في آخر أيام 2014، نحو 33 قتيلاً وعشرات الجرحى في تفجير إنتحاري نفذته القاعدة في حفل حوثي خاص بالمولد النبوي في إب. وقبل نصف شهر، في 16 ديسمبر، القاعدة تفجر حافلة طالبات في الصفوف الأولى بسيارة مفخخة بحجة استهداف مقاتلين حوثيين في مدينة رداع، وتودي بحياة قرابة 26 قتيلاً وعشرات الجرحى، معظمهم من الطالبات الصغيرات في السن. وفي 9 أكتوبر، أكثر من 40 قتيلاً وعشرات الجرحى في تفجير انتحاري نفذته القاعدة في احتفال حوثي في ميدان التحرير بصنعاء. وقبل ذلك، في 9 أغسطس، قامت القاعدة بذبح 14 جندياً في حضرموت على الهوية بتهمة أنهم "حوثيون روافض". ليست الأعمال الإرهابية التي تنفذها القاعدة وتودي بحياة العشرات من اليمنيين واليمنيات بالأمر الجديد في اليمن، لكنّ الجديد في الأعمال الإرهابية التي شهدتها الشهور الأخيرة من 2014 أنها تأتي في سياق صراع جديد يحمل وجهاً وقلباً طائفياً ويبدو الفرز بين طرفيه محدداً وواضحاً: الحوثي والقاعدة. والسؤال: هل ستتوزع الأطراف والقوى اليمنية الأخرى التي تدرك عواقب الصراع الجديد وتخشاه بين مؤيد للحوثي أمام القاعدة ومؤيد للقاعدة أمام الحوثي، وفي أحسن الأحوال تتخذ موقف الحياد الصامت، بينما ينزلق البلد الى مستنقع طائفي؟ مثلما يرفض الكثير منا مساعي الحوثي للحلول محل الدولة في محاربة الإرهاب في اليمن، يجب رفض جرائم القاعدة الإرهابية ومسعاها لتحويل الحرب ضدها الى حرب طائفية من خلال تقديم نفسها كجماعة مقاومة مسلحة للحوثي تدافع عن "السنة"، أيّاً كانت مواقفنا الرافضة لممارسات الحوثي. صحفي عراقي غطى الكثير من الحروب والصراعات في أكثر من بلد أحدها بلده عاد قبل فترة من إحدى المحافظاتاليمنية بخلاصة مفادها أن اليمن يقف على أعتاب صراعات طائفية غير محدودة العواقب. وقال إن اليمن لا يحتاج للغرق في المستنقع الطائفي لأكثر مما يفعل الآن، وإنه ليس شرطاً أن يكون المجتمع اليمني كله طائفياً كي ينزلق الى حروب طائفية، يكفي 5 بالمية منه فقط. ما رآه وحذر منه هو يراه ويحذر منه عديد صحفيين وكتاب وحقوقيين يمنيين، لكن كل التحذيرات تذهب أدراج الرياح فيما يغذّ البلد الخطى نحو مستنقع آخر دامٍ وأكثر ترويعاً. كانت جريمة الأمس خاتمة دامية لعامٍ مضرّج بالدم، لكنّ هذا يشكل الخبر السيء فقط. الخبر الأسوأ أن اليمن قد يكون في طور الإنتقال من عامٍ مضرّجٍ بالدم الى عامٍ آخر مضرّجٍ بالدم والطائفية.