نخب المركز غير واعية ولا مستعدة لتفهم ما يحدث شرقا, لا نملك في الأثناء سلطة ومؤسسة حكم يمكن التعويل عليها أو مخاطبتها أو حتى تقريعها. سكان المخابئ هؤلاء كحاطبي ليل, لا يعول عليهم. إنهم الكارثة التي تساوي ثقبا في جدار السد.. يوشك أن يدهمنا السيل أيها الغُفاة, ويوشك اليمنيون أن يدفعوا أثمانا باهضة. ما لدينا, هنا في مركز معزول عن أطراف البلاد, ليسوا أقل من أمراء حرب وسباع تتحلق على جثة حاضر يتعفن دون عتبة المستقبل بفراسخ. إنهم مشغولون بهندسة مستقبل كراسيهم وتوزع غنائم المرحلة على موقد التمديد. ولكن تمديد ماذا؟ ومن؟ في موفمبيك والستين يذبح اليمن. بمعنى الكلمة لا أقل. في حضرموت وشبوة, هناك مياه كثيرة تجري. صدقوني, المآلات خطرة. الأمر كما أستشعر وأكون فكرة عما يجري, من الأخبار ومتابعة المصادر المحلية والمواقف المتفاقمة, يتعدى بمسافات شاسعة ما تفكر به أو ما يحلو لها أن تفكر به النخب المنزوية, هنا, على هامش اليمن مترامي الأطراف. حضرموت الكبيرة... جل اليمن ومعظمه, التي لم يزرها ابدا رئيسا الجمهورية والحكومة, ليست ضيعة في العصيمات ولا تبة في صنعاء يستقوي عليها رئيس بشيخ أو شيخ برئيس. هنا اليمن الذي لا تعرفونه ولا يسعكم أيها السماسرة المتخمون بالفشل والعجز أن تفهمونه. إنكم تضيعوننا وبلادنا. هذا أكثر مما نحتمل أو تحتمله اليمن. وتخططون لامتطاء البلاد والعباد مستقبلا؟ وهل يتبقى مستقبل, بالنظر إلى ما هو كائن ويكون... وإلى وجوهكم؟!