يعود الغريمان ريال مدريدوبرشلونة، لاستكمال مشوارهما في الدوري الإسباني، بعد أسبوع ساخن على الصعيد القاري. وخاض الفريقان، مباراتين شاقتين هذا الأسبوع في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، أسفرتا عن تأهل الريال للمربع الذهبي وخروج البارسا. ويسعى مدربا كل فريق، لإعادة لاعبيهم إلى أفضل حالة بدنية رغم ضيق الوقت، نظرا للصدام المرتقب بينهما يوم الأحد المقبل. وسيكون ملعب سانتياجو برنابيو، حاضنا للكلاسيكو الأخير هذا الموسم، والذي سيجمع ريال مدريدوبرشلونة في الجولة 32 من عمر الليجا. لكن من المتوقع أن تتجه الأنظار صوب قاعات المؤتمرات الصحفية قبل كلاسيكو الأرض، لمعرفة ما سيدلي به كارلو أنشيلوتي وتشافي حول المباراة، وكذلك معارك دوري الأبطال. احترام متبادل تسود علاقة متناقضة بين كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد، ونظيره في برشلونة، تشافي هيرنانديز. وفي السنوات الماضية، غلف الاحترام المتبادل هذه العلاقة، وهو ما ظهر مرارا في تصريحاتهما التي لم تخرج عن النص أو تتجاوز الخط الأحمر. أنشيلوتي بطبيعة الحال، غير معتاد على الصدام مع المدربين، سواء في الملعب أو خارجه، مما جعله بعيدا دائما عن ساحة المعارك الجانبية. هذا الأمر قابله تشافي أيضا باحترام كبير للمدرب الإيطالي، وهو ما أظهره بوضوح قبل كلاسيكو السوبر الإسباني في يناير/كانون ثان الماضي. وقال تشافي قبل 3 أشهر عن أنشيلوتي "أظن أنه أحد أفضل المدربين في العالم والتاريخ، لقد نجح في كل بلد ذهب إليه طوال مسيرته". وأضاف "لا يمكنك التفوه بكلمات سيئة عنه، كما أنه تربطني به علاقة جيدة، يكسوها الاحترام دائما". لكن قبلها بفترة قصيرة، دعم أنشيلوتي نظيره الإسباني وسط الانتقادات التي يتعرض لها، قائلا "إنه يشبهني، حيث يعرف كرة القدم جيدا، والانتقادات جزء من عملنا". ونوه "تشافي لديه الخبرات اللازمة لإدارة الأزمة، فهو يعرف أجواء برشلونة، وأعتقد أنه لديه كل شيء يحتاجه لعلاج الوضع". حرب المؤتمرات قبل أسابيع معدودة، تدهورت العلاقة الطيبة بين الثنائي قليلا، بعدما أشعل تشافي، فتيل أزمة مفاجئة بانتقاداته اللاذعة للنادي الملكي. وقرر تشافي، إطلاق نيرانه ضد الريال في مؤتمر صحفي مطلع فبراير/شباط الماضي، قال فيه "ما يفعله ريال مدريد كل أسبوع، يؤثر على الحكام ويشوش على الليجا". تلك التصريحات جاءت في ظل الحملات التي يشنها النادي الملكي ضد حكام الليجا عبر قناته التلفزيونية، وهو ما أغضب إدارة برشلونة، وكذلك تشافي. وفي المؤتمر الذي أعقب تشافي، سئل أنشيلوتي عن رأيه في تلك التصريحات القادمة من كتالونيا، وأجاب "أنا محترف، ولا أريد النزول لهذا المستوى، احتراما للكرة الإسبانية". تلك التصريحات خلقت أجواء متوترة بين المدربين بعد سنوات من الاحترام الذي لم يفسده سوى الشرارة التي أطلقها تشافي قبل شهرين ونصف، والتي يراها أنشيلوتي بمثابة خروج عن النص.
