قال مدير أمن تعز العميد مطهر الشعيبي، إنه تم ضبط الكثير من المتهمين في جرائم الاغتيالات، مشيراً إلى أنهم يخضعون الآن للتحقيق في الأمن السياسي، وعند استكمال ملفاتهم ستتم إحالتهم إلى النيابة. وذكر أن أجهزة الأمن ضبطت 15 متهماً بالتخطيط والتورط في جرائم الاغتيالات بتعز، مع تلفوناتهم المحمولة وأجهزة اللابتوب التي كانت معهم، موضحاً أن قائمة المتهمين بجرائم الاغتيالات في تعز تضم عناصر من "أنصار الله": "وحارث العزي واحد منهم". وأكد الشعيبي، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "حديث المدينة" التي تطبع من تعز، وتصدر الأحد، أن المتهمين الرئيسين في جرائم الاغتيالات التي شهدتها تعز هذا العام، هم 4، وأسماؤهم: أحمد الآنسي، والثاني يطلق عليه المشمشة، والثالث حارث العزي، والرابع طلال العقاب، مضيفاً: "هؤلاء هم الذين يعبثون بأمن واستقرار تعز، وقد تم ضبط المخططين معهم والمراقبين، وهم موجودون الآن في الأمن السياسي، وستتم إحالتهم للنيابة". وذكر مدير الأمن أن "هؤلاء ال4 في محافظة تعز، لكن للأسف يتم تهريبهم من منطقة إلى أخرى، وتتستر عليهم شخصيات اجتماعية في المحافظة". منوهاً إلى أن أجهزة الأمن السياسي والقومي والاستخبارات تترصدهم. وأوضح العميد الشعيبي أن مهمة ترصد المتهمين ال4 ليست مهمته، وأنها مهمة الأمن السياسي والأمن القومي: "ترصدهم ليس مسؤوليتي حتى يتم تحديد أماكن تواجدهم، وسنقوم بدورنا، وهؤلاء ال4 منهم من هو في تعز، والآخرون يعملون الجريمة ويهربون إلى خارج المحافظة". وفي سياق رده على سؤال حول من يتستر على المتهمين، قال الشعيبي: "تتستر عليهم أسرهم، وكل سكان حي حوض الأشراف في مدينة تعز، وكل سكان حي الجمهوري، وبعض الشخصيات الاعتبارية تتستر عليهم". ورفض مدير الأمن ذكر أسماء تلك الشخصيات الاعتبارية: "لا داعي لذكر الأسماء، وهم مرصودون لدينا، وأنا أطلب من الأجهزة الاستخباراتية رصد أماكن تواجد المتهمين ال4 بدقة، وإبلاغنا فوراً، ونحن سنقوم بضبطهم، مثلما ضبطنا المتهم بقتل الضحية الغرباني وزميله اللذين تم اغتيالهما الأسبوع الفائت، والذي كان يزود الجناة بتحركات الضحايا، وهو الآن رهن التحقيق". واستنكر الشعيبي حديث "أنصار الله" عن المجني عليه الغرباني، وتجاهل رفيقه الذي قتل معه، حيث قال: "أنصار الله مع الأسف يتحدثون عن الغرباني، ويتجاهلون رفيقه. لماذا؟ هل لأن الغرباني سيد؟ اثنان من المتهمين في جرائم الاغتيالات، وهما الآنسي والحارث العزي، سادة". وذكر أن قضية اغتيال القيادي الإصلاحي صادق منصور، لا يزال التحقيق فيها مستمراً، مؤكداً أنها أول جريمة اغتيال سياسي في تعز، مضيفاً: "نحن لم نقفل ملفها، ولكن هل تم إعلان نتائج التحقيقات في جرائم الاغتيالات السياسية التي حدثت في صنعاء هذا العام؟". وأكد الشعيبي أن ال4 الذين ذكر أسماءهم "الآنسي، المشمشة، العزي، والعقاب"، متورطون في اغتيال صادق الحيدري، مؤكداً أيضاً أن المتورطين في اغتيال فكري البروي، هم نفس ال4، مشيراً إلى أن أحمد الآنسي هو من أخذ مسدس فكري البروي، وذهب لبيعه في أحد الأسواق، وعند تعقبه من قبل أجهزة الأمن تمكن من الفرار، وهو على رأس قائمة المطلوبين للعدالة. وقال مدير أمن محافظة تعز، إن تشكيل لجان مسلحة لتؤدي وظيفة أجهزة الأمن والجيش، أو إلى جانبها، أمر مرفوض وغير مقبول جملة وتفصيلاً. وتعليقاً على تصريح مندوب الحوثي في تعز صادق أبو شوارب، الذي قال إن اللجان الشعبية ستنتشر في المحافظة، وإن تعز ليست ملكية خاصة لمدير الأمن، أكد الشعيبي أن تعز ليست ملكية له ولا لصادق أبو شوارب، مضيفاً: "أنا أؤدي وظيفتي مع الدولة والنظام والقانون، وتعز هي ملك أبنائها الطيبين بكل أعراقهم ومذاهبهم وانتماءاتهم وطوائفهم. وإذا كان الحوثيون يريدون الحفاظ على الأمن والاستقرار في تعز، فيجب أن يكونوا ملتزمين بضوابط إدارة الدولة وأجهزتها ومؤسساتها، ويبلغوا أجهزة الأمن بما لديهم من معلومات عن المتورطين في زعزعة استقرار تعز، لنقوم بدورنا في التحري والرصد والضبط. وإذا قصرنا في هذا الأمر، سنحاسب وفق النظام والقانون". واشتكى الشعيبي من تدخل نافذين في العمل الأمني، وتسترهم على جناة، مؤكداً أن هؤلاء النافذين محسوبون على كل الجهات والمكونات، منهم في المشترك، ومنهم في المؤتمر، ومنهم في "أنصار الله"، ومنهم من هو غير محسوب على أي تيار سياسي أو مكون، ولكنه شخصية نافذة التجأ إليه قاتل أو مجرم وقام بحمايته، حد تعبيره. وهدد مدير الأمن باللجوء إلى نشر أسماء تلك الشخصيات الاجتماعية في وسائل الإعلام، على اعتبار أنهم مشاركون في جرائم القتل والنهب لتسترهم. وكشف عن وجود خلايا لتنظيم القاعدة في بعض الأحياء بتع،ز ويتجولون داخل المدينة، مضيفاً: "عندما نرصدهم في حوض الأشراف، وتتحرك حملة أمنية لضبطهم، يلوذون بالفرار بتواطؤ وتسهيلات من سكان الحي، رغم معرفة البعض منهم أن هذه العناصر تحمل أحزمة وعبوات ناسفة، ونحن مقصرون في ضبط الأشخاص ال4 المتهمين في جرائم الاغتيالات، بسبب الصعوبات التي نواجهها، وعلى كافة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية أن تنسق جهودها لضبط هؤلاء الأشخاص". وأكد الشعيبي أن الأمن في تعز مستتب إلى حد كبير، مؤكداً أن العبث بأمن واستقرار تعز سيواجه بحزم. ودعا مدير أمن تعز الأجهزة الأمنية والعسكرية، إلى العمل بكل إخلاص وأمانة، كما دعا القوى السياسية و"أنصار الله" إلى الإسهام في الحفاظ على التعايش والأمن في تعز. من جانبه، كان سليم مغلس أدلى بتصريحات قال فيها: "لقد سقط 11 شهيدا في محافظة تعز، على خلفية انتمائهم لأنصار الله أو مناصرتهم أو تعاونهم مع أنصار الله"، دون أن تقوم السلطات بواجبها في ضبط الجناة، وذلك في إشارة منه إلى أسباب اعتراضهم على أداء اللجنة الأمنية ومدير أمن المحافظة.