في مونديال الحلم والخيال، بدت "قطر" العربية وكأنها أميرة متوجة على عرش العالم، بعد أن قدمت نفسها بصورة استثنائية وفريدة وهي تحاكي الخيال بحفل أسطوري قلما شهد التاريخ له مثيلًا منذ النسخة الأولى قبل 92 عامًا، رغم ما واجهه البلد العربي من تحديات جمة؛ خاصة من بعض الدول الأوربية، بدت في الوهلة الأولى ك "جبل الثلج"، قبل أن يتلاشى بسطوع شمس الحقيقة. وبعد أن أعلنت قطر عن نسخة مونديالية لا مسبوقة ولا منسوخة، ستنزوي ولا شك حملات التشوية، التي قادتها بعض الدول ذات الثقل الأوربي كما هو الحال ب "ألمانيا وفرنسا"، وستتوارى مكائدها خلف قلاع "الحق"، وجلد وصمود أصحاب من قال فيهم الشاعر السوري محمد الفارتي: "أشقى جميع الخلق في دنياه من *** كانت بلاد العرب منيت عدوه"، على الأقل خلال الأيام الأولى للحدث الكبير، قبل أن تبحث تلك الجهات عن باب آخر للانتقاد، حتى وأن بدأ لها كخرم أبره. عانت قطر قبل أن تعلن عن نسختها المتحورة من تحديات جمة، فمن حملة حرارة الصيف حيث تُقام عادة مباريات المونديال، إلى حكاية إنها دولة صغيرة وليس لها شهرة عالمية ولم يسبق لها الحضور في كأس العالم، مرورًا إلى ما اسموه ب "سوء معاملة الأجانب"، والعمل لساعات طويلة وسط شمس مرتفعة، وصولًا إلى حرب (المثليين) والعلاقة بين الجنسين، تحت يافطة الدفاع عن حقوق الإنسان، والمطالبة بعدم التقييد في السكن لغير المتزوجين، بل ومحاولة تلك الدول، استصدار قرار أممي باعتبار هذه الممارسات جزءًا من حقوق الإنسان، وغير ذلك. هؤلاء تناسوا ولا شك إن هناك أسباب (دينية)، وأخرى متعلقة بالعادات والتقاليد والأعراف التي لا تسمح ب "الممارسات" العلنية لمثل هذه السلوكيات، وهذا مربط الفرس الذي لم يتنبه له دعاة الحرية وناشطو المجتمعات في أوربا، قبل أن يصلوا إلى حقيقة إن لكل أمة اخلاقها ولكل قبيلة سالفها. بدأت البطولة وقطعًا لن تنته الانتقادات، إلا أنني على يقين ومن واقع مشاهدات ومتابعات حتى قبل الإعلان الرسمي عن البطولة إن تلك الأصوات والدعوات ستنصدم بجدار عتيد أسمه الإرادة والعزيمة المقرونة دومَا بالتخطيط والإعداد السليم لكل الأشياء الممكنة، ففي الدوحة ليس هناك شيء متروك للصدفة، بل كل شيء يسير بنظام الكتروني بديع وتكنولوجيا حديثة؛ يتم استخدامها لأول مرة في كرة القدم؛ إذ يكفي شهادة رئيس أكبر امبراطورية في العالم انفانتيو الذي أكد في تصريحات قبيل الإنطلاق إن مونديال قطر سيكون نسخة استثنائية غير مسبوقة ولا منسوخة.
