كشف العميل الدنماركي مارتن ستورم عن دوره في عملية تصفية القيادي بتنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" أنور العولقي، حيث بينت صحيفة " The Independent" أن مارتن ستورم هو دنماركي كان يمضي حكما بالسجن 10 سنوات في بلده وهو مصارع سابق، لكنه قال إنه ترك حياة المخدرات والجريمة خلف ظهره وتحول إلى الإسلام، وانتقل للعيش في مدينة لوتون البريطانية. وفى البداية، بدا أن ستورم يتبنى التعاليم المعتدلة للإسلام الوسطى إلا أنه أصبح مؤيدا للجماعات المتشددة مثل "مهاجرون" وأتقن اللغة العربية وتزوج بيمنية وأصبح أحد أتباع لأسامة بن لادن، حتى أنه أطلق اسمه على ابنه الأصغر. واتضحت تفاصيل العملية الاستخباراتية القائمة على ايهام الجميع بأن ستورم شخص مسلم متشدد يعرف باسم "مراد الدنماركي"، الا أنه في الحقيقة لم يكن سوى عميل " CIA "الذي لعب دورا أساسيا في الهجوم الأمريكي بالطائرات بدون طيار على أنور العولقى في اليمن في 30 أيلول/سبتمبر عام 2011. وقال ستورم (36 عاما) للتلفزيون الدنماركي إنه اعتنق الإسلام وانضم إلى جماعات جهادية، ثم تراجع عن اعتناقه للإسلام وتسلل إلى تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" وأصبح صديقاً مقرباً للعولقي وكان يجلب له مواد ومعدات إلكترونية، مستخدما الأموال التي تزوده بها الاستخبارات الدنماركية. وعندما اختبأ أنور العولقي في محافظة شبوة صار الوصول اليه بالغ الصعوبة، لكن العميل الاستخباراتي استطاع الوصول إليه في أيلول/ سبتمبر 2009، في منزل أحد المتعاطفين مع "القاعدة". ثم طلب العولقي من العميل المزدوج ستورم المعروف باسم "مراد" أن يزود المتشددين بألواح شمسية وثلاجة متنقلة يمكن استخدامها في نقل مكونات المتفجرات التي تحتاج للتبريد. والتقى ستورم بمسؤولين من أجهزة استخبارات بلاده في نيسان/أبريل 2011، في فندق "هيلسينجور" المطل على بحر البلطيق، وأنهم قرروا أن عودته لملاقاة العولقي ستكون خطيرة جداً، لكنه سافر إلى صنعاء لذا قام بتمرير جهاز "USB" مشفر إلى أحد رسل العولقى خلال زيارة لليمن في عام 2011 مما كشف إحداثيات الهدف وسهل تنفيذ هجوم طائرة بدون طيار أسفر عن مقتل زعيم التنظيم العام الماضي. ومن الأدلة على صحة كلامه عرض ستورم تسجيلات لمحادثات هاتفية وتأشيرات في جواز سفره توضح أنه زار اليمن عدة مرات، إضافة إلى تسجيل لمحادثة بينه وبين أشخاص أمريكيين مجهولين، قال إنهم كانوا على اطلاع بدوره في تصفية العويقي. الا أن الاستخبارات الدنماركية نفت صلتها بالعملية.