهدف تهيئة الأجواء أمام قائمة انتخابية معينة ليس إلا!. لست مشجعاً تلالياً، لكنني أشفق على التلاليين من حالة تسرب القيم والمبادئ التي كان التلال مدرسة لها وعنواناً بارزاً في سماءها، وأصبحت اليوم هدفاً يعبث به التلاليين قبل غيرهم.. ختاماً: لماذا لا يستنهض التلالييون همهم للإطاحة ب"احمد علي عبدالله صالح" من رئاسة النادي الفخرية؟ أم إن الاثنين مليون التي يصرفها شهرياً باتت أهم من قيم وأخلاق سادت ثم بادت؟.. وكفى