علماء وهيئات إسلامية في دول عدة ينعون العلامة الشيخ عبد المجيد الزنداني    تفاصيل لقاء جمع مسؤولين عمانيين ووفد حوثي بالمبعوث الأممي    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و183    الشيخ بن بريك: علماء الإسلام عند موت أحد من رؤوس الضلال يحمدون الله    القبض على مقيم يمني في السعودية بسبب محادثة .. شاهد ما قاله عن ''محمد بن سلمان'' (فيديو)    لابورتا بعد بيان ناري: في هذه الحالة سنطلب إعادة الكلاسيكو    انقطاع الشريان الوحيد المؤدي إلى مدينة تعز بسبب السيول وتضرر عدد من السيارات (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مكان وموعد تشييع جثمان الشيخ عبدالمجيد الزنداني    شبام يستعد توازنة أمام التعاون بالعقاد في البطولة الرمضانية لكرة السلة بحضرموت    قيادي حوثي يقتحم قاعة الأختبارات بإحدى الكليات بجامعة ذمار ويطرد الطلاب    التضامن يقترب من حسم بطاقة الصعود الثانية بفوز كبير على سمعون    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    ميلشيا الحوثي تشن حملة اعتقالات غير معلنة بصنعاء ومصادر تكشف السبب الصادم!    برئاسة القاضية سوسن الحوثي .. محاكمة صورية بصنعاء لقضية المبيدات السامة المتورط فيها اكثر من 25 متهم    في اليوم ال 199 لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.. 34151 شهيدًا ونحو 77084 جريحا    دعاء مستجاب لكل شيء    الحوثيون يستجيبون لوساطة قبلية للسماح بإقامة مراسيم الدفن والعزاء للزنداني بصنعاء    ذمار: اندلاع حرب أهلية مصغرة تُثبت فشل الحوثيين في إدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم    حزب الرشاد يعزي في وفاة الشيخ الزنداني عضو الهيئة العليا للإصلاح    - عاجل محكمة الاموال العامة برئاسة القاضية سوسن الحوثي تحاكم دغسان وعدد من التجار اليوم الثلاثاء بعد نشر الاوراق الاسبوع الماضي لاستدعاء المحكمة لهم عام2014ا وتجميدها    رئيس مجلس القيادة: برحيل الشيخ الزنداني خسرت الأمة مناضلاً جمهورياً كبيراً    ديزل النجاة يُعيد عدن إلى الحياة    الكشف عن علاقة الشيخ الراحل "عبدالمجيد الزنداني" مع الحوثيين    الزنداني كقائد جمهوري وفارس جماهيري    عودة الزحام لمنفذ الوديعة.. أزمة تتكرر مع كل موسم    رئاسة الجمهورية تنعي الشيخ عبدالمجيد الزنداني وتشيد بدوره في مقارعة النظام الإمامي    غضب المعلمين الجنوبيين.. انتفاضة مستمرة بحثا عن حقوق مشروعة    وزير الصحة يشارك في اجتماعات نشاط التقييم الذاتي لبرنامج التحصين بالقاهرة    ماني يتوج بجائزة الافضل في الجولة ال 28 من دوري روشن السعودي    من هو الشيخ عبدالمجيد الزنداني.. سيرة ذاتية    الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب تحتفل باليوم العربي للتوعية بآلام ومآسي ضحايا الأعمال الإرهابية    الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني يبعث برقية عزاء ومواساة الى اللواء احمد عبدالله تركي محافظ محافظة لحج بوفاة نجله مميز    «كاك بنك» يكرم شركة المفلحي للصرافة تقديراً لشراكتها المتميزة في صرف الحوالات الصادرة عبر منتج كاك حوالة    تراجع هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر.. "كمل امكذب"!!    راتكليف يطلب من جماهير اليونايتد المزيد من الصبر    مجازر صباحية وسط قطاع غزة تخلف عشرات الشهداء والجرحى    مستشار الرئيس الزبيدي: مصفاة نفط خاصة في شبوة مطلبا عادلًا وحقا مشروعا    ارتفاع الوفيات الناجمة عن السيول في حضرموت والمهرة    انخفاض أسعار الذهب مع انحسار التوترات في الشرق الأوسط    ريال مدريد يقتنص فوزا ثمينا على برشلونة في "كلاسيكو مثير"    مع الوثائق عملا بحق الرد    لماذا يشجع معظم اليمنيين فريق (البرشا)؟    الزنداني يكذب على العالم باكتشاف علاج للإيدز ويرفض نشر معلوماته    الدعاء موقوف بين السماء والأرض حتى تفعل هذا الأمر    فاسكيز يقود ريال مدريد لحسم الكلاسيكو امام برشلونة    الحكومة تطالب بإدانة دولية لجريمة إغراق الحوثيين مناطق سيطرتهم بالمبيدات القاتلة    النقد الدولي: ارتفاع الطلب الأميركي يحفز النمو العالمي    المواصفات والمقاييس تختتم برنامج التدريب على كفاءة الطاقة بالتعاون مع هيئة التقييس الخليجي    الأهداف التعليمية والتربوية في قصص القاضي العمراني (1)    لحظة يازمن    بعد الهجمة الواسعة.. مسؤول سابق يعلق على عودة الفنان حسين محب إلى صنعاء    المساح واستيقاف الزمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شرف الجند والجندية في الشريعة الاسلامية (الحلقة الاولى والثانية)
نشر في يمن لايف يوم 07 - 08 - 2014

لقد كرم الله الجيش والجند والجنود ، وشرفهم عمن سواهم من أبناء المجتمع الاسلامي ، ومدحهم وإثناء عليهم في كثير من آيات القرآن الكريم ووصفهم بصفات الرجولة والصدق والوفاء في جميع مراحل الحياة العسكرية ، المتمثلة بمراحلها الرئيسية السلم والحشد والحرب والقتال . وبصورة عامة في السلم والحرب .
قال تعالى :
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً الاحزاب (23) فقد احتوت الاية على أربع صفات ، وهي صفة الايمان ، والرجولة والصدقة ، والوفاء ، وهذه الصفات هي العناصر الرئيسية التي تتشكل منها العقائد العسكرية ، وتنتصر بها الجيوش وتعظم بأصحابها حرمة الاديان ، وتبنى المجتمعات ، وتقوم الأنظمة ،وتشيد الحضارات الشامخة لتناطح بشموخها عوامل التعرية عبر ألتاريخ ، وقد انقسمت الاية في سياقها الترتيبي وبيانها القراني اللطيف الى مشهدين .
المشهد الاول : الايمان اساس الرجولة الصادقة"
قوله : من المؤمنين : جار ومجرور متعلق بخبر مقدم لرجال ، وحرف من هنا للتبعيض أي البعض من المؤمنين ، من استحق أو يستحق أن يتصف بالصفات الآتية في سياق الاية ، والموصوف المقصود بالخطاب هم فئة الجيش ، لأن الجيش فئة من المجتمع وليس كل المجتمع ، وحقيقة الايمان لغة ، التصديق ، قال تعالى : وما أنت بمؤمن لنا ،اي مصدق لنا ، وشرعا ، الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالقدر خيره وشره ، وهو يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي ،ويعتبر عنصر الايمان من اهم العناصر التي تتشكل منها العقائد العسكرية والقتالية للجيوش ، حيث ترتكز العسكرية الاسلامية على عنصرين هما الجهاد والإيمان ، ولما كان عنصر الايمان من عناصر العقيدة العسكرية الاسلامية علمنا بأن الموصوف المقصود بهذا المدح والثناء الرباني هم فئة الجيش ، وإنما ووصفهم بالإيمان زيادة في المدح والثناء ، بما يقوي من عزائمهم ويدفع بهم الى التضحية والفداء ، بروح معنوية عالية ، لأن الانسان عندما تثني عليه بصفات يعرفها في نفسه ، يزداد بذله في العطاء والإنتاج ، وهذه فائدة جليلة ينبغي على قادة الجيوش التمسك بها وتطبيقها قس حساتهم العملية ، في ميادين الحياة العسكرية .
قوله : رجالٌ : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة على اخره، وجاز الابتداء به ، لأنه موصوف بجملة صدقوا ، زالمتفق عليه عند علماء اللغة جواز الابتداء بالنكرة الموصوفة ، وجاء به نكرة هنا للدلالة على استغراق الموصوف لجميع معاني الصفة ، لأن النكرات في السياق تفيد العموم ، ومعنى ذلك أن هؤلاء الجنود المؤمنين اتصفوا بكل معاني وصفات الرجولة المتصفة بالصدق الذي لا يحتمل البين والكذب . وقد أختلف الناس في تفسير معنى الرجولة فمنهم من يفسرها بالقوة والشجاعة، ومنهم من يفسرها بالزعامة والقيادة والحزم، ومنهم يفسر الرجولة بالكرم وتضييف الضيوف ، لكن الرجولة بمفهومها الصحيح ومعناها الحقيقي هو ما ذكره الله تبارك وتعالى في ثنايا كتابه العزيزالذي: لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:42]. ومدح به جنود الارض المؤمنين بقوله : من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه .
ووصفهم بالرجولة ولم يصفهم بالذكورية ، لأن هناك فرقٌ بين الرجل والذكر، فكل رجل ذكر، وليس كل ذكر رجل ، وما أكثر الذكور لكن الرجال منهم قليل ، ولقد جاءت كلمة «ذكر» في القرآن الكريم غالباً في المواطن الدنيوية التي يجتمع فيها الجميع، مثل الخلق وتوزيع الإرث وما أشبه ذلك ، أما كلمة رجل فلم تأتي إلا في المواطن الخاصة التي يحبها الله تعالى ، ولذلك كان رسل الله إلى الناس كلهم رجال قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا [يوسف:109].
فيرشدنا هذا التوصيف الرباني الدقيق ، الى الكثير من الامور والكنوز الثمينة الكامنة في معاني الرجولة والرجال :
الامرالأول :يرشدنا الى أن معاني الرجولة هي "
1 تحمُّلُ المسئولية في الذب عن التوحيد، والدفاع عن الدين والوطن ، وحماية أبناء المجتمع ، قال الله تعالى: وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ [القصص:20]. ما الذي جعله يأتي من أقاصي المدينة ، ولم يأتي يمشي بل جاء يسعى لماذا ؟ دفاعاً عن أولياء الله والدعاة الى الله ، والرجال الاوفياء للدين والوطن ، إنها الرجولة الحقة بكل معانيها.
2 إن الرجولة: قوةٌ في القول، وصدعٌ بالحق، كلمة حق عند سلطان جائر، قال الله تعالى: وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ [غافر:28].
3 إن الرجولة: ثبات أمام الملهيات ، واستعلاء على المغريات ،وصمود أمام المدلهمات والفتن ، حذراً من يوم عصيب يشيب فيه الولدان وتتبدل الأرض غير الأرض والسماوات، قال الله تعالى: رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ [النور:37].
4 إن الرجولة: رأيٌ سديد، وكلمة طيبة، ومروءةٌ وشهامةٌ، وتعاون وتضامن .فالجيوش لا تنتصر إلا بتشجيع شعوبها والتعاون في اعداد الجيوش ماديا ومعنويا من أقرب القربات الى الله ، وأن التعاون والتضامن مع الجيش واجب ديني ووطني وضرورة اجتماعية لأنه يحمي بيضة الدين وديار وأعراض المسلمين .
5 أن الرجولة هي اليقظة والحس الامني الرفيع والاستعداد لأي هجوم معادي يستهدف تدمير الدين والوطن وطمس الهوية الدينية ، وترسيخ النظام والقانون ،والسهر على تحقيق الامن والاستقرار ، وحماية المجتمع من الداخل ، من اي عدو مندس يريد نشر الفوضى وتدمير البلاد والعباد وتمزيق النسيج الاجتماعي من الداخل.
الامرالثاني :يرشدنا الى المحاضن والبيئة التي يتربى فها الرجال :
إن الرجال : لن يتربوا إلا في ظلال العقائد الراسخة ، والفضائل الثابتة ، والأخلاق الحسنة. وفي ظلال القران والسنة النبوية. وفي معسكرات الجندية ومعسكرات الحياة العسكرية الراقية ، فالجيوش القوية لا تبنى إلا في المجتمعات الحية ،التي تربي أبناءها على حب الدين والوطن ،والعمل بروح التعاون والتضامن ، لتحقيق مقومات المجهود الحربي ، المادية والمعنوية بإخلاص وطني منقطع ألنظير وترسخ في عقولهم وقلوبهم ووجدانهم عامل الفخر والاعتزاز ، وحب الانتماء للجيش والوطني ، إن القوة ليست بحد السلاح بقدر ما هي في قلب الجندي، والتربية ليست في صفحات الكتاب بقدر ما هي في روح المعلم.
إن خير ما تقوم به دولة لشعبها ، وأعظم ما يقوم عليه منهج تعليمي، وأفضل ما تتعاون عليه أدوات التوجيه كلها من صحافة وإذاعة، ومسجد ومدرسة، هو صناعة هذه الرجولة، وتربية هذا الطراز من الرجال.
فنحن بحاجة إلى الرجال الذين يثبتون وسط الأزمات التي تعصف بالمسلمين ، والفتن التي تجعل الحليم حيراناً , نحتاج إلى رجال يبصرون الناس بالدين ، إلى رجال يكونون قدوة للناس ، إلى رجال يُثبِّتُون الناس على شرع الله.
والجيوش القوية دائما بحاجة ماسة الى الغذاء المادي البشري والدماء الجديدة والطاقات الشابة التي تحاكي بطولاتها العسكرية ، وتخلد مآثرها البطولية وتتوارث مهاراتها وخبراتها ،الفنية والإدارية والحربية ، فإذا لم يتحقق للجيوش القوية هذا الجانب الاجتماعي ، تموت بطولاتها وتتهالك مقدراتها وتندثر مهاراتها وخبراتها الفنية والإدارية والحربية ، مهما كانت قواتها وعتادها العسكري .
الامرالثالث : يرشدنا الى معادن الرجال:
إن الرجال هم الذين يَصدُقون في عهودهم، ويوفون بوعودهم، ويثبتون على الطريق، قال الله تعالى: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا [الأحزاب:23].
إن الرجال: لا يُقاسون بضخامة أجسادهم وبهاء صورهم، وقوة أجسامهم وإنما بقوة مايحملون من عقيدة دينية ووطنية ، فعن علي بن أبي طالب ا قال: «أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود ا فصعد على شجرةٍ أمره أن يأتيه منها بشيء فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله بن مسعود ا حين صعد الشجرة فضحكوا من دقة ساقيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أتعجبون من دقّة ساقيه؟! إنّهما أثقل في الميزان من جبل أحد » [رواه أحمد وصححه ابن حبان].
إن الرجال: هم الذين يعلمون علم اليقين أن الأمة لا يمكن تقوم لها قائمة ولايمكن أن تكون لها سيادة وطنية مهابة وراية مرفوعة ترفرف خفاقة بين الامم الحية ،إلا بجيش وطني قوي به رجال يحملون من الدين والولاء ما يجعلهم بجودن بأرواحهم في سبيل الوطن دون تردد ،
إن الرجولة قول وفعلٌ,,,,,,,,,,,وأن الرجولة تعني ,الكرامة
وأن الرجولة توحيد ربٍ,,,,,,,,,,,بكل العبادةِ ثم ,استقامة
وأن الرجولة حبٌ ,لدين,,,,,,,,يكون الجهاد بأعلى ,سنامه
وأن الرجولة زُهد وتركٌ,,,,,,,,,,,,لدُنيا وجاهٍ رفيع ,مقامه
وأن الرجولة عزمٌ وصبرٌ,,,,,,,,,,على النازلاتِ وعسر الإقامة
وأن الرجولة كر ,وفرٌ,,,,,,,,,,,,ونصرٌ منَ اللهِ يُرجَى ,تمامه
فعند الأزمات تشتد الحاجة لوجود الرجال الأوفياء في المجالس والمتارس ،وعند الفتن نحتاج إلى رجال يثبتون على الحق ويدافعون عن الحق ولا يخافون في الله لومة لائم. وقَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ [المائدة:23].
حاصر خالد بن الوليد «الحيرة» فطلب من أبي بكر مدداً، فأمده برجل واحد ، وهو القعقاع بن عمرو التميمي وقال: لا يهزم جيش فيه مثله، ولصوت القعقاع في الجيش خيرٌ من ألف مقاتل .
ولما طلب عمرو بن العاص المدد من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في فتح مصر كتب إليه: «أما بعد :: فإني أمددتك بأربعة آلاف رجل، على كل ألف: رجل منهم مقام الألف: الزبير بن العوام، والمقداد بن عمرو، وعبادة بن الصامت، ومسلمة بن مخلد».
ففي دار من دور المدينة المباركة جلس عمر بن الخطاب القائد الاعلا للجيش الاسلامي ، هو وجماعة من أصحابه فقال لهم : تمنوا ؛ فقال أحدهم: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءةٌ ذهباً أنفقه في سبيل الله. ثم قال عمر: تمنوا، فقال رجل آخر: أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤاً وزبرجداً وجوهراً أنفقه في سبيل الله وأتصدق به. ثم قال: تمنوا، فقالوا: ما ندري ما نقول يا أمير المؤمنين ؟ فقال عمر: ولكني أتمنى رجالاً مثلَ أبي عبيدة بنِ الجراح، ومعاذِ بنِ جبلٍ، وسالمٍ مولى أبي حذيفة، فأستعين بهم على إعلاء كلمة الله.
رحم الله عمر القائد الملهم ، لقد كان خبيراً بما تقوم به الحضارات الحقة، وتنهض به الرسالات الكبيرة ، وتحيا به الأمم الهامدة.إنهم الرجال .. أقوياء الإيمان أقوياء العزائم ، فهم أعز من كل معدن نفيس، وأغلى من كل جوهر ثمين .

قوله : صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ :

صدقوا ، صفة للمتبدء المؤخر ( رجال) وهي شهادة من الله عز وجل للجنود وصفة ربانية وصفهم بها لتميزهم عن غيرهم ، في سلوكهم واخلاقهم وعادتهم وتقاليدهم ، وتضحياتهم وبسالتهم ، وصدقوا مع الله ومع انفسهم ومجتمعهم في ثلاث مراحل رئيسية للجيش ، المرحلة الاولى : صدقوا مع الله وأنفسهم وقادتهم ، عندما عملوا بإخلاص على تحقيق الاركان الرئيسية للجاهزية القتالية ، وهي : الاعداد التدريبي ، والإعداد العملياتي ، والإعداد المعنوي ، وصدقوا مع الله وأنفسهم وجيشهم ،في الحالات الرئيسية التي يعيشها الجيش وهي: حالة الاستعداد العادي وحالة الاستعداد العالي ، وحالة الاستعداد القتالي ، وصدقوا مع الله وأنفسهم ومجتمعهم ،ووفوا بوعدهم ، في المراحل الرئيسية للحياة العسكرية ، وهي : مرحلة السلم ، التي يجري فيها الاعداد والتدريب والتغيير ، ومرحلة الحشد والانتظار ، ومرحلة الحرب والقتال ، ولذلك استحقوا أن يصفهم الله بهذه الصفة العظيمة ويثني عليهم بها ، فالصدق صفة أساسية في بناء المجتمع المسلم ، وقاعدة جليلة ، تقوم عليها حياة الفرد وبناء الجماعة ، فإذا فقد الصدق ، فقدت الاستقامة والثقة ضعفت الأواصر وتهاوت العلاقات بين الافراد والجماعات . وإن الصدق مع الناس أمر في غاية الأهمية؛ إذ به تحصل الطمأنينة، وتُبنى جسور الثقة، وقد كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم صديقا وسمى الصادق الامين ، وكان صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه على التمسك بهذه الصفة وتطبيقها في جميع شؤون حياتهم العملية والاجتماعية ، ففي الحديث الصحيح : عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: .
عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق، حتى يُكتب عند الله صديقا. وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذابا. صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.
فالحديث الشريف من جوامع كلمه صلي الله عليه وسلم، فبالإضافة إلى ما فيه من حث على الصدق وبيان فضله، وتنفير من الكذب وبيان سوء عاقبته، نجد في اختيار ألفاظ الحديث وصياغته، ما يثير اهتمام المتلقي بما يلقى إليه، وما يؤكد المعاني ويرسخها في وجدانه، إضافة إلى ما تحمله ألفاظه القليلة من معان تكاد تستوعب جوانب الخير كلها.
وإنما وصفهم الله بالصدق : لأنه من اجمل ما يتحلى به الانسان من الصفا ت ، التي تورث صاحبها الاحترام والمحبة ، وليس اجمل من ان يتحرى الانسان الصدق في اقواله وافعاله ، ومن اعتاد الصدق حظي بالثناء الجميل من سائر الناس وثقتهم، قال تعالى: { وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً }[مريم: ]. و قال على بن أبي طالب - رضي الله عنه - : (من كانت له عند الناس ثلاث وجبت له عليهم ثلاث: من إذا حدثهم صدقهم، وإذا ائتمنوه لم يخنهم، وإذا وعدهم وفى لهم، وجب له عليهم أن تحبه قلوبهم، وتنطق بالثناء عليه ألسنتهم، وتظهر له معونتهم.
ويقول ابن القيم: (الصدق هو الطريق الأقوم الذي من لم يسر فيه فهو من المنقطعين الهالكين، وبه تميز أهل النفاق من أهل الإيمان، وسكان الجنان من أهل النيران، وهو سيف الله في أرضه الذي ما وضع على شيء إلا قطعه، ولا واجه باطلا إلا أرداه وصرعه، من صال به لم ترد صولته، ومن نطق به علت على الخصوم كلمته. فهو روح الأعمال ومحك الأحوال والحامل على اقتحام الأهوال، والباب الذي دخل منه الواصلون إلى حضرة ذي الجلال، وهو أساس بناء الدين، وعمود فسطاط اليقين، ودرجته تالية لدرجة «النبوة» التي هي أرفع درجات العالمين . وهذا يدل على سمو وشرف الجنود وعلى مكانتهم في الشريعة الاسلامية .ويرفع من روحهم المعنوية ، ويقوي ارادتهم القتالية في ساحة الوغى .
عود لسانك قول الصدق تحظ به ......... إن اللسان لما عودت معتاد

قوله : ما عاهدوا الله عليه) ما ) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به و(عاهدوا الله .. فعل وفاعل ، ولفظ الجلالة منصوب ، و(عليه) جار ومجرور متعلق بالفعل الماضي (عاهدوا .. والمعنى أن هؤلاء الجمزد المؤمنين الذين التصقوا بالرجولة والصدق ، قد صدقوا بالذي عاهدوا الله عليه و التزموا بمضامين قسمهم العسكري ، في جميع مراحل الحياة العسكرية الثلاث ، وهي مرحلة الاعداد والتدريب والتغيير ومرحلة الحشد والانتظار ، ومرحلة الحرب والقتال ، التي سيأتي الكلام على ذكرها في سياق الاية الكريمة ، وهذه شهادة ربانية للجنود تميزهم عن غيرهم لتجعل وسام الوفاء الالهي ، على صدورهم ،لا يستطيع انزاله احد أو ينازعهم عليه أحد ، لأنه من الله عالم الغيب والشهادة. والوفاء بالعهد والوعد ، أدب رباني حميد ، وخلق نبوي كريم ، وسلوك إسلامي نبيل ، وهو صفة عامة في كل مسلم ، لأن الاصل في المسلم الصدق والوفاء بالعهود والمواثيق ، فهو شرفٌ يحمله المسلم على عاتقه ،لأنه أساس كرامة الإنسان في دنياه ، وسعادته في أخرته ، لكن لما مدح الله الجنود بصفة الوفاء وأثناء عليهم بها في الميادين العسكرية ، أعطاها طابع الخصوصية ، من معاني الوفاء بالعهد والوعد والأيمان والقسم ، وفي هذا إيماء لطيف من الله سبحانه ، الى الوفاء بالقسم العسكري ، الذي يؤديه الجنود الخريجون أمام الحاضرين ، باعتباره من أهم قيم الجندية ، ومن الاداب والأخلاق والتقاليد العسكرية ، التي يحرص خبراء الجيوش وقاداتها على غرس مضامينه ، في عقول وقلوب ووحدان جنودهم في جميع ميادين الحياة العسكرية بصورة عامة ، ويأخذ القسم العسكري أهميته من طبيعة المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتق العسكريين ؛ إذ بهم بعد الله تعالى تُصان الأديان ، وتُحمى الأوطان ، ويتحقق الأمن والأمان ، وتحتفظ الأمة بالعزة ورفعة الشأن. أما خطورته ، فمردّها إلى سوء العواقب وفداحة ألخسائر، التي قد تتجاوز حدود الوحدة العسكرية في أدنى تنظيم لها ، صعوداً إلى القوات المسلحة بسائر فروعها ؛ وقد تصل منتهاها لتشمل الأمة بأسرها. وما من شك في أن السقوط أو الانكسار العسكري ، لأي أمة من الأمم ، يحتاج إلى عقود طويلة لجبره ، وإمكانات وفيرة لِصَلْبه ، وعوامل كثيرة لتستعيد الأمة عافيتها، وتستردَّ ثقتها في قواتها المسلحة. وبعد نهاية الإعداد والتأهيل، وقُبيل التشريف بالتكليف للعمل في الوحدات الميدانية ، بما يكتنفه من أهمية وخطورة ، تأخذ المؤسسة العسكرية على منتسبيها عهداً وموثقاً، يتمثل في (القَسَم العسكري) الذي يُقْسِمه العسكريون، ويُلزمون به أنفسهم أمام الله تعالى، ثم أمام قادتهم ومواطنيهم على الوفاء بما حملوه من أمانة، وأداء ما تقبّلوه من مسؤولية ، مهما كلفهم ذلك من أرواحهم ودمائهم. وفي الاية الكريمة دلالة على شرف الجندية وقدسية الرسالة التي تلقا على عاتق منتسبيها ويستمدون منها الشرف والرفعة والمكانة الاجتماعية المقدسة يقول تاليوس ، لو كان في المجتمع فئة مقدسة فهي الجيش ، لأنهم حملوا أمانة الوفاء وتطبقوه في سلوكهم وعاداتهم واخلاقهم ، مرتين المرة الاولى وفاءهم بعهدهم مع الله كما هو سائر خلق الله المؤمنين الاوفياء ، أماالمرة الثانية ، فإنهم التزموا بمضامين قسمهم العسكري ، الذي اقسموه على انفسهم أمام قادتهم وزملاءهم ، وجعلوا الله عليه خير شاهد وشهيد .
وعهد الله نوع من أنواع اليمين ؛ لكن الفرق بين العهد وبين اليمين أن اليمين لها كفارة، ولكن العهد إذا نقض لا كفارة له، بل إنه يخرج صاحبه من الإسلام ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه ، قَالَ: مَا خَطَبَنَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا قال :
. له لا إِيمَانَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لَهُ، وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ ) وبالتالي فإن
الوفاء بالعهد خلق الانبياء وخصلة من خصال الأوفياء الصالحين ، ومنقبة من مناقب الرجال المخلصين ، روى قي السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان واعد رجلاً إلى صخرة فقال : أنا لك هنا حتى تأتي ، قال : اشتدت الشمس عليه ، فقال له أصحابه : يا رسول الله ، لو أنك تحوّلت إلى الظل قال : وعدته هاهنا ، وإن لم يجئ كان منه الحشر»
إنّها القدوة والتربية العملية لأصحابه ، صلى الله عليه وسلم ، فهو القائد الاعلا للجيش الاسلامي ، والقائد يلزمه شرعا أن يعطي مرؤوسيه ومن هم بعملون بأمره ، بيانا عمليا عن كيفية الالتزام بالعهد والوفاء بالوعد ، ولمن يقودهم ويتعامل معهم ، ويأمر بالصدق والوفاء في حياتهم شؤنهم العسكرية ،.. إنّه لا يريد أن يتزحزح عن المكان ، ولو لخطوات ، وإن تحمل أذى الشمس وحرّها ليفي بكلمته التي أطلقها : «أنا لك هنا» . . لذلك يجيب أصحابه أنا وعدته هاهنا . إنّه الاحترام الصادق للوعد وللكلمة ، والتربية على الالتزام الذاتي ، وتركيز الثقة بالعهود والمواثيق .
وإنما وصفهم بالوفاء بالعهد والوعد ،لأنه قيمة إنسانية وأخلاقية عظمى ، بها تُدعم الثقة بين الأفراد ، وتؤكد أواصر التعاون في المجتمع ، من جهة وبين الجيش والمجتمع من جهة أخرى..
ولأن الوفاء بالعهد من شعب الإيمان وخصاله الحميدة ،
ومن أهم واجبات الدين وخصال المتقين وخلال الراغبين في فضل رب العالمين ، وهو من صفات الله جل وعلا فهو أحق أن يُتصف به " وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ..
ومن سمات أهل الإيمان والتفوى " والموفون بعهدهم إذا عاهدوا .
ومن صفات أولي الألباب أهل العقول النيرة بكتاب الله وسنة رسول الله " إنما يتذكر أولوا الألباب * الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق)
وهو سبيل السالكين للوصول إلى أعلى الدرجات والقرب من رب البريات لقوله تعالى : ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما ..
ماكان لِله مِنْ وُدٍّ ومِنْ صِلَةٍ يَظلُّ..... في زَحْمَةِ الأَيَّامِ مَوْصُولا
يظلُّ ريّانَ مِنْ صِدقِ الوَفاءِ بِه.... يُغْني الحياةَ هُدىً قد كان مأمولا
ما أَجْملَ العُمرَ في بِرّ الوفاءِ وما..... أَحْلى أَمانيه تقديراً وتفعيلا
وما يكون لِغَيْر الله لا عَجَبٌ إِذا .........تَغَيَّرَ تقطيعاً وتبْديلا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.