ذكرت تقارير اخبارية عربية ان " أسوأ السيناريوهات التي يتخوف منها اليمنيون بعد سيطرة مسلّحي جماعة (أنصار الله) (الحوثيون) على منشآت عسكرية ومدنية عدة في العاصمة اليمنيةصنعاء، هو أن يختفي ما تبقى من الدولة الوطنية ويتخذ الصراع منحىً طائفياً يتصدره تنظيم (القاعدة) في مقابل(الحوثي)". واوضحت تلك التقارير انه " لهذا تحرص غالبية القوى السياسية والفكرية والاجتماعية في اليمن، على عدم إعطاء الخصومة مع جماعة الحوثي، بُعداً طائفياً أو مذهبياً منعاً لتكرار النموذج العراقي الدامي , ولأن جماعة الحوثيين هي حركة (اثنى عشرية إحيائية زيدية مسلّحة)، يرى تنظيم (القاعدة) في نفسه الطرف المقابل لهذه الجماعة ويقدم نفسه مع كل توسع حوثي، وكأنه حامي حمى (السُّنة) في اليمن، ورأس حربتهم، وهو ما يرفضه الكثير من اليمنيين رغم اختلافهم التام مع الحوثيين , ويحرص غالبية الكتاب المعارضين لجماعة الحوثي على أن اختلافهم معها ليس بسبب ما تعتنقه من أفكار مذهبية، بل بسبب حملها السلاح، ومحاولة فرض وجودها بالسلاح".
وذكر الصحافي اليمني عادل الأحمدي في تقرير له نشره موقع (العربي الجديد) التابعة لجماعة الاخوان المسلمين ان " الزيدية تعد أقرب مذاهب التشيع إلى السُّنة، ولم يكن منتسبو الزيدية إلى وقت قريب، يطلقون على أنفسهم (شيعة)، لكن المد الإيراني الذي بزغ مع ثورة الخميني في إيران 1979، أثّر على العديد من منتسبي الزيدية للحد الذي دفع بعض الباحثين للقول إن جماعة الحوثي (تجعفرت)، أي تحولت للمذهب الجعفري الاثنى عشري، وخرجت عن الكثير من سمات الزيدية سواء في الأصول أو الفروع".
واضاف " الواقع أن التقسيم المذهبي في اليمن الشمالي اتخذ طابعاً جغرافياً أكثر منه مذهبياً، حيث مناطق الزيدية (من ذمار إلى أقصى الشمال في الحدود مع السعودية)، يتداخل فيها الحضور المذهبي ما بين زيدية تقليدية، وزيدية محافظة، وسنة".. موضحا ان " نسبة الزيدية في اليمن لا تتجاوز ثلث السكان، في حين يخلو الجنوب بشكل شبه تام من أي حضور للشيعة، كما تعتبر مناطق الكثافة السكانية في البلاد (إب، تعز، الحديدة)، مناطق سنيّة".
وقال التقرير ان " التاريخ اليمني يحفل بنماذج تعايش بين مختلف فئاته، يتجاوز فيها المجتمع حاجز الطائفية وتتصاهر المكونات المذهبية فيما بينها بل وتتلاقح فكرياً ومذهبياً، ولم يقتصر التعايش بين أبناء الدين الواحد بل امتد ليضرب نموذجاً فريداً مع أبناء الأديان الأخرى، وتحديداً الطائفة اليهودية التي كان لها حضور متوزع على مناطق يمنية عديدة قبل أن يتقلص عددها بشكل كبير بسبب عملية أطلق عليها (بساط الريح) في الخمسينيات من القرن الماضي، هاجر خلالها ما يقرب من خمسين ألف يهودي يمني إلى الأراضي المحتلة في فلسطين بعد إعلان نشوء دولة إسرائيل".
لم يمض أسبوع واحد على سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمينة صنعاء، حتى وقفز تنظيم (القاعدة) إلى الواجهة وتبنى تنفيذ عدد من العمليات ضد الحوثيين واجهها هؤلاء بالتكتم. وتبنت جماعة (أنصار الشريع) فرع تنظيم "القاعدة" في اليمن، عبر حسابها على موقع (تويتر)، تنفيذ أربع هجمات ضد الحوثيين منذ سيطرتهم على صنعاء، الأولى هجوم بسيارة مفخخة استهدفت تجمعاً للحوثيين في منطقة (البقع) بمحافظة صعدة أوقعت عشرات القتلى والجرحى يوم الإثنين الماضي، كما تنبى التنظيم في اليوم ذاته هجوماً بعبوة ناسفة استهدفت موكباً عسكرياً للحوثيين في شارع التلفزيون بالعاصمة".
وأعلن التنظيم، يوم الأربعاء، أنه استهدف بعبوة ناسفة موكباً آخر أثناء مروره بجوار وزارة الإعلام أوقع من فيه بين قتيل وجريح. أما العملية الرابعة، فكانت هجوماً استهدف ثلاثة مواكب محملة بمسلّحين حوثيين بجوار مدرسة الأقصى الواقعة بين (جولة آية) و(السائلة) شمال العاصمة.
ولم يؤكد الحوثيون أو الجهات الأمنية اليمنية وقوع هذه الهجمات التي أعلن التنظيم عن تنفيذها، في وقت شهدت فيه العاصمة نزوحاً كبيراً للسكان، وسيطر الحوثيون عليها بشكل شبه كامل. ويرى مراقبون أن التكتم من الحوثيين على هذه الهجمات، في حال صحتها، يمكن أن يكون من أجل التطمين والابتعاد عن إثارة ما قد يبدو نتيجة صادمة لسيطرتهم.
وكان تنظيم (القاعدة) أصدر بياناً، يوم الإثنين الماضي، دعا فيه (أهل السنة) إلى أن يحملوا السلاح ويسلكوا سبيل الكفاح لمواجهة الحوثي، وتوعّد فيه ب(انتصارات قريبة تشفي الصدور وتريح القلوب)على حد تعبير البيان. وقال التنظيم: "قد سللنا السيوف الحداد للدفاع عنكم وللذود عن حياضكم"، وخاطب "القاعدة" الحوثيين بالقول: "لقد جئناكم بما لا طاقة لكم به".. لنجعلن ليلكم نهاراً وصبحكم ناراً".
آخر عمليات "القاعدة" في صنعاء حصلت أول من أمس، السبت، إذ تبنى التنظيم إطلاق صاروخ باتجاه السفارة الأميركية، شمالي شرق العاصمة صنعاء، في عملية هي الأولى منذ سنوات تستهدف السفارة، وهي أيضاً العملية الأولى منذ تسلم مسلّحي جماعة الحوثي العاصمة، وهي العملية الوحيدة الخارجة عن سياق عمليات استهداف الحوثيين الذي انتهجه "القاعدة" منذ سقوط صنعاء.
وكان تنظيم "القاعدة" قد رفع راية "الجهاد ضد الحوثيين"، قبل وصول الحوثيين إلى صنعاء واستيلائهم على العديد من مؤسسات الدولة فيها، بأكثر من شهر، إذ أقدم عناصره على تنفيذ حكم الإعدام في حق 14 جندياً في منطقة قرب مدينة شبام التاريخية بوادي حضرموت شرقي البلاد، ذبحاً، بتهمة أنهم "حوثيون"، وهي الجريمة التي اهتز لها الشارع اليمني، ولاقت شجباً واستنكاراً واسعين.
الحوثيون: التحدي الأمني المقبل يتمثل في (خطر القاعدة صنيعة الاستخبارات الأجنبية)
وعلى الرغم من تكتم الحوثيين على عمليات "القاعدة" ضدهم في صنعاء، ركز زعيم جماعة (أنصار الله)، عبدالملك الحوثي، في أول خطاب بعد تسلم جماعته صنعاء، على أن التحدي الأمني المقبل، يتمثل في "خطر القاعدة" التي هي في نظره "صنيعة الاستخبارات الأجنبية، والتي تلعب دوراً سلبياً تدميرياً هداماً في شعوبنا العربية والإسلامية، التحدي الأمني المتمثل في القاعدة وأخواتها". على حد تعبيره. وحذر الحوثي من أن هناك "رائحة مؤامرة" تهدف لتسليم "القاعدة" ألوية في محافظة البيضاء وسط البلاد.
ويقدم الحوثيون أنفسهم كطرف يحمل على عاتقه مواجهة "القاعدة"، ويخشى مراقبون يمنيون من أن يؤدي تراخي الدولة وتخليها عن فرض الأمن وحماية المواطنين إلى توفير مناخ للعنف، ليصبح اليمنيون أمام عنف "القاعدة" و"الحوثي"، بدلاً عن الدولة الوطنية والأقطاب السياسية.
وفي ظل هذا الاحتشاد من قبل "القاعدة" والاحتشاد المضاد من قبل جماعة الحوثي، فإن الخطر قد لا يتوقف عند الاقتتال الطائفي بين الجماعتين المسلّحتين، بل ربما يتعداه إلى مخاطر التحاق جزء من المتضررين السنة من توسع الحوثيين، بتنظيم "القاعدة"، وذلك حال نفاد آمالهم بإمكانية استعادة الدولة لدورها. وفي ظل اصرار جماعة القاعدة على قتال الحوثيين الشيعة فأن ذلك – بحسب مراقبين- يقود اليمن الى العنف الطائفي كما هو الحاصل في العراق وسوريا وغيرها من الدول العربية المضطربة. يذكر ان العراق تعيش منذ العام 2003م ابان غزوها من قبل الولاياتالمتحدةالامريكية , حالة من الاضطرابات التي لم تتوقف التي حولتها الحروب الطائفية الى شوارع تحتضن الموت والدماء". بعد ان بسط الحوثيون سيطرتهم على محافظات صعدة وعمران والجوف واخيرا العاصمة اليمنيةصنعاء , ومساعيهم – بحسب اتهامات حكومية - لاحتلال محافظة مأرب النفطية , دشن تنظيم القاعدة حربه ضد الجماعة موقعا العشرات القتلى والجرحى , في تفجير بمركبة ملغومة كان يقودها انتحاري. في الخامسة من مساء الاحد كان انتحاريا يقود مركبة ملغومة متجها ناحية تجمع لمسلحي جماعة في مبنى حكومي كان يستخدم كمشفى بمأرب , وحين اقترب منهم فجر المركبة الملغومة ليتحول المكان الى دماء واشلاء , قال مصدر طبي ان " القتلى والجرحى بالعشرات " , في حين ذكرت مصادر محلية ان التفجير تسبب في خسائر كبير في العتاد العسكري للحوثين".. موضحا ان " الموقع الذي استهدفه التنظيم يعد الموقع الاستراتيجي المهم للجماعة الحوثية والتي كان من المتوقع ان تنطلق منه لخوض معارك ضد جيش سبأ الاخواني الذي تم تشكيله قبل اسابيع ". ذكرت مصادر حكومية في مآرب ان " الهجوم الانتحاري اتى بعد يومين من قيام جماعة الحوثي بحشد المئات من المسلحين في محافظة مأرب النفطية بغية السيطرة عليها".
ويبدو ان تنظيم القاعدة قد دخل فعلا في مواجهة قوية مع عناصر الحوثي بحجة انهم روافض. وكان تنظيم القاعدة قد اعلن خلال تظاهرة علنية في محافظة البيضاء جنوبي اليمن , استعداده لقتال من وصفهم بيان لتنظيم انصار الشريعة , بالروافض في اشارة الى الحوثيين الذين سيطروا في ال21 من سبتمبر على العاصمة اليمنيةصنعاء.
ويتوقع مراقبون ان تجتاح موجة العنف الطائفي اليمن الشمالي , خصوصا وان حادثة تفجير مشابها قد نفذها التنظيم ضد مسلحي الحوثي في صعدة منتصف الاسبوع الماضي ناهيك عن استهدافه ". وذكرت تصريحات لسياسيين يمنيين ان " اليمن يشهد حالة من الاضطرابات السياسية في ظل فشل السلطات اليمنية في ادارة البلد , منذ حرب اجتياحها للجنوب في منتصف تسعينات القرن الماضي , وان من اسموها ب" قوى النفوذ اليمنية - قبل ان تدخل في صراع داخلي- قد حولت الجنوب الى مرتع خصب للعنف والارهاب , وهو ما تسبب في انقلاب تلك العناصر التي كانت تدار من قبل الاخوان المسلمين وزعيمها الجنرال العسكري علي حسن الأحمر لتحارب في صنعاء بهدف اعادة تمكين الاخوان المسلمين من الحكم بعد هزيمتهم على يد جماعة الاخوان المسلمين".
عناصر من تنظيم القاعدة قد غادرت محافظات الجنوب ناحية اليمن الشمالي , استعدادا للدخول في حرب , ربما تكون طويلة وقد تهدد دول المنطقة والاقليم.
وكان سياسيون سعوديون قد حذروا حكومة المملكة العربية من مخاطر سقوط اليمن الشمالي في فخ الفوضى ودعوا المملكة العربية الشقيقة الى دعم جهود استقلال الجنوب لما لذلك من أهمية خصوصا في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها المنطقة والخليج. وفي ساعة متأخرة من ليل الاحد , هاجم مسلحون مجهولون يرجح انهم من تنظيم القاعدة سيارة نوع فيتارا وعلى متنها خمسة اشخاص وقاموا بقتلهم وبينهم طفل في حين قالت مصادر بان السيارة احرقت وبداخلها الضحايا .
ووقع الحادث بمنطقة (ذي ناعم) بمحافظة البيضاء حيث تصاعدت حدة الاضطرابات الطائفية هناك .
وقال مصدر محلي لمحرر (عدن الغد) عبر الهاتف ان مسلحين مجهولين يعتقد أنهم من القاعدة هاجموا سيارة تابعة لأسرة وتدعى (الريامي) وقتلوا خمسة من اعضائها بحجة أنهم يوالون جماعة "الحوثي". وقال مسعفون ان جثث القتلى تفحمت بنشوب حريق شب في السيارة عقب اطلاق النار . وبث نشطاء تسجيلا مرئيا للسيارة وهي تحترق فيما بث نشطاء اخرون صورا لجثة طفل محترقة . وقالت مصادر محلية ان القتلى هم : علوي زين عبدربه الريامي وابراهيم الراشدي و ناصر الراشدي و ياسر احمد صالح الريامي و حمدي محمد عبدربه الريامي وصباح الاثنين ذكرت وكالة (خبر) اليمنية ان " مسلحي تنظيم القاعدة قاموا بتتبّع الخمسة وهم من مالكي مزارع القات، في منقطة (جهري) بمديرية البيضاء، مشيرة إلى أن عناصر القاعدة قاموا بإطلاق النار بشكل كثيف على الخمسة الأشخاص الذين كان 2 منهم يحملان سلاح". ونسبت الوكالة لمصدر أمني قوله " أن إطلاق النار الكثيف أدّى إلى مقتل الخمسة الأشخاص فوراً، وبعدها قام مسلحو القاعدة بالاستيلاء على سلاح هؤلاء، قبل أن يضربوا متفجرات على السيارة التي كانت تقلهم، ما أدّى إلى احتراق السيارة وتفحّم جثث الخمسة الأشخاص". وكشف المصدر الأمني – بحسب الوكالة- إن مقربين من الضحايا توجّهوا من منطقة (ريام) باتجاه البيضاء بعد أن سمعوا بخبر مقتل أقربائهم؛ إلا أن مسلحي تنظيم القاعدة نصبوا كميناً مسلحاً لهؤلاء ووقع تبادل لإطلاق النار بين الطرفين. وأوضح أنه أسفر عن الاشتباكات التي اندلعت بين الطرفين في منطقة لا تبعد عن مكان وقوع الحادثة الأولى حوالي نصف كيلو متر وهي منطقة (الحيكل) التابعة لمديرية ذي ناعم، إصابة 2 من مقربي الضحايا , وبيّن أن الوحدات العسكرية المرابطة في المنطقة قامت بالضرب بسلاح المدفعية، وهو ما أدّى إلى توقف الاشتباكات بين الجانبين فيما فرّ مسلحو القاعدة عقب ذلك، كما أن أهالي المجني عليهم انسحبوا من المكان".
*اسباب الصراع اليمني وقال رئيس مجلس المعارضة اليمنية بالمهجر محمد إسماعيل الشامي في حوار نشرته صحيفة «المغرب»" ان الأوضاع والتطورات في اليمن معلومة منذ البداية قائلا أنه سبق أن حذر من خطورة الوضع مشيرا الى انه كان على ثقة بان الأمور ستسير نحو مزيد من التصعيد , وهذا ماتمّ بالفعل ، فالأمور خرجت من سيطرة الحكومة وبات لانعكاسات ذلك تأثير أكثر خطورة من السابق خاصة وان التداعيات ستكون مباشرة على الوضع العام في البلاد. وعن أطراف الصراع في صنعاء , قال الشامي ان " الجهات الضالعة في هذا النزاع اليمني معلومة لدى الجميع وهم (الحوثيون و حزب التجمع اليمني للإصلاح) بالإضافة إلى عدة جهات أخرى منها المعلن ومنها المخفي وهي محلية وأيضا إقليمية ودولية".. مشيرا الى " أسباب الصراع هي بالأساس حول مراكز السلطة والنفوذ من أجل السيطرة على دواليب الدولة في ظل غياب تام لسلطة تتحمل المسؤولية تجاه الشعب، وأشار إلى أن الجميع يتفق على أنها سلطة عاجزة و غير قادرة على تسيير الأمور وفي نفس الوقت يصر الجميع على بقائها واستمرارها لان جميع أطراف الصراع متأكّدة أنها أداة ضعيفة لتحقيق مآربها وهو السبب الرّئيسي الذي جعل من الرئيس هادي يستمر في الحكم رغم فشله الذريع في إدارة البلاد وجرها نحو الهاوية ". *اليمن على خطى العراق
و قال سياسي سعودي بارز إن " الجلوس على طاولة الحوار الوطني وتغليب مصلحة الوطن ورفض التدخل الخارجي هو ما يحتاجه اليمن لاسيما في هذا الظرف الدقيق، فانزلاق اليمن يعني الفوضى وعدم استقرار دول المنطقة وتحوله بؤرة للإرهاب". وأكد الدكتور زهير الحارثي ان " أكثر ما يُقلق اليمنيين، وقد أصبحت مخاوف حقيقية، هو إمكانية انهيار اليمن كدولة ونظام ومؤسسات، وقد بدأت مؤشراتها فعلاً تلوح في الأفق ولعل آخرها ما حدث في عمران، فبعد محاولات مضنية تمكنت جماعة الحوثي من السيطرة على مدينة عمران والاستيلاء عليها والتي تقطنها قبائل حاشد وبكيل".. مشيرا الى ان " الرئيس اليمني طبعاً جاء بالأمس للمملكة ليطلع القيادة السعودية حول التطورات وغادر بالتزام الرياض بدعم الشرعية في اليمن والوقوف مع الشعب اليمني ضد كل من يحاولون الاستيلاء على السلطة بدعم من أطراف ودول في المنطقة، كون بقاء اليمن موحداً هو مطلب استراتيجي، كونه مرتبطاً بمنظومة أمن دول الخليج". وقال الحارثي ان " ما يجعل المشهد اليمني يثير كثيراً من التساؤلات وما يؤكد لك خطورة الوضع هناك هو في تفاعل المجتمع الدولي حيث طالب بيان مجلس الأمن الحوثيين بتسليم السلاح الذي نهبوه في عمران ومغادرتها والالتزام بوقف إطلاق النار وهدد بعقوبات من يعرقلون العملية السياسية، إلا أن الغريب أن واشنطن لم تتحمس بإدراج الحوثيين ضمن الجماعات الإرهابية رغم انه كان محل إجماع دولي بل وقيل إنها عارضت إدراج أسماء كبيرة متورطة ولها حصانة".
وقال " على أي حال، تبين ان جماعة الحوثي أو الظاهرة الحوثية تستغل العصبية المذهبية في تحقيق مصالحها بقوة السلاح في ظل غياب مزمن من قبل الدولة وسلطاتها".. مضيفا " رغم وجود تجانس مجتمعي منذ زمن بين الشيعة والسنة في اليمن، إلا انه في السنوات الأخيرة وفي عمق زمن الخلافات تكون اللعبة السياسية مرتكزة على التوظيف السياسي للمذهبية، فيتم استغلالها كغطاء لتحقيق الهدف المنشود هذا إذا لم يتجاوز الأمر إلى ما هو أصعب كما يحدث الآن في عمران". وذكر الكاتب في مقالة نشرتها يومية (الرياض) السعودية الثلاثاء " في تقرير لجريدة الشرق الأوسط انتقد المواطنون الذين التقتهم أسلوب الحوثيين في فرض طقوس دينية في مناطقهم، تتعارض مع المذهب الزيدي الذي ينتمي إليه معظم أبناء المنطقة، وهي طقوس شيعية اثنا عشرية".. مضيفا " خلال جولتها في المحافظة، التقت مواطنين مسلحين بين مؤيد ومعارض لوجود الحوثيين. لكن «ع. أ» أكد لها أن "غالبية الناس الذين يعلنون تأييدهم لجماعة الحوثي هم من أتباع وأنصار حزب المؤتمر الشعبي العام (الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح)". وقال " الملفت أن المدينة حسب الصحيفة لم يعد بها سوى ما يزيد أو يقل عن خمسة آلاف نسمة فقط بعدما كانت تضم أكثر من 120 ألف نسمة".
واضاف " على أن السلطة السياسية يجب أن تكون منتجة ويفترض فيها البناء لا الهدم، إلا انه في الحالة اليمنية جاءت لتكشف عن مرحلة ما بعد الاستعمار الذي كرسته الأنظمة العربية العسكرية الأوتوقراطية، وهو ما انعكس بطبيعة الحال على وضع المواطن اليمني , ومع ذلك فانتهاء حكم صالح لم يؤد إلى انتهاء الأزمة، لأنه كانت هناك تحديات قائمة لم يستطع النظام الحالي برغم محاولاته المستمرة على مواجهتها بسبب تدخلات وتأثيرات من فلول وعناصر وقيادات من النظام السابق لا ترغب في استقرار البلاد وتنفيذ بنود الحوار الوطني".
واضاف " رغم أن المبادرة الخليجية التي تم التوقيع عليها في الرياض جاءت كخارطة طريق وحل وحيد وأخير لإيجاد مخرج للازمة، إلا انه كما يبدو ان بعض الأطراف وهي من وقعت عليها لم تلتزم بها أو لم ترد أن تفعل ذلك".
وتابع الكاتب في مقالته " أذكر أنني قبل بضع سنوات كنت مشاركاً في ندوة حول اليمن نظمها مركز الجزيرة للدراسات في الدوحة وقد تزامنت آنذاك مع ذروة اشتباكات القوات السعودية مع الحوثيين وقد قلت وقتها إن تنظيمي الحوثي والقاعدة هما أخطر ما يهدد استقرار وأمن اليمن مستقبلاً، وذكرت أن اليمن بحاجة إلى قراءة جديدة لمعالجة مخاطر التقسيم، كأن يتم التفكير أو دراسة الانتقال إلى الفيدرالية كحكم محلي واسع الصلاحيات يحقق الاستقلالية للمحافظات ويحافظ على وحدة البلاد بشمالها وجنوبها في ذات الوقت".. موضحا : طبعاً هذا لم يرق لبعض المعلقين واتهمني بعضهم بأنني ضد مصلحة اليمن بل والقومية العربية كما زعموا لأنه تفتيت للأمة, وتدور الأيام وهاهم اليمنيون يطرحون بأنفسهم مشروع الفيدرالية لأنهم اقتنعوا بأنها المخرج لكل أزمات اليمن". ومع ذلك يضيف الحارثي في مقالته " نقول إنه بالرغم من محاولات الرئيس الحالي وإصراره على مواجهة التحديات من ملف الإرهاب ومخاطر التقسيم إلا أن الإشكالية تكمن فيمن يلعب دور المشاغب حيث تلحظ لكل طرف مصلحة محددة فالحوثي يعتزم تحقيق حلمه بتأسيس مملكة إمامية شيعية في الشمال، والحراك الجنوبي يرغب في يمن جنوبي مستقل وإيران تهدف إلى محاصرة السعودية وزعزعة استقرارها ولذلك سبق أن أشرت إلى الخشية من أن تتلاقح السلفية المتشددة في الجنوب، مع الشيعة الزيدية في الشمال لتتخلص من الشافعية في الجنوب وبالتالي يتم الانفصال وشطر اليمن إلى ثلاثة أقسام، ناهيك عن تحول مأرب وصعدة إلى موطن للإرهاب ويبدو أن المشهد الراهن يتطابق مع تلك الصورة". استعدادا للدخول في حرب , ربما تكون طويلة وقد تهدد دول المنطقة والاقليم , حيث كان سياسيون سعوديون قد حذروا حكومة المملكة العربية من مخاطر سقوط اليمن الشمالي في فخ الفوضى ودعوا المملكة العربية الشقيقة الى دعم جهود استقلال الجنوب لما لذلك من أهمية خصوصا في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها المنطقة والخليج.(عدن الغد)