بعدما فاجأ ديفيد بكهام الجميع وضرب بعرض الحائط السيناريو الهوليوودي الذي كانت تعده له إدارة باريس سان جيرمان لأن زوجته «السبايسي» فيكتوريا مرتاحة مع الأولاد وتفضل البقاء في لوس انجليس بدلاً من الانتقال الى العاصمة الفرنسية، ها هو ألكسندر باتو يرفض بدوره الانضمام الى النادي الباريسي برغم ال35 مليون يورو التي دفعت من أجل «رأسه» لإدارة نادي ميلان.. أوضح باتو أنه يفضل البقاء حيث هو «لأنني أود الحصول على المزيد من الألقاب مع النادي الإيطالي».. وكان بالأحرى للمهاجم البرازيلي الشاب أن يقول «لأنني أفضل البقاء الى جانب بربارا».. وبربارا هذه ليست سوى ابنة صاحب النادي سيلفيو بيرلوسكوني رئيس وزراء إيطاليا السابق.. وفتش عن المرأة! ولم يشأ بيرلوسكوني إلا أن «يغطي» على ابنته، حيث عزا السبب في رفض العرض الثمين الى أن باتو لايزال شاباً وأمامه مستقبل كبير في النادي.. وأغلب الظن أنه لو لم تكن القضية كلها قضية «عاطفية» لوافق ميلان على العرض فوراً لأن باتو لم يسجل لفريقه هذا الموسم أكثر من هدف واحد في بطولة الدوري هذا الموسم بعد 17 جولة «المباراة بين ميلان والإنتر مساء الأحد غير محتسبة» ولأن مدربه ماسيميلانو أليغري لم يشركه إلا في 9 مباريات، بينها 5 مباريات فقط كأساسي.
أمر غريب فعلاً، ومع ذلك فإن عاطفة الأبوة لدى شخص كانت أقوى من لغة المال لدى شخص لا ينقصه المال ويملك المليارات.. والمهم أن الساعد الأيمن لبيرلوسكوني وهو أدريانو غالياني كان يتفاوض في مدينة مانشستر مع المسؤولين في السيتي حول المبلغ الذي يتوجب تأمينه لضم المتمرد والمنبوذ كارلوس تيفيز الى صفوف ميلان، فما إن سمع تصريح رئيسه حتى قفل عائداً الى العاصمة الإيطالية الاقتصادية باعتبار أن السيولة التي كان يفترض أن يؤمنها باريس سان جيرمان «تبخرت».
وربما تكون العملية تحمل عنوان «رب ضارة نافعة» بالنسبة الى مدرب سان جيرمان كارلو أنشيلوتي الذي اعرب مرة جديدة عن أمله في أن يكون تيفيز بالذات من نصيب فريقه «وتشكيلتي في حاجة الى من يمد اليها يد العون».. وبكل تأكيد فإن ما يقدر تيفيز على تقديمه لا يقدر عليه باتو.
وتتكرر عبارة «رب ضارة نافعة» مع رفض مدرب ريال مدريد جوزيه مورينيو التخلي عن لاعب الوسط البرازيلي كاكا الذي يطالب به سان جيرمان.. فأفضل لاعب في العالم بحسب استفتاء فرانس فوتبول عام 2007 صار في خبر كان بالقياس الى ما كان عليه قديماً، أي عندما كان في ميلان.. ومن رأه وهو «يتنزه» على أرض الملعب في مباراة مايوركا وريال مدريد في الدوري الإسباني مساء السبت والتي فاز فيها الفريق الملكي بشق النفس لا يقدر ابداً أن يقول إنه الرجل المناسب للفريق الباريسي الذي تتطلع إدارته القطرية الى بناء فريق قوي وقادر على الدفاع عن ألوان النادي على أعلى مستوى اعتباراً من الموسم المقبل ولمواسم عدة مقبلة.
لم يعد أنشيلوتي يملك وقتاً طويلاً ليعزز صفوف فريقه على الأقل بمهاجم من مستوى عال، وهو يعاني كل المعاناة من غياب غاميرو المصاب الذي هو في كل حال من قماشة عادية ومن تواضع مستوى المهاجمين الآخرين المحلي هوارو والتركي اردينغ.. بشق الأنفس تخطى باريس سان جيرمان، منذ عودته من دبي عندما خسر امام ميلان بهدف واحد ودياً، الفريق الهاوي لوكمينيه بفارق هدف واحد في مسابقة كأس فرنسا قبل ان يفوز بعد عرض مقبول نسبياً على تولوز بثلاثة لواحد في بطولة الدوري مع هدفين للبرازيلي نينيه.. ومن اليوم وحتى نهاية فترة الانتقالات الشتوية آخر يناير الجاري سيكون لكل حادث حديث.
ويغني كل مدرب على ليلاه أو يجسد مثلاً شعبياً.. وها هو صانع أمجاد مانشستر يونايتد اليكس فيرغسون يتمسك بالمثل القائل «التاجر المفلس يراجع دفاتره القديمة».. نفض الغبار عن بول سكولز «37 عاماً» فأثارت خطوته انتقادات حادة.. ولكن حتى يثبت سكولز أن مدربه على حق قاده مساء السبت الى الفوز على بولتون بثلاثة لواحد وقد سجل له هدفه الأول مع نهاية الشوط الأول، وعندما حل محله المخضرم الاخر راين غيغز «38 عاماً» إذ به يهدي زميله مايكل كاريك هدف الاطمئنان.. وبعد، لا يعجب أحد لماذا تدهور مستوى اليونايتد بالمقارنة مع ما كان عليه قبل أن يرحل عنه كريستيانو رونالدو.