لا ندري: أعلينا أن نفرح أم نحزن؟ لا ندري: أعلينا أن نبكي أم نضحك؟ مشاعر مختلطة... متداخلة... لا تجد لها تفسيرًا، سوى إيمان راسخ بأن الله لا يختار لعبده إلا ما هو خير له، وأن وراء كل قدر حكمة، حتى لو أدمى القلوب. شاب جميل... خُلقا وخَلقا... كان عنوانا للأدب و ونبراسل للاحترام، ومصدر حب لكل من عرفه. رصيده في قلوبنا كبير، لا تحده أعمار ولا تفصل بينه الأجيال. أحبه الصغير قبل الكبير، وألفه القريب كما البعيد. قبل أيام قليلة، ختم القرآن الكريم، فاحتفلنا به ومعه، وكان النور يشع من وجهه، وكأنها لحظة الوداع التي لم نُدركها. برفقة اثنين من أقرانه، غادرنا ليقضي إجازة العيد في محافظته – شبوة – ولم نكن نعلم أن تلك الخطوة هي الرحيل الأخير... الرحلة التي لا عودة بعدها. رحيلك يا أحمد درويش أوجعنا، وأدمى القلوب التي كانت تشتاق لعودتك. لكن لا نقول إلا ما يُرضي الله، ولا نزكي على الله أحدًا. نحسبه من الطيبين، الصادقين، المقبولين، الذين ختموا مسيرتهم بأفضل الخواتيم. نسأل الله العظيم أن يرحمه رحمة واسعة، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يرزقه الفردوس الأعلى، وأن يكون شفيعا لأهله وأقاربه يوم القيامة. "إنا لله وإنا إليه راجعون" هذا قدر الله، ونحن عليه صابرون... محتسبون... راضون، رغم مرارة الفقد، لأننا نؤمن بلقاءٍ قريب في دار لا رحيل بعدها.