لا تزال التساؤلات تتوالى بشأن الأزمة اليمنية، وبشأن المستفيدين من إطالة أمدها، والتسويف والمماطلة المرتبطين بالتعامل مع المبادرات الإقليمية والدولية التي تطرح بين الحين والآخر. ووفقا للتقارير، فقد تم القضاء على النسبة الأكبر من قطاعات البنية التحية في اليمن، بينما تعاني بقية القطاعات الحيوية من أزمات حقيقية تنعكس على الشعب اليمني الذي يقف على حافة محنة حرب أهلية أسفرت إلى الآن عن ألاف القتلى والجرحى والعالقين والنازحين. هكذا يواصل التحالف لملمة أوراقه، وجمع كل المسوغات والبراهين على ضرورة مواصلة العمليات العسكرية في اليمن و التي بدأت تتحول إلى ما يشبه العمليات الانتقامية بين اليمنيين، في ظل نشاطات اللجان الشعبية التي تتلقى السلاح والدعم من التحالف، وتتصرف باعتبارها جيشا مستقلا، وهو ما يلقي بدوره ظلال الشك على مستقبل هذه المجموعات المسلحة في اليمن عموما، وفي تقسيمات السلطة فيما بعد. مبادرات كثيرة تطرح، منها السري ومنها العلني، ولكن من الواضح أن هناك أطرافا ليس من مصلحتها التعامل بشكل جدي مع أي منها، بينما يرى المراقبون أن التسويف والمماطلة لا يقتصران على الأطراف المباشرة في الصراع اليمني، بل هناك قوى إقليمية ودولية تسعى لاستمرار النزاع اليمني لأطول فترة ممكنة من أجل أهداف محددة. لقد أعرب مجلس الأمن الدولي الاثنين 27 أبريل الحالي عن قلقه من سوء الأوضاع الإنسانية في اليمن، مشددا على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن، بل وشدد على ضرورة استئناف العملية السياسية في اليمن، مؤكدا على أهمية أن يبدأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون محاولة إيجاد حل للأزمة اليمنية، أما المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد فينوي دعوة الأطراف المتنازعة في اليمن إلى محادثات سلام ستعقد في جنيف، حسبما أفاد به دبلوماسي دولي في نيويورك بأن المشاورات حول عقد المحادثات لا تزال في بدايتها، مشيرا إلى أن جنيف اختيرت لأنها تقع في بلد محايد يمكنه استقبال كل الأطراف المعنية فيه. لا يمكن التكهن بنجاح أو فشل عملية سحب الأزمة اليمنية إلى الساحة الدبلوماسية، سواء إلى جنيف أو إلى أي مكان آخر، وخاصة في ضوء إصرار السعودية وحلفائها على مواصلة العمليات العسكرية تحت مسميات مختلفة، وعلى الرغم من الكارثة الإنسانية والحرب الأهلية في اليمن، لكن الذي يؤكده الخبراء وبعض المراقبين هو أن اليمن أصبح ساحة لتجريب سيناريوهات عسكرية محددة قد تصبح سابقة يستند عليها ما يسمى بقوات التحالف العربي في عملياته بمناطق أخرى، وإمكانية استخدام هذا التحالف من جانب بعض القوى الدولية للاتفاف على القانون الدولي، وللإمعان في توسيع ساحة الكوارث الإنسانية في المنطقة التي قد يتم الإعلان عنها كمنطقة منكوبة. بقلم أشرف الصباغ