بعد التحية بقي القليل ويكتبون عن شيخ رآك، في منامه، تصلي مع النبي، وفي المسجد الحرام. لكننا نريدك هنا، قريبا منا، وبجوارنا، فأنت لم تفعل شيئا بعد، وليس هذا وقت إسرائك ومعراجك، فضلا عن كون "جبريل" عليه السلام مش فاضي لك، فهو لم ينته بعد من مهمة النزول والطلوع لمناصرة "الرئيس الشرعي". بكلمة أخرى: ليس هذا وقت ولادة "مرسي" صغير بمقامط رخوة، وهي الصورة التي يقترحها لك اليوم إعلام "الإخوان" بكل ما في خياله من بؤس. شعرت بالخجل؛ وأنا أقرأ أمس قصة "التاكسي المسروق"، القصة خفيفة إن كانت اختلاقا، أما إن كانت حقيقية فإن بطلها (الذي هو أنت) يصبح أكثر خفة. ينتظر اليمنيون اختفاء آخر نقطة أمنية وعسكرية من شوارع عاصمتهم، ومدنهم، بينما تنفذ أنت بطولة طفولية للتأكد من جاهزية وكفاءة هذه النقاط!! ليست المشكلة في يقظة النقاط داخل العاصمة أو في غفلتها، المشكلة في الوضع المتردي للجهاز الأمني برمته، ولولا الرداءة في كفاءة الجهاز الذي تديره وزارتك لما احتجنا إلى وجود نقاط أمنية داخل مدننا من الأساس. هل تنكرت فعلا ونفذت جولة على ظهر تاكسي بعد الإبلاغ بأنه مسروق، ولكي تختبر النقاط؟ قد لا تكون فعلت لكنك صمت وأنت تشاهد انتشار القصة الخرقاء في إعلام جماعتك (وليس عيبا بالمناسبة أن تكون منتميا إلى جماعة)، مدشنا بالقصة طريقك نحو تضخم الذات وضحالة الأداء. (تقول القصة إنك تجاوزت بالتاكسي المبلغ عنه كل النقاط الأمنية، ثم لا يخبرنا المخيال الركيك لكاتبها ما الذي فعلته لاحقا مع هذه النقاط كإجراء عقابي أو تصحيحي!!) هناك فرق بين وزير مهووس بعمله، وآخر مهووس بالإعلام، الأول يترك أثرا، والثاني يتحول إلى "مهرج". خذها في أذنك حكمة حياة: الإعلام بدون إنجاز، يصنع منك مهرجا فقط. إصنع إنجازا وسيأتيك الإعلام بقدميه، دون أن يكلفك ذلك فلسا واحدا تنفقه على موائد التلميع والعلاقات العامة. دع المراهقة المهنية التي تستغرقك الآن، إعمل في الظلام واستفد من تفاؤل عديدين بك استنادا إلى بضعة إجراءات اتخذتها حتى الآن. تحياتي