يتصاعد الخلاف بين الأممالمتحدة والشرعية اليمنية يوماً بعد يوم ، ولعل فشل اجتماع عدن بالأمس بين كبير المراقبين في الحديدة وفريق لجنة الانتشار الحكومي ، يؤكد حقيقة تصاعد الخلافات بين الطرفين ، والذي عمقته الأممالمتحدة الثلاثاء بتقديم دعم لمليشيات الحوثي تحت مظلة نزع الألغام. وفي هذا التقرير التحليلي يقدم محرر (عدن تايم) قراءة لما وراء هذا التصرف من قبل الأممالمتحدة وتحديداً البرنامج الإنمائي ودعمه لمليشيات الحوثي ، وذلك برصد تعليقات كتاب ومحللين سياسيين ، بالإضافة إلى تحليل خاص للمحرر. وأعلن البرنامج الانمائي التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء ، عن تقديم دعم للمركز الوطني لنزع الألغام ، وهو المركز التابع لمليشيات الحوثي ، في تصرف آثار سخرية واسعة على الساحة اليمنية. وقال البرنامج الانمائي عبر تغريدة على صفحته في تويتر انه قدم 20 سيارة للمركز الوطني لنزع الألغام بهدف تسهيل جهودهم مزيلو الألغام بالامكانيات اللازمة لمواصلة عملهم في الظروف الصعبه ، في حين تجاهل دعم فرق وبرامج نزع الألغام التابعة للتحالف والشرعية. تعليقات وتعليقا على هذا الدعم قال السياسي صالح البيضاني : "الأممالمتحدة تشتري 20 سيارة رباعية الدفع للحوثيين تحت عنوان دعم برنامج نزع الألغام الذي تسيطر عليه الميليشيات الحوثية في صنعاء... الحوثيون سيستخدمون هذه السيارات في زرع المزيد من الألغام وليس نزعها!" واضاف في تعليقه الذي نشره عبر حسابه على تويتر : "طالما عبدالملك الحوثي داعية سلام في نظر مارتن غريفيث فليس مستغربا ان يتحول ابوعلي الحاكم إلى مشرف على برنامج نزع الألغام الذي تموله الأممالمتحدة!" بدوره قال المذيع والكاتب السياسي عبدالله إسماعيل : "الأممالمتحدة تدعم جهود زراعة الألغام في اليمن, وتسلم برنامج زراعة الألغام التابع لجماعة الحوثي عشرين سيارة دفع رباعي!!! ،ثم يتسائلون لماذا لا يثق اليمنيون في الأممالمتحدة ومنظماتها ومبعوثيها". في حين علق الكاتب هاني مسهور وربط دعم الأممالمتحدة للحوثي بدعم حزب الإصلاح للحوثيين ، وقال : "كما تسلم الاممالمتحدة سيارات الدفع الرباعي للحوثيين يسلم حزب الاصلاح المعسكرات والاطقم والاسلحة المقدمة من التحالف العربي للحوثيين". وتابع : "ما نملك من أدلة على تسليم المعسكرات في الضالع وحدها يكفي لاعتبار حزب الاصلاح خائن ويستحق المحاسبة على جرائمه". ما وراء دعم الأممالمتحدة للحوثي بحجة نزع الألغام على الرغم من فشل الإجتماع الأممي مع الجانب الحكومي ، أمس الإثنين بعدن ، لم تتوقف الأممالمتحدة عن إظهار حقيقة انحيازها لمليشيات الحوثي وتعاملها مع مسرحية إعادة الإنتشار أحادية الجانب ، حيث سلمتهم الثلاثاء دعم تحت مبرر دعم جهود نزع الألغام في الحديدة ، والكل يعلم أن المليشيات هي من تزرع الألغام. منظمات حقوقية دولية بل وحتى منظمات تابعة للأمم المتحدة ، سبق وأن أكدت تكثيف مليشيات الحوثي لزراعة الألغام بصورة غير مسبوقة ، وادانت تلك التصرفات ، بالإضافة إلى رفضها تسليم خرائط الألغام في الساحل الغربي ، إلى أنها - أي الأممالمتحدة - صارت تتعامل مع مليشيات الحوثي بعيداً عن تلك الإدانات وعن قراراتها الأممي ، وهو ما يؤكده دعمها لمسرحية تعزيز جهود نزع الألغام لجهاز هو في الأصل تابع لمليشيات الحوثي. وفي الوقت الذي يشير هذا التصرف إلى تصعيد من جانب الأممالمتحدة على حساب الحكومة اليمنية ويبين حقيقة انحيازها الفاضح إلى جانب مليشيات الحوثي ، فإن القادم يؤشر على أن الأممالمتحدة لم تابه لضغوطات وتصعيد الشرعية ، واختارت طريق اللاعودة في فرض الأمر الواقع بالحديدة ، وارغام الشرعية على القبول بمسرحية إعادة الإنتشار ، ومن ثم السير لتطبيق شامل لاتفاق الحديدة. وبين تعلقيات المحللين الناقدة لتصرف الأممالمتحدة ، وقراءة المحرر .. يبقى السؤال ما هو رد الشرعية اليمنية على ذلك .. وما مدى جدوى ذلك سيما وقد فشلت كل تصعيداتها ، بل ردت عليها الأممالمتحدة بتصعيد أكبر وخطوات انفرادية ؟!