التعامل الطبيعي مع الأطفال هو أن تهيأ لهم المدارس ، ويُشجع المبدعون والمتميزون ، ويُكثف الاهتمام بالموهوبين . لأنهم قادة المستقبل وأمل المجتمع ، فهم الثروة الحقيقية التي يجب تنميتها والاهتمام بها وتهذيب سلوكياتها وغرس القيم الفاضلة والمبادئ السامية في قلوبهم . لكنهم .. في زمن المليشيات .. استبدلوا لهم المدارس بالمتارس ، والأقلام بالألغام ، والدفاتر بالذخائر والخناجر، والحقائب بالجعب . جعلوهم يتنافسون على حمل الأوالي بدل التنافس على المركز العالي ، وعلى التقدم في الجبهات بدل التقدم في الدرجات . المليشيات تجند الأطفال ، ليكونوا وقودا للقتال ، وحماة للرجال ، ولا يبالون بالعاقبة والمآل . فهم يقتلون صغارنا مرتين .. قتلوهم حين جعلوا من التعليم مهزلة لا قيمة له ولا أثر ولا أهمية .. وقتلوهم حين جندوهم وغرروا بهم وأغروهم وقدموهم كبش فداء . المليشيات تهلك النسل ، وتحزن حاضرنا وتعدم مستقبلنا بقتل أطفالنا . المليشيات لا قيمة عندهم للطفولة ولا رحمة عندهم للصغار .. لا يلتزمون بقانون دولي ، ولا يسمعون لأصوات منظمات المجتمع المدني ، ولا يختزون من تقارير حقوق الأنسان .. وختاما : حكمة اليوم تقول : لا يجند الأطفال ويرسلهم لجبهات القتال إلا كاذب ودجال ويزيدنا خبال .