تجاوز طموحات «الخسارة المشرفة» فبات قريباً جداً من التأهل إلى المرحلة الثانية للمسابقة الآسيوية كتب – نشوان دحان لم يكن اسم(محمد النفيعي) متداولاً على نحو واسع في الشارع الرياضي اليمني قبل عدة أشهر من الآن،بل إن كثيرين لم يكونوا قد سمعوا بهذا الاسم إطلاقاً. كان حينها مجرد مدرب مغمور قبل أن يقرر خوض معركة تحدٍ كبيرة عنوانها(إثبات الذات) بعد أن منحته إدارة نادي العروبة الثقة وأوكلت إليه مهام تدريب الفريق الكروي الأول الذي أحرز للتو لقب بطولة الدوري اليمني للمرة الأولى في تاريخه ويستعد لظهوره الأول على الصعيد الخارجي كممثل للأندية اليمنية إلى جانب وصيفه التلال في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي. أحد مسئولي إدارة العروبة قال آنذاك في حديثٍ صحفي أن مسالة بقاء مدرب جديد في منصبه مرتبط بالنتائج والأداء الذي سيقدمه الفريق وهو ماوضع المدرب الوطني إبراهيم النفيعي تحت ضغوط كبيرة خصوصاً أنه يدرك جيداً أن الطريق أمامه لن تكون مفروشة بالورود في ظل وجود أندية متمرسة على هكذا بطولات شاءت الأقدار أن تضعه معها وجهاً لوجه في ذات المجموعة مثل كاظمة الكويتي وأربيل العراقي وبدرجة أقل ايست بنغال الهندي، علاوة على الإرهاصات التي سبقت مشاركة العروبة ومنها إجباره على لعب جميع مبارياته خارج الديار والحديث عن إمكانية إنسحابه من المسابقة، فضلاً عن عدم توافر عنصر الخبرة لدى اللاعبين الذين يمكن الرهان عليهم في تحقيق الهدف المطلوب،ورغم ذلك لم يتردد(النفيعي) مطلقاً في خوض هذا الاختبار الصعب متسلحاً بإيمانه الشديد في كفاءة المدرب اليمني وقدرته التي لاتقل شأناً عن باقي نظرائه العرب. فعلها النفيعي قياساً بمشاركات كل الأندية اليمنية في البطولات الخارجية، بإمكاني الجزم أن مسئول العروبة لم يكن بوسعه إطلاق العنان لخياله في الذهاب بعيداً وهو يربط مسألة بقاء(النفيعي) بنتائج فريقه في البطولة الآسيوية..جل ماكان يطمح إليه وقتها أن يخرج الفريق بأقل الخسائر أو أن يخسر بشرف..كما اعتدنا سماعه عقب كل مشاركة يمنية في الخارج مع أني أجد نفسي عاجزاً عن إيجاد فريق حقيقي بين الخسارة بشرف وبدون شرف!! لكن المدرب محمد النفيعي فعلها حقاً وجعلنا نسرح بخيالنا بعيداً ونفخر بالأداء الجريء الذي يقدمه ممثل الكرة اليمنية والنهج التكتيكي الهجومي البعيد عن التحفظ الدفاعي المبالغ فيه الذي تنتهجه معظم الفرق اليمنية خارجياً.. نعم كان (النفيعي) مجازفاً باتباع هذا النهج أمام فرق كبيرة وعريقة على مستوى المنطقة، لكنه حتماً كان يعلم جيداً ماذا يفعل فكان الأداء مقنعاً والنتائج أكثر من رائعة على الأقل حتى اللحظة بعد أن حصد العروبة ثمان نقاط من فوزين مستحقين وتعادلين وخسارة واحدة ليصبح منافساً على إحدى بطاقتي التأهل عن مجموعته إلى المرحلة الثانية وأجبر خصومه على رفع قبعاتهم إعجاباً بأداء الفريق اليمني الذي أثبت أنه رقماً صعباً بين فرق المجموعة. فريق من كوكب آخر بعيداً عن تأهل العروبة إلى الدور الثاني من عدمه أجد الإعلام اليمني مقصراً في حق هذا الفريق الذي لم يحظَ بكثير من التفاعل الإعلامي،كما حدث لأخيه من قبل لم يقدموا نصف الأداء الذي يقدمه العروبة ورغم ذلك ترصعت الصفحات الرياضية بسيل من المواضيع التي تشيد بأدائهم ونموذجية إداراتهم وحنكة أجهزتهم الفنية ونجومية لاعبيه. باعتقادي أن العروبة يمثل الأندية اليمنية ولم يأت من كوكب آخر..من حقنا أن نحتفي بما قدمه من نتائج وعروض قوية، ومن واجبنا أن نشيد بشجاعة وجهود المدرب الوطني(محمد النفيعي) كما ومن المفترض أن نبارك جهود إدارة العروبة ونثني على الأداء الرائع للاعبين.