لا شك بأن تسارع الاحداث غير المتوقعة في اليمن والمتفاقمة لحظه بلحظه جعلت المملكة العربية السعودية تفقد ثقتها في الرئيس عبد ربه منصور هادي وفي حكومته في مواجهة جماعة الحوثي التي تعتبرها المملكة أحد أكبر المهددات لأمنها القومي. إلا أنه وبعد أن اصبح تعويل المملكة شبه معدوم على هادي في حفظ أمنها الحدودي، أمتد أهتزاز ثقتها فيه أيضاً ليصل حد تخوفها من تقديم أي معونات مالية جديدة كون ضمان وصولها لمستحقيها من أبناء الشعب اليمني غير وارد.. مما انعكس سلباً على ذلك الدعم ليقتصر مؤخراً على معونة على هيئة مواد غذائية عينية فقط. هذا وكان سفير المملكة لدى اليمن محمد سعيد آل جابر قد كشف قبل يومين عن توجيهات ملكية بتقديم معونة غذائية لما يقدر ب 45 الف اسرة يمنية بتكلفة 54 مليون دولار. إلا أنه عاد اليوم ليوضح في تصريح جديد أن المعونة الغذائية التي وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للشعب اليمني ستستمر لمدة عام كامل وستغطي ربع مليون يمني ستتولى توزيعها هيئات إسلامية رسمية وفق آلية منظمة تضمن وصول المعونات إلى مستحقيها في جميع المحافظاتاليمنية وبإشراف السلطات الرسمية اليمنية وبمتابعة من البعثة الدبلوماسية. وهو ما يشي الى فقدان الجانب السعودي للثقة في هادي وحكومته في تسليم هذه المعونات لمستحقيها.. هذا وكانت صحيفة أهلية قد نشرت في وقت سابق تقريراً بعنوان كيف واين اختفت منحة سعودية لليمن بقيمة نصف مليار دولار؟؟ حيث كشفت سبب خروج السفير السعودي في صنعاء في وقت سابق بتصريح يوضح تقديم المملكة مبلغ 435 مليون دولار كدعم لصندوق الرعاية الاجتماعية، لتغطية احتياجات مليون ونصف مليون يمني من الفئات الأشد فقراً. وأوضح المصدر– الذي طلب عدم الكشف عن اسمه - بحسب ما نشرت صحيفة المنتصف الأسبوعية، أن الرئيس عبدربه منصور هادي، طلب من سفير الولاياتالمتحدة الأميركية بصنعاء، التدخل لدى الجانب السعودي، لتقديم مساعدات لليمن. وقال المصدر: إن الرئيس هادي أبلغ سفير واشنطن في صنعاء، بعدم تقديم الحكومة السعودية أي مساعدات لليمن، لافتاً إلى أن السفير الأمريكي بدوره أطلع سفير الرياض بالأمر، وطلب منه التواصل مع بلاده لتقديم مساعدات مالية لليمن. وأضاف المصدر ل"المنتصف"، أن السفير السعودي محمد سعيد آل جابر، تفاجأ بالأمر، فيما أكد لسفير واشنطن بأن حكومة بلاده قدمت مبلغ 435 مليون دولار كدعم لصندوق الرعاية الاجتماعية، لتغطية احتياجات مليون ونصف مليون يمني من الفئات الأشد فقراً في رمضان الفائت؛ غير أن الأخير رد بأن هادي أبلغه بعدم تقديم الجانب السعودي أي مساعدات مالية لليمن. ولفت إلى أن السفير الأمريكي بصنعاء، طلب لقاء هادي فور لقائه بالسفير السعودي، وهو ما تم بالفعل، مشيراً إلى أنه – السفير الأمريكي - نقل رد السفير السعودي للرئيس هادي، وسأله: أين ذهب المبلغ المالي المقدم من حكومة الرياض كمساعدة لليمن؟ إلا أن الأخير لم يقدم إجابة واضحة عن مصير المنحة. وفي السياق قال المصدر، إن المساعدة المالية التي قدمتها السعودية لليمن في شهر رمضان الماضي، بقيمة نصف مليار دولار، لم تورد إلى خزينة الدولة، وألمح إلى استحواذ هادي ومقربين منه على المبلغ. ونوه المصدر، إلى أن تصريح السفير السعودي الجديد بصنعاء، بتاريخ 20 أكتوبر المنصرم، عن تقديم الرياض مساعدة لليمن بقيمة 435 مليون دولار، كان رداً على مزاعم الرئيس هادي بعدم تلقي أي مساعدات مالية من السعودية، وهو ما نقله السفير الأمريكي لنظيره السعودي. وأعلن السفير السعودي الجديد في صنعاء، محمد سعيد آل جابر، أن المملكة قدمت لأشقائها في اليمن في رمضان الماضي 435 مليون دولار كدعم لصندوق الرعاية الاجتماعية، لتغطية احتياجات مليون ونصف مليون يمني من الفئات الأشد فقراً. وأضاف، آل جابر، الذي قدم أوراق اعتماده مؤخراً للرئيس عبد ربه منصور هادي، أن "بلاده قدمت، أيضاً، 12 مليون برميل نفط لمدة شهرين لليمن".