ما الذي يعتقد الرئيس الانتقالي اليمني أنه سيجنيه إذا هو واصل أسلوبه في العمل وزراعة الكمائن والفخاخ حول حزبه ورئيسه؟ وصل الأمر بهادي إلى الإلحاح اليائس على خطة إعدام معنوي وسياسي بحق سلفه علي عبدالله صالح. انشغل هادي وشغل جل جهده وعهده ببرنامج غريب لرئيس دولة, يقوم على تهشيم أهم وأبرز ضماناته وحلفائه. أضمر واظهر قدرا مفاجئا من العدائية المشددة إزاء الرئيس السابق ومتبنيه الأول للرئاسة خلفا له ... لا بل متبنيه من أعوام تنبو على السبع والعشرين. كان ولا يزال السؤال الغصة يحشرج في حلق المروءة وحنجرة الرجال: لماذا يفعل هادي هذا بنفسه؟؟ من اسف أن الرجل الذي عقدت عليه الآمال الخضراء يمنيا لقيادة مرحلة صعبة وحساسة إلى شاطئ التخارج الآمن من محاذير الغرق والهلكة, كان مستعدا كأكثر شيئ لتبديد فرصة نادرة للتعملق واتته على طبق من ذهب. اختار عامدا متعمدا أن يسلك طريقا صعبا ووعرا وشاقا.. لعب سياسة أنانية أكثر مما يجب ومما هو مسموح لمثله وفي موقعه. استعدى شطرا كبيرا من قواعده ومناصريه ومحالفيه الحزبيين المؤتمريين باستعداءه النكد إلى حدود طائشة تماما لشخص صالح ولموقعه ولرمزيته في نفوس "الصالحيين" المحبين المتحدين بصالح. لماذا فعل ويفعل ذلك؟ هكذا أراد... أو أريد له ومنه في ضفة حلفاء العهد والحكم والصدفة الرئاسية الهابطة من رحم الأقدار. القرارات والممارسات المتعنتة والمخالفة للفطرة المدنية وللطبيعة السياسية وللمنطق القانوني والعرف الساري والجاري, كانت أكثر من كارثية ولن يتنبه هادي لأثرها وتبعاتها إلا بعد فوات الأوان, إذا حالفه الحظ إلى التنبه؟ إطلاق متهمين رئيسيين في جريمة مدوية وغير مسبوقة مثل تفجير جامع النهدين, وبجرة قرار وأمر أعلى, لهو ما يقال فيه وعنه سوء تقدير وتدبير ومجانبة الصواب والتوفيق. ل:ان هادي تعمد إيذاء وإيلام وتحدي معسكر صالح شخصيا في المؤتمر الشعبي. هل فكر بأسر وذوي الضحايا؟ هل عمل حسابا لمقتضيات العدالة وأمانة المسئولية الملقاة على عاتقه كرئيس حاكم في ذمته تتعلق بلاد وتتدلى رقاب الملايين باحثة عن الأمان والأمل والإنصاف والإسعاف؟؟ راكم هادي في طريق عهده الرئاسي الوجيز نسبيا معارضين وناقدين ورافضين كثر في صفوف المؤتمر الشعبي العام. ليس هو من يفضله أو سيصوت له هؤلاء. وهم يتزايدون باستمرار. الراجح هو أنهم لا يرونه البديل لصالح على رأس المؤتمر. والأبعد هو أنهم لن يصوتوا له في اقتراع رئاسي قادم حتى لو حدث أن رشحه المؤتمر. على الأقل أحصي المئات من الاصوات والحالات المشابهة نساء ورجالا وشبابا. هؤلاء كمقياس متوسط يشيرون إلى عشرات الآلاف ويتضاعف العدد إلى مئات الآلاف باتساع دائرة الرصد والإستقصاء مكانا وزمانا. خسر هادي بكثرة وكان هذا نجاحه الكبير في التوقيت الخطأ !! - صحيفة المنتصف