اقتربت ساعة الحسم في بطولات الدوري في أوروبا، وباتت كل الفرق بانتظار إعلان نهاية الموسم من أجل معرفة مصيرها إن في المنافسة على اللقب المحلي، حجز مكان في الدوريات الاوروبية الموسم المقبل، أو الهروب من شبح الهبوط. وإذا كانت هوية البطل المحلي قد حُسمت في ألمانيا، أو باتت وشيكة في ايطالياوفرنسا، فإنها شائكة حتى الآن في كل من انكلترا واسبانيا. في الليغا، ربما تكون الجماهير على موعد مع بطل جديد هذا الموسم من خارج الثنائية التقليدية التي تجمع ريال مدريد وبرشلونة، ونعني أتلتيكو مدريد الذي يبدو أنه المستفيد الأكبر من لعبة الكراسي الموسيقية بين الغريمين التقليديين من أجل الحفاظ على موقعه في الصدارة. فريق المدرب دييغو سيميوني الذي يبتعد بفارق ثلاث نقاط عن ريال مدريد الثاني وأربع عن برشلونة، يبدو غير آبه بما يجري خلفه وهو يحقق الفوز تلو الآخر، كما انه سيواجه البارشا حامل اللقب في المرحلة الأخيرة من الدوري الذي يتبقى عليه خمس مراحل. لكن المراقبين يخشون على أتلتيكو من الضغط المكثف وشبح الإصابات الذي قد يهدد لاعبيه لا سيما بعد تأهله الى الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا، وهو تلقى أمس صفعة بتعرض نجمه دييغو كوستا لإصابة جديدة في أسفل الركبة عقب تسجيله الهدف الثاني في مرمى خيتافي. أما بالنسبة للريال وبرشلونة فقد كانا ينتظران سابقاً تعثر أي منهما، إلا أن الوضع الآن بات مغايراً حيث بات عليهما انتظار ما سيفعله أتلتيكو أولاً قبل أي أمر آخر، ومع ذلك فإن نتيجة المباراة الاخيرة في الليغا بين المتصدر وحامل اللقب ربما تخدم الريال، مع العلم ان تعادل النقاط لا يفيد الريال لانه خسر في مرحلة الذهاب من اتلتيكو وتعادل في مرحلة الاياب، وهذا يعني عمليا فوز اتلتيكو باللقب. اما برشلونة، فهو تعادل في الذهاب مع اتلتيكو، اي انه، في حال تعادل النقاط بينهما قبل المرحلة الاخيرة، يحظى الفائز بلقب الدوري في حال ابتعاد الريال عنهما. الدوري الإنكليزي لا يقل اثارة عن الإسباني وأصبحت الجماهير على موعد مع متصدر مختلف بين اسبوع وآخر، واستقر الأمر حالياً على ليفربول الذي وجه ضربة قاسية لآمال مانشستر سيتي بعد فوزه عليه أمس بثلاثة أهداف مقابل اثنين. ويتصدر الريدز الترتيب بفارق نقطتين عن تشلسي في حين يحتل السيتي المركز الثالث بفارق سبع نقاط عن ليفربول مع العلم انه يملك مباراتين مؤجلتين لن يؤثر الفوز بهما على الصدارة لكنه سيجعل مانشستر ثانيا بفارق نقطة. لا شك أن الملاعب الإنكليزية تعيش حرب أعصاب، إلا ان وضع ليفربول يبدو أفضل، وهو سيستضيف تشلسي في السابع والعشرين من هذا الشهر في الانفيلد وسيستغل بالتأكيد عامل الإجهاد البدني والنفسي لخصمه الذي يخوض قبل وبعد المواجهة مباراتي الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا امام اتلتيكو مدريد. من هنا فإن الكلمة الأخيرة ربما تنحصر بين ليفربول والسيتي. أما بالنسبة لمعركة التأهل لدوري أبطال أوروبا، فإن المركز الرابع سيشعل المنافسة في المراحل المتبقية بين ايفرتون والارسنال وربما توتنهام ومانشستر يونايتد بشكل أقل. في ايطاليا يواصل يوفنتوس زحفه نحو اللقب الثالث على التوالي وهو سيواجه أودينيزي في ختام المرحلة الثانية والثلاثين. ولا شك أن فوز "السيدة العجوز" يعني انه بحاجة الى ثماني نقاط فقط في المباريات الخمس المتبقية من أجل التتويج. لكن روما صاحب المركز الثاني قلص الفارق مع اليوفي الى خمس نقاط بفوزه على اتالانتا يوم السبت الماضي ولديه مباراة قمة مع المتصدر الشهر المقبل في المرحلة ما قبل الأخيرة، مما يعني أن تعثر رجال المدرب انطونيو كونتي في واحدة من المباريات الست المتبقية له (بما فيها أودينيزي) ومن ثم خسارته أمام روما، ستجعل الأمور مفتوحة على كل الإحتمالات، دون أن ننسى أن يوفنتوس سيكون مشغولاً بمنافسات الدوري الأوروبي، حيث سيخوض مواجهتي الدور نصف النهائي امام بنفيكا البرتغالي. وفي الوقت الذي ضمن نابولي تقريباً مكاناً له في أوروبا الموسم المقبل، فإن المعركة على المركز الرابع تدور بين فيورنتينا وانتر ميلان، فيما يحوم القلق على مصير الفرق الخمسة الأخيرة في الجدول. وبعد أن احتفظ بايرن ميونيخ بلقب الدوري الألماني محطماً الرقم القياسي تلو الآخر، فإن المنافسة تدور الآن على المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، ويبدو أن بوروسيا دورتموند في طريقه لتثبيت أقدامه في المركز الثاني، وسط منافسة من شالكه الثالث والذي يتخلف عنه بفارق ثلاث نقاط، بينما إشتعلت معركة المركز الرابع بين ثلاثة فرق لا تفصل بينها سوى نقطتين وهي على التوالي باير ليفركوزن، فولفسبورغ وبوروسيا مونشغلادباخ. أما بالنسبة للصراع على الهروب من الهبوط فإن الشك يحوم حول شتوتغارت، هامبورغ، وصاحبي المركزين الأخيرين نورنبيرغ واينتراخت براونشفيغ. في فرنسا وعلى الرغم من الخسارة المفاجئة للمتصدر باريس سان جيرمان أمام ليون، فإنه بحاجة إلى ست نقاط فقط من مبارياته الخمس المتبقية من أجل الظفر باللقب، فيما يستعد موناكو الثاني (حتى الآن) للمشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.