جاري العزيز فاجأني بهذا السؤال : أين يقع مثلث برمودا ؟ وكان سؤالا لم يسبق له أي كلام وبدا جادا ينتظر مني الإجابة ، ما أستذكره أنه موقع مرعب ومحير ما علت سماءه من طائرة أو طفت على مياهه من سفن إلا اختفت ولا يجدون لها أثرا !! وظلت هذه الظاهرة وإلى يومنا هذا من الألغاز التي لم يعرف لها تفسيرا. ابتدرني جاري مبتسماً : في صنعاء واستأذن وانصرف ، بينما ظللت لبرهة أعيش لحظات هذا التصوير الرائع الذي أبدعه خيال جاري العزيز في المقاربة لموقع عالمي يبتلع الطائرات والسفن وأعجز البشرية باستخباراتها عن حماية مركباتهم الجوية والبحرية فضلا عن معرفة حقيقة ما يجري وبين منطقة لا تكاد الطائرات لتقلع حتى تسقط ولا يعرف سبب سقوطها ولا حتى المتسبب فيها ، فهل سنشهد غموضا بتكرار سقوط الطائرات في الأيام القادمة لنبدأ بالتسليم أن مثلث برمودا محلي الصنع أصبح حقيقة ويبدأ الكتاب وتبدأ الصحافة لتكتب عن استنساخ برمودا في صنعاءاليمن ؟! سأنقل لقرائي الأعزاء مقتطفاً يسيراً مما كتب عن مثلث برمودا لتكتمل الصورة وتبدأ الخيالات في المقاربة بين ما يقع في طول البلاد وعرضها من أحداث جنائية وجرائم سياسية غامضة غموض هذا المثلث الذي اشتهر منذ مئات السنين . مثلث برمودا هو لغز احتار الناس في حله منذ مئات السنين ،هذا المثلث هو ذلك الجزء الغامض من المحيط الأطلسي الذي يبتلع بداخله آلاف السفن و الطائرات دون أن تترك أي أثر، ولم يستطع أحد حتى الآن أن، يفسر بشكل مؤكد سر هذا الاختفاء الغريب عرف مثلث برمودا بهذا الاسم في سنة 1954م من خلال حادثة اختفاء مجموعة من الطائرات وكانت تأخذ شكل المثلث قبل اختفاءها وهي تحلق في السماء كما لو كانت تستعرض في الجو ومن وقتها أصبحت هذه المنطقة تعرف بهذا الاسم وظلت معروفة به ، وقد سميت هذه المنطقة بعدة أسماء منها " جزر الشيطان " " مثلث الشيطان". هندسياً لا يختلف اثنان أن المثلث أضلاعه ثلاثة أي ثلاثي الأضلاع ونحن في بلادنا تؤرقنا الأضلاع الثلاثة 1- الحوثيون 2- القاعدة 3- المسلحون المدعومون من صالح والبيض باسم الحراك المطالب بالانفصال والذين يضربون أبراج الكهرباء وآبار النفط والمتضررون من التغيير الذي أطاح بفسادهم وفساد من كان ولا يزال يحميهم . وحتى تتضح الصورة أكثر نثير بعض الأسئلة المشروعة 1- لماذا لا تزال الدولة عاجزة عن ردع المعتدين على أبراج الكهرباء وأنابيب النفط ؟ ! 2- لماذا يصول الحوثيون ويجولون بل ويتوسعون يوماً بعد يوم ويمارسون من القتل والاعتقال والضرب والتعذيب وكل مفردات انتهاك حقوق الإنسان ولم نسمع للدول الراعية للمبادرة الخليجية والمنظمات والدول المعنية بحقوق الإنسان أي احتجاج أو تحرك من شأنه ممارسة الضغط على الحوثيين !! 3- من يدعم المسلحين من الحراك وغير الحراك ؟ ! من وراء سقوط الطائرات ؟ ومن وراء حوادث الاغتيالات والعبوات الناسفة ؟ ! أليس كل هذا غموضاً تجهل أسراره الأجهزة الأمنية في الداخل والأجهزة الإستخبارية للدول الراعية للمبادرة الخليجية !!! أم هي الضريبة التي لابد للوطن والمواطن من دفعها مقابل الحرية والتحرر من الحكم العائلي ؟! أملنا في الله تعالى كبيرا أن يخلصنا من هذا المثلث المفروض علينا والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
