ليست المرة الأولى التي يتعمّدُ فيها بعضُ الزملاء نشرَ أخبار مثيرة ومفبركة عن إصابة رئيس المؤتمر الشعبي العام الزعيم علي عبد الله صالح حتى نقول إنهم قد وقعوا ضحية لتضليل مصدررهم المقرب الذي طلب عدم الكشف عن هويته كما يرددون، فالخبرُ بالصيغة نفسها قد نُشر أكثر من مرة خلال الأزمة الحالية. ندرك جيداً أن من حق هؤلاء الانضواء تحت عباءة أي حزب سياسي، والدفاع عن توجهات أحزابهم من خلال إبداء آرائهم بالصورة التي تناسبهم وتحترم الآخرين، إنما أن يلجأوا إلى مثل هذه الأساليب؛ فأعتقد أنهم قد وضعوا أنفسهم في المكان الخطأ لأنهم قد فقدوا أهمَّ عنصر من عناصر العلاقة بينهم وبين المتلقي وهو المصداقية. كيف لا وقد عمدوا لمرات عديدة إلى تضليل الرأي العام المحلي والخارجي وصنعوا قصصاً وحكايات من نسج خيالهم وتكهناتهم ، على الرغم من أن المرض والعافية والحياة واموت بيد الله سبحانه وتعالى؟!. بصراحة أكثر، لقد كشفت لنا هذه الأزمة المريرة حقائق أمرَّ لم نكن نتوقعها ولا نريد أن نصل إليها بهذه الصورة القاتمة، بالذات فيما يتعلق بنشر الأخبار الكاذبة والمختلقة تماماً، بعد أن كُنّا نرى في هؤلاء مثلاً أعلى في المهنية التي كانوا يدعون الاستماتة في الدفاع عنها، وجعلونا نصدق تلك الخطب الرنانة التي ما لبثت أن تكشفت بهذا الشكل المريع. ليس هذا الخبر المُختلق هو ما أثارَ شجوني؛ فهناك عشراتُ الأخبار والقصص التي ثبتَ عدمُ صحتها بالمطلق، وأعتقد أنه لا داعي للإشارة إليها هنا. أعرفُ أن الكمال لله سبحانه وتعالى وحده، وأن جميعنا خطّاءون، ولسنا معصومين من الوقوع في أخطاء كهذه لا قدّر الله؛ لكن أن نتعمّدَ الخطأ ونُصرَّ على الوقوع فيه مرات عديدة إرضاءً لنزوات معينة أو انتقاماً من جهة أو حزب أو شخص، فهذا مالا يرضاه عاقل ولا يقبل به إنسان يمتلك ذرة من إيمان بسمو صاحبة الجلالة، لما سيترتب على ذلك من تداعيات وما ستتركه من آثار سلبية في جميع الاتجاهات والمجالات. وهنا نتساءل: لماذا تكرار نشر مثل هذه الأخبار في هذا الوقت الحساس بالذات، وأين الحرص على سلامة البلد التي لم تسلم من أبنائها قبل أعدائها؟ وكيف يتجاوزون القاعدة الإعلامية المعروفة ( الخبر مُقدّس والرأي حر )؟