نجا وزير الدفاع اللواء الركن/ محمد ناصر أحمد أمس الثلاثاء من اعتداء إرهابي بسيارة مفخخة استهدف موكبه بالقرب من مقر رئاسة الوزراء وسط العاصمة صنعاء. وقال مصدر أمني مسؤول بأمانة العاصمة إنه نجم عن هذا العمل الإرهابي الغادر والجبان استشهاد ثمانية أشخاص، ستة من الجنود المرافقين لوزير الدفاع كانوا في سيارة مرافقه لسيارته واثنين مواطنين، وإصابة 14 شخصاً آخرين من المواطنين المارة في الشارع وقت حدوث التفجير. وأشار المصدر لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" إلى أن أجهزة الأمن هرعت إلى منطقة الحادث فور وقوع التفجير وقامت بنقل المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج وإطفاء النيران التي نشبت في أحد المنازل القريبة من موقع تفجير السيارة المفخخة وأربع سيارات كانت واقفة على جانبي الشارع. السيارة المفخخة – التي تم تفجيرها عن بعد بحسب المصادر- استهدفت وزير الدفاع بعد خروجه من مبنى رئاسة الوزراء ظهر أمس الثلاثاء في حي بير العزب بالعاصمة صنعاء. ويأتي هذا التفجير بعد يوم واحد فقط من إعلان وزارة الدفاع مقتل القيادي الثاني في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب السعودي سعيد علي الشهري في عملية نوعية للقوات المسلحة في وادي حضرموت، وتعد هذه خامس محاولة اغتيال يتعرض لها وزير الدفاع. وبحسب شهود عيان، تناثرت أشلاء القتلى على حوش حديقة الحمدي المجاورة لمبنى مجلس الوزراء وأمام مبنى إذاعة صنعاء، فيما هرعت سيارات الإسعاف والدفاع المدني لنقل جثث متفحمة ومصابين، بينما لوحظ درجات نارية تتقل مصابين. وأوضحت مصادر أن السيارة المفخخة التي كانت في مدخل مبنى رئاسة الوزراء من الجهة الشمالية الشرقية هي التي استهدفت موكب وزير الدفاع، مشيرة إلى أن سيارة أخرى مفخخة كانت واقفة على مدخل المبنى من الاتجاه الغربي لمبنى رئاسة الوزراء باتجاه وزارة الخدمة المدنية والسفارة الروسية؛ حيث كانت - بحسب الصادر- مترصدة لموكب الوزير ما إذا خرج من الجهة الغربية. شهود العيان أكدوا مشاهدتهم للحريق المندلع في السيارات وأفاد صاحب العمارة والبقالة التي حدث الانفجار أمامها على الجهة الشمالية الغربية، حمود محمد علي والذي سقط من أبنائه جريحان وتم إسعافهما إلى مستشفي الكويت، أفاد أن الانفجار الذي هز المكان مصدره سيارة مفخخة واحدة فقط، مستدركاً بأن السيارات التي احترقت كانت متوقفة على الرصيف وتضررت من الانفجار. وبحسب المصادر أدى الانفجار إلى تدمير طقم حراسة الوزير وأضرار طفيفة في السيارة المصفحة التي كانت تقله، فيما اشتعلت النيران في أحد المنازل التي ركنت السيارة المفخخة بجانبه واحتراق سيارة أخرى كانت بالقرب منها يعتقد أنها كانت مفخخة أيضاً، كما أسفر الانفجار عن مقتل شخصين كانا في بقاله مجاورة. وفي الغضون أفادت مصادر أمنية أن سيارتين مفخختين اكتشفتا عقب الانفجار وتم تفكيكهما بواسطة خبراء المتفجرات والأجهزة الأمنية التي تواجد أفرادها بكثافة عقب الانفجار الذي هز منطقة وسط صنعاء وسمع دويه لمسافات طويلة. وحصلت "أخبار اليوم" على معلومات تفيد بأن الأجهزة الأمنية ضبطت في مكان الحادثة عقب الانفجار على مشتبه بتورطه في الحادثة وهو يرتدي إحدى البزات العسكرية التابعة لقوات الحرس الجمهوري، لافتة المصادر إلى أن الأجهزة الأمنية سلمت المشتبه به إلى البحث الجنائي عقب القبض عليه. المعلومات ذاتها أشارت إلى أن قوة الحماية التابعة لوزارة الدفاع وجهاز الأمن القومي كثفوا مساء الاثنين الفائت الحماية الأمنية على مقر وزارة الدفاع "العرضي" في منطقة باب اليمن بصنعاء، وذلك بناء على معلومات يبدو أنه حصل عليها الأمن القومي تفيد أن الحادث الإرهابي سيستهدف الوزارة.. وفي هذا الصدد اعتبر مراقبون تسرب مثل هذه المعلومات المضللة إلى الأمن القومي بمثابة تشتيت لقوات الأمن وصرف أنظارها عن الهدف الحقيقي الذي سيتم استهدافه، وهو الأمر الذي يؤكد وجود تضليل في المعلومات التي تحصل عليها ألأجهزة الأمنية. إلى ذلك شهدت المنطقة المحيطة بمنزل رئيس الجمهورية المشير/ عبدربه منصور هادي، تشديدًا مكثفًا للإجراءات الأمنية، وقامت عناصر من قوات الجيش بتأمين محيط منزله، عقب انفجار استهدف وزير الدفاع بصنعاء أمس الثلاثاء. وقامت قوات الجيش بتأمين محيط منزل الرئيس هادي الذي يقع في شارع الستين بصنعاء، ونشرت عشرات الأطقم العسكرية والجنود، إضافة إلى الحرس الخاص بهادي. وقال مصدر عسكري ل«المصدر أونلاين» إن تلك الإجراءات جاءت عقب استهداف وزير الدفاع تحسباً لوقوع هجوم مماثل على منزل الرئيس هادي المحاط بسياج أمني وخرسانات. وأكد أن «قوات من الفرقة الأولى مدرع عززت تواجدها بكثافة لتأمين منزل الرئيس هادي»، لافتًا إلى أن «القوات المسلحة على استعداد لمواجهة العناصر الإرهابية والتصدي لأي مخاطر ومواجهة أي كوارث داخل الوطن». وتأتي التشديدات الأمنية عقب انفجار استهدف وزير الدفاع اللواء/ محمد ناصر أحمد بالقرب من مبنى الحكومة اليمنية، وراح ضحيته 12 قتيلاً وعدد من الجرحى.