*خطيب الجمعة قال إن تعز عصية على الأفكار التي تأتي من خارجها وشباب الإصلاح هتفوا بعد الخطبة من المنصة "لا حوثية ولا إيران ثورتنا ثورة إخوان" *سقوط جريحين بساحة الحرية في اشتباكات بين محسوبين على الحوثي وآخرين على الإصلاح *مصدر في مشترك تعز: الطائفية موجودة من بداية الثورة وظهرت بقوة إلى السطح مؤخراً جُرح 10 اشخاص على الأقل في اشتباكات بساحة الحرية بتعز، مساء أول أمس الخميس، بين شباب إصلاحيين وشباب آخرين يُصنفون أنهم قريبون من الحوثي، وينضوون تحت تكتل شباب العز، تم الترويج أنهم قدموا من محافظتي عمران وصعدة، للقيام بأعمال عنف داخل الساحة. وعمت حالة استياء في ساحة الحرية نتيجة الاشتباكات التي قال عدد من المعتصمين إنها أتت بعد خلاف مذهبي وطائفي، وأسفرت عن جرح اثنين من شباب الإصلاح، هما: إبراهيم اليوسفي وعبدالعزيز الذبحاني. وقالت مصادر محلية في المجلس الثوري بساحة الحرية ل"الأولى"، إن المجلس شكل لجنة قانونية من العديد من القانونيين، من بينهم منسق منظمة هود في تعز المحامي توفيق الشعبي، للتحقيق في الاشتباكات. وذكر المصدر أنه تم أيضاً تشكيل لجنة إعلامية من جميع المكونات الثورية الفاعلة في الساحة لإدارة المنصة من أجل التهدئة الإعلامية، بإشراف اللقاء المشترك في المحافظة، وكان من المفترض أن تستلم المنصة صباح الجمعة، وهو ما لم يتم، حيث قيل إنه تم تأجيل تسليم المنصة من شباب الإصلاح إلى ال8 من مساء أمس الجمعة، غير التسليم أيضاً لم يتم، حسب مصادر الصحيفة. وكانت اللجنة الإعلامية التي تم تشكيلها من مختلف القوى داخل الساحة، شددت بعد إعلانها على عدم توزيع أي منشورات داخل الساحة إلا بعد موافقتها على تلك المنشورات. وعقد اللقاء المشترك بالمحافظة، أمس، اجتماعاً استثنائياً من أجل مناقشة قضية الاشتباكات التي حدثت ليلة أمس الأول، وتم تشكيل لجنة التحقيق واللجنة الإعلامية من أجل إدارة الساحة. وشدد الاجتماع على لجنة التحقيق سرعة إنجاز مهمتها، وتم إمهالها 48 ساعة من أجل إكمال النزول إلى الساحة والالتقاء بالأطراف المعنية، وتسليم التقرير النهائي مفصلاً من أجل مناقشته في الاجتماع الدوري غداً الأحد. وأدان الرئيس الدوري لمشترك تعز محفوظ الجنيد، حادثة الاعتداء على الشباب في ساحة الحرية، وقال إنه لا يوجد لأحد فضل على آخر في الساحة، وإن الكل متساوون وثوار، ويجب عليهم تقبل الآخر وضبط أنفسهم. ونوه الجنيد إلى أن الخطابات المذهبية التي بدت تشتد في تعز، مدانة، وقال إنها موجودة من أول الثورة، غير أنها بدأت ترتفع مؤخراً بشكل لافت، وأصبح من اللازم التنبه لها. إلى ذلك، قال مصدر محلي مسؤول ل"الأولى" إن اللقاء المشترك بما فيه الإصلاح اتفقوا الخميس مع جبهة إنقاذ الثورة وتكتل شباب العز والمجلس الأهلي، على أن خطيب الجمعة يكون من جبهة إنقاذ الثورة، وتمت تسميته، وهو عبدالله عبدالواحد البناء. وذكر المصدر أن تجمع الإصلاح لم يلتزم بالاتفاق، ودفع بخطيب من صفوفه، وشدد الحراسة على المنصة منذ الصباح، بعد أن رفض تسليمها للمجلس الأهلى حسب الاتفاق. وقال مصدر من الحاضرين صلاة الجمعة إن الخطيب عبدالجليل هزبر، حضر إلى الساحة مبكراً، وتجهز للخطبة، حيث شوهد منذ ال10 وهو متجهز بملابسه، ولم يفارق المنصة. وذكر المصدر أن هزبر أثناء الخطبة تحدث عن مدينة تعز، إضافة إلى حديثه بكلمات وصفت ب"الطائفية" في أغلب الأحيان، حيث وصف مدينة تعز بالعصية على الشعارات والأفكار التي تأتي من هنا وهناك، حسب قوله، في إشارة منه -كما تقول المصادر- إلى الخلافات الكثيرة التي بدت تظهر بين شباب يتبعون الحوثي ويتواجدون في ساحة الحرية، وبين شباب الإصلاح، والتي كان آخرها ليلة أمس الأول. وعلمت "الأولى" أن ممثلي حزب الإصلاح والتنظيم الوحدوي الناصري لم يحضرا اجتماعاً دعا له رئيس مشترك تعز، وحدد مكانه في مقر حزب الإصلاح. غير أن ئيس مشترك تعز محفوظ الجنيد قال إنهما تأخرا عن موعد الاجتماع لكنهما حضرا. وقال معتصمون إن شباب الإصلاح هتفوا من على منصة الساحة بعد صلاة الجمعة: "لا حوثي ولا إيران ثورتنا ثورة إخوان"، و"يا حوثي يا سارق مذهبك حارق حارق". منوهين إلى أن مهاترات حدثت بعد ترديد الشعارات من على المنصة، بين تكتل شباب العز وشباب الإصلاح، تدخل فيها رئيس المجلس الثوري بتعز عبدالله الذيفاني، الذي حاول تهدئة الأوضاع، غير أنه قوبل بمعارضة شديدة من قبل الطرفين. وتخوف مصدر في اللقاء المشترك بالمحافظة من اشتداد الدعوات الطائفية والمذهبية بالمدينة، منوهاً إلى أن أطرافاً، لم يسمّها، تمارسها وترمي بها على الآخرين. وقال المصدر إن الدعوات والممارسات الطائفية حاضرة من أول الثورة، غير أنها لم تطفُ على السطح إلا مؤخراً، وباتت اليوم تنتشر ويعلو صوتها، وتطورت إلى اشتباكات ومهاترات. منوهاً الى أن شباب الإصلاح وقياداتهم في المحافظة لهم دور كبير في ذلك، حيث إن من يختلف معهم يتم تخوينه واتهامه بالانتماء للحوثيين والعمالة لإيران، والخطير في الأمر أن ذلك أصبح يتم الترويج له من على المنصة التي من المفترض أنها تكون معبرة عن الجميع.