بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : يا فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي , انت ربان السفينة التي توشك على الغرق وهذه السفينة , وكل من عليها امانة في رقبتك. تذكر انك اقسمت اليمين على الحفاظ على هذه السفينة وعلى من عليها , وأن تقودها الى بر الأمان , فأنت الوحيد الذي باستطاعته إنقاذ اليمن وسلامة شعبه وارضه ووحدته. انا من شباب الثورة المستقلين من محافظة إب . ومن الأوائل ممن خرجو في الثورة ضد نظام صالح الفاسد . انا لا أفهم كثيرا عن السياسة وما يدور في اروقتها , والسياسة لها رجالها وانت من أعظم رجالها. إن على صالح على مدى سنوات حكمه كان قد تعود من بعض المخلصين وكثيرا من المنافقين على عبارات الاحترام والتقدير والتبجيل . ولم يتعود على كلمات الإحتقار والإهانة والبذاءة الموجهة اليه إلا في السنتين الاخيرتين. ولا احد ينكر ان له الكثير من المؤيدين له ممن كانت لهم مصالحهم الخاصة , وممن استفادوا من نظامه الفاسد والكثير منهم باقون معه حتى اليوم. إن انصار صالح يعتبرون الإهانة له إهانة واحتقار لهم وفي حقهم , وهم بذلك سوف يبذلون الغالي والرخيص وبكل الوسائل المتاحة لهم في سبيل رد اعتبار له ولهم . إن ما نشاهده هذه الايام من بعض شباب الثورة وليس كلهم وكذلك من احزاب اللقاء المشترك هو عبارات استفزازية له ولأنصاره . مثل كلمات المخلوع والسفاح والمجرم وغيرها. والوقت في ظل هذه الظروف الراهنة لليمن لا يحتمل مثل هذه العبارات الاستفزازية لأنه بذلك سوف تقود صالح وأنصاره الى مزيدا من التخريب والدمار , وانا شخصيا لا ألومه على ذلك في هذه المرحلة الصعبة. ويجب في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها اليمن من تهدئة الاوضاع ونشر مبادئ التسامح والتصالح. وانا اقدم إليك هذه المبادرة المتواضعة لعلك تعمل بها او تتوصل من بعض بنودها الى حلول جذرية تنفع اليمن وتقوده الى بر الامان . بداية اود ان اقول لك يجب ان نراجع سيرة الرسول صلى الله وعليه وسلم , وكيف حل النبي محمد صلى الله وعليه وسلم مثل هذه المشاكل. واستجابة لقول الله تعالى في كتابه العزيز (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) تذكر كيف عالج النبي محمد صلى الله عليه وسلم الوضع عند دخوله مكة مع ابو سفيان . كان ابو سفيان عظيم في قومة ومن وجهاء مكة , وبالرغم من ارتفاع شأن ابو سفيان بعد اسلامه إلا ان النبي محمد صلى الله عليه وسلم كانت له نظرته المستقبلية في ماذا سيكون بعد دخول مكة في نفس ابو سفيان وفي نفوس انصاره ورجاله وممن كانوا معه . فلكي يقطع السن انصار ابو سفيان ورجالة رفع من شأن ابو سفيان في قومة , وقال صلى الله عليه وسلم : من دخل دار أبي سفيان فهو آمن "" وهذا درس من نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم لنا ولمن بعدنا الى قيام الساعة لحل مشكلات من هذا النوع . وعلى ذلك اقدم لك بعض الاقتراحات لحل الأزمة , وبناءا على تعامل النبي مع ابو سفيان . ومن هذه الاقتراحات : 1) - اعلان يوم الحادي عشر من نوفمبر عام (2011) م مناسبة وطنية , وبذلك ترضي طرف الثوار والمعارضة , وكذلك إعلان يوم السابع والعشرون من فبراير عام (2012) م مناسبة وطنية بمناسبة تسليم علي صالح للسلطة وبذلك ترضي صالح وانصاره وترد له ولأنصاره بعض ماء الوجه. مناسبتين يحتفل بها اليمنيين كلهم على حد سواء من معارضة وسلطة بدلا من الاحتفالات الفردية لكل طرف واستعراض القوى لكل طرف. 2) - اصدار اوامر صارمة لكلا الطرفين بوقف كل اعمال التحريض والاستفزاز والشتم والسب واستعراض القوة وهدر المال العام لأن ذلك سوف يؤدي الى مزيدا من العنف والثأر وهدرا للمال العام , ويؤدي الى مزيدا من الانقسام ويخلق سياسة الكراهية العداء بين افراد الشعب الواحد . 3) - ان تصدر اوامر صارمة لقناة اليمن اليوم وقناة سهيل وغيرهما , وكذلك للصحف الحزبية والحكومية من نشر الكراهية وتبادل الاتهامات والتلفيق والكذب والخداع. وإلزام كافة وسائل الاعلام من شطب كلمة " المخلوع " واستبدالها بكلمة " الرئيس السابق " وذلك حرصا على اليمن واليمنيين من الكراهية والتمزق والثأر. والله على ما اقول شهيد ووكيل. وشكرا لسيادتكم. ارجو من الجميع إيصالها للرئيس هادي.