تشهد المعارك الدائرة منذ أسبوع بين رجال القبائل في أرحب ومسلحي الحوثي توسعاَ ملحوظاً خصوصاً بعد انتقال المواجهات إلى عزلة بني علي بعد أن كانت محصورة في منطقة ذيبان. وبحسب أحد وجهاء أرحب فإن المواجهات على أشدها خصوصا أمس الأحد، مشيراً إلى أن خسائر الحوثيين البشرية كبيرة جداً، متحدثاً عن سقوط 45 قتيل من الحوثيين في مواجهات الخميس في منطقة عيال سحيم بذيبان، في حين لم يسقط من أبناء أرحب غير قتيل وعدة درحى.
وأضاف " في بني علي أيضاً سقط قرابة 100 قتيل من الحوثيين وعدد كبير من الجرحى"، مشيراً إلى أن مليشيات الحوثي هاجمت بالمئات من عناصرها القادمين من سفيان وغيرها على منطقة "بني علي" مساء الخميس الماضي، حيث تفاجأ مسلحو القبيلة بالهجوم وبالعدد الهائل من الحوثيين، لكنهم تصدوا لهم بقوة وأسقطوا منهم أعداد كبيرة ما بين قتيل وجريح.
وحول صحة الأنباء التي تحدثت حول تمكن الحوثي من السيطرة على بعض قرى "ذيبان" و "بني علي" قال الوجيه الذي طلب عدم ذكر اسمه " الحوثيين تمكنوا حتى الآن من السيطرة على قرى بيت نوفل وبيت القباص وقرية حبار وريام في ذيبان، وقرى حلحل والنواصر والسودة في بني علي"، مضيفاً بأن هذه المناطق جميعها تقع شمال أرحب وتبعد عن العاصمة قرابة 70 كم.
ونوه إلى أن عناصر الحوثي تسعى للسيطرة على المناطق القريبة من الطرق الرئيسية، بالإضافة إلى أن تلك العناصر استغلت الجهل السائد في أوساط أهالي تلك المناطق وقامت بشراء ولاءات كثير منهم.
وفي سياقٍ متصل أوضح مدير عام مديرية أرحب فهد السالمي أنه تم الإتفاق يوم الأحد الماضي على رفع النقاط وإخراج المجاميع وإزالة المتاريس، مشيراً إلى أن الوساطة قامت أمس برفع نقطتين الأولى في منطقة " بيت الوشر" الواقعة في "عيال موسى" والتي كان يتمركز فيها عناصر الحوثي، مقابل رفع نقطة أخرى تابعة لأهالي أرحب في منطقة "زندان".
وأوضح السالمي في تصريح ل"يمن برس" أن الوساطة عقدت اجتماعاً اليوم في قيادة اللواء 62 في معسكر فريجة، وتم الإتفاق على أن تقوم قوة عسكرية باستطلاع الطريق الممتد ما بين " بيت مران" ومنطقة " عروره"، مؤكداً بأنه تم نزل 4 أطقم عسكرية اليوم لهذا الغرض.
وأكد بأن المشكلة تتمثل في انعدام الثقة بين الأطراف، وأنه كلما تم الإتفاق على رفع نقاط أو ترك مواقع كان المسلحين يعودوا إليها في المساء، وبالتالي فالوضع في توتر بسبب فقدان الثقة وعدم الالتزام.
ودعا في تصريحه إلى ضرورة أن يلتزم الطرفان وأن يحكموا العقل، وألا يسمحوا بجر المديرية إلى الفوضى والصراع والتناحر.
من جانبها أكد أبناء قبيلة أرحب أن " عصابات الحوثي رفضت بصورة قاطعة رفع النقاط والمواقع التابعة لها أثناء نزول لجنة الوساطة الرئاسية إلى كمناطق الصراع شمال أرحب، مشيرين في بيان صدر عنهم إلى أن الحوثيين هددوا بالاعتداء على أعضاء اللجنة إذا لم يعودوا إلى العاصمة صنعاء.
وأعرب أهالي أرحب عن استهجانهم لما أقدمت عليه عصابات الحوثي من تهجّم على اللجنة الرئاسية وإفشال لجهودها، فإنهم يؤكدون لرئيس الجمهورية والرأي العام وكافة وسائل الإعلام أن رفض الحوثي لمساعي التهدئة من قبل اللجنة الرئاسية، ليس له ما يبرره سوى أنه يأتي في سياق مشروع عسكري استراتيجي انقلابي يستهدف الوصول للعاصمة صنعاء، وحصارها وإسقاطها.
بيان للرأي العام استعرض أبناء قبيلة أرحب الجهود الأخيرة التي قامت بها اللجنة الرئاسية المكلفة بتهدئة الوضع، برئاسة اللواء علي الجائفي قائد قوات الاحتياط، وما أسفرت عنه تلك الجهود من نتائج.
فقد توجهت اللجنة الرئاسية صباح اليوم الأحد إلى القرى الشمالية للقبيلة من أجل رفع النقاط المسلحة من الطرق، وإنهاء المواجهات المسلحة القائمة.
وفي حين تجاوب أبناء القبيلة مع اللجنة الرئاسية بشكل كامل، فإن عصابات الحوثي رفضت بصورة قاطعة رفع النقاط والمواقع التابعة لها، وهددت بالاعتداء على أعضاء اللجنة إذا لم يعودوا إلى العاصمة صنعاء.
وأبناء أرحب إذ يستهجنون ما أقدمت عليه عصابات الحوثي من تهجّم على اللجنة الرئاسية وإفشال لجهودها، فإنهم يؤكدون لرئيس الجمهورية والرأي العام وكافة وسائل الإعلام أن رفض الحوثي لمساعي التهدئة من قبل اللجنة الرئاسية، ليس له ما يبرره سوى أنه يأتي في سياق مشروع عسكري استراتيجي انقلابي يستهدف الوصول للعاصمة صنعاء، وحصارها وإسقاطها.
