نظّم البشرية جميعاً وأعّد لها قانوناً خاصاً بها ، كان بعيد النظر ورؤيته عميقةً في كُل الأحداث ، ذكي الفؤاد ، حاضر الجواب ، قويّ البديهة ،الحكمة أُلقيت في روعه لتصبح طابعاً لحياته.مُحمّد الرجل الذي جاء من رحم هذا العالم ، ليعمل على أكبر ثورةِ بشريةً هائلة بمُفرده ، غيّرت تصوّرات العالم لمعظم الأشياء ، وأثارت الكثير من القضايا البشرية الشائكة ، وأيقظت العقل للتفكير ، وعملت على إستنفار ثورته النفسية وعلى غريزته الحيوانية..( البشرية ). مُحمّد الذي بلغ ذروة الكمال البشري حينما كان البشر يتصرّفون كالإنسان البدائي ، أشبه بحيون راقي ، فعلّم ونظّم وأعدّ برامج ذو خطط لها أبعاد مستقبلية ، وأنشأ قواعد أُسسية تجعل الفكر حائراً أمامها لا سيّما في ذلك الوجود البشري القديم. كان مُحمّد شخصاً ينتمي إلى المستقبل ، ولم يجعل تراكمات الماضي السحيق تؤثّر على مسيرته في رحلته الدعوية والحضارية لبني جنسه مُطلقاً .كان يُطارد من بلاده وأرضه وهو يعلن وعده بسواري كسرى وقيصر للفارس الذي كان يطارده في الفيافي والقفار. لم يكن مُحمّد يريد جاهاً ولا مالاً ولا شهرةً ، ولم يكن فيه شبقٌ جنسي بالنساء ، بل كان رجُلاً عظيماً يفكّر بطريقةٍ مختلفة لا تشبة تفكير أقرانه ومن هم في مستوى سنّة .جاء مُحمّد ليكون أعظم شخصيةً تاريخيةً لا تُضاهى ولا تُجارى كأروع البشر جميعاً ؛ عمل على إحلال السلام وطبّق مبدأ التعايش السلمي ودعا إلى الرّقي في التعامل لتجسيد صورةً حضاريةً للإنسان في أبهى حُلّةً وأجمل زينة. كان مُحمّد عادلاً ، وكان يوزّع الثروات بإنتظام على شعبه وأُمته ، ومنعها على نفسه ، كان حيرص على إقامة العدل في كُل الأرجاء ، كان مُعلّماً صفحاً سموحاً .كان حكيماً وبسّاماً ومُهاباً ، ذو وعي ونضج كبير حيثُ أن الغرور لم يدخلهُ والكبر لم يخالطه ، كان مشروعاً للإنسانية ومُجدّداً للأمة . مُحمّد لم يكن من عائلةٍ أرستقراطية أو من طبقةٍ برجوازية ، بل كان ينتمي للطبقة البسيطة طبقة البوليتاريا وكان يميل دوماً ما يميل إليهم .إنسانيتك أكبر من أنّ نكتب عنها كإنسان عاصر وعاش أحداثاً عظيمه لتُعيق مشروعه المُكلّف من الله رب العالمين لكنّه أيضاً بفطنته وحكمته وسعة ذكائه وقرائته للإمور بصبر وحلم كلّ هذا جعلهُ يتأهّل لأن يتجاوز كل العوائق كبيرةً كانت أو صغيرةً تقف أمامه. أيها النبي مُحمّد إنّي أُحبك لأنك بأخلاقك وسلوكك تجعل العالم يرنوا لأن يقتبس شيئاً من العظمة التي أكتسبتها ، أنت قائداً تاريخياً للبشرية كُلها .كُل عظماء التاريخ لم يصنعوا ما صنعت ، ولم يواجهوا ما واجهت ولم يحققوا أكبر إنتصاراً من أجل إقامة العدل العالمي وإحلال السلام الإنساني والتعايش الحضاري مثلما فعلت أنت. صلى الله عليك كما حبك لربك ، وكما حب ربك لك.