فادي هادي الحسني: اللجانٌ الرئاسية التي يجري تشكيلها بين الحين والاخر وعقب كل مشكلة او نكبة تتعرض لها البلاد اصبحت تقضي على بقايا هيبة الدولة وتقوض سلطة النظام والقانون بشكل غير مسبوق .. وعلى الرغم من العدد المهول لهذه اللجان الا ان الفشل هو القاسم المشترك بينها ..
ولعل أخرها اللجنة الرئاسية التي اوكلت اليها مهمة السفر الى صعدة والتي عادت ادراجها قبل ايام دون تحقيق اية نتائج تذكر مع الحوثي ..
هذه اللجان جميعها تمثل بؤرة من بؤر الفساد والافساد ونهب الاموال العامة وإهدارها بصورة عبثية وتشبه القربة المثقوبة التي يحاول صاحبها أن يملئها بما يريد ولكن دون فائدة ..
لقد تمت هيكلة الجيش و الامن عبر مثل هذه اللجان العبثية الفاشلة ..
واليوم ها هي خطوط الدفاع لعاصمة الدولة اليمنية والتي تبدء من القبر الصيني وتمتد الى منطقة العشاش وتتجه نحو مطار صنعاء الى أن تصل منطقة حزيز جنوباً ...
أما خط دفاعهم الثاني فبدايته دار الرئاسة وينتهي في شارع الستين ...
ولمن يتحدثون اليوم بان صنعاء لن تعود إلى ستينيات أو سبعينيات القرن الماضي عليهم أن تكفو عن هذا الهراء .. فأنتم مخطئون بكل تأكيد لأنكم لم تعرفوا أن خطوط دفاعكم اليوم كانت بالأمس خطوطا حمراء محرم تجاوزها في تلك الازمنة التي تتحدثون عنها ..
و لمن لا يفقهون التاريخ اليمني جيداً ، عليهم ان يراجعوا انفسهم ولا يلقوا كلامهم في الهواء في مثل هذه اللحظات الحرجة من تاريخنا ، سيما وان كل اللجان الرئاسية ومنها : لجنة وادي حضرموت ولجنة ساحل حضرموت ، ولجنة شبوة ، ولجنة أبين ، ولجنة عمران ، ولجنة عدن ، ولجنة الجوف ، ولجنة مأرب ، ولجنة أرحب ، ولجنة همدان ، ولجنة السبعين ، ولجنة العرضي الخ ,,. كل هذه اللجان قدمت صنعاء و المناطق التي وصلت اليها لقمة صائغة للتنظيم الارهابي تنظيم القاعدة الارهابي ( الاخوان المسلمين ) وكذلك لجماعة الحوثي..
من المؤسف انه وبالرغم من جميع النكبات التي الحقتها هذه اللجان بالوطن والشعب الا أن سلطاتنا ما يزال خطابها هو الخطاب نفسه - المكابر والمثير للشفقة ، حيث نجدهم يرددون نفس الاسطوانة المشروخة : أستلمنا صنعاء وهي مقسمة الى ثلاثة أقسام والأصابع على أزندة البنادق ..
يقولون ذلك اليوم بكل بجاحه ولا يدركون أن صنعاء صارت محاصرة ، ليس هذا فحسب بل ومقسمة الى ثمانية اقسام ..
ومع ذلك لا يكترثون بما يقترفونه من اخطاء فادحة ، بحاضرة المدن اليمنية .. اما حال البلاد بشكل عام فقد وصل الى اسواء حالات التدهور والضعف والهوان ، ومازال الهوس على معالجة القضايا والمشاكل يتم عبر اللجان الرئاسية مستمراً حتى اللحظة ومثل هذه النزعات الفردية تلحق بالبلدان والشعوب كوارث مدمرة وما الحال الذي نحن فيه الا أم الكوارث ..
وبذلك لا بد على أب الكوارث وراعيها الاول أن يقدم أستقالته عن سلطة البلاد ويرحل غير مئسوف عليه ويدع اليمن لأهله فمن لا يؤمن باليمن ليس منها - ليدرك الدنبوع أن اليمن ملك كل مواطن يمني في شرق اليمن او غربه وفي جنوبه او شماله ...