شهد العام 2014 تزايداً ملحوظا في معدل الاعتداءات بحق المغتربين اليمنيين في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وبحسب إحصائية صادرة عن " منظمة المعونة لحقوق الإنسان والهجرة " وهي منظمة غير حكومية يمنية، فإن العام 2014 شهد أكثر من 10 حالات اعتداء تنوعت ما بين قتل وإصابة وسطو ضد مغتربين يمنيين في عدة ولايات أمريكية، كان آخرها مقتل مواطن يمني يدعى " علي عمر الغيثي " على يد مسلح مجهول في مدينة أوكلاند بولاية كالفورنيا، يوم الأحد الماضي.
وبحسب مصادر في الجالية اليمنية فإن " الغيثي " قتل في ظروف غامضة، أثناء تواجده في محل تابع له، مشيرةً إلى أن المنطقة التي يتواجد بها، تقطنها غالبية سوداء، ومعروفة بارتفاع معدلات الجريمة فيها.
وأضافت المصادر بأنه سبق وقتل شقيقه ، ويدعى " عبد الغني الغيثي" قبل 15 عاماً في نفس المنطقة.
وخلال الاسبوع قبل الماضي "أصيب شابين يمنيين يدعيان عمر الدعني وصلاح الرفاعي بنيران لص أمريكي من أصل أفريقي وسط مدينة ديترويت عند انصرافهما من بوابة محطة وقود صوب سيارتهما التي أوقفاها للتزود بالوقود".
من جانبها استنكرت بشدة رابطة المعونة لحقوق الإنسان والهجرة حادثة قتل المغترب اليمني " الغيثي" الأحد الماضي، مشيرة في البيان الذي صدر عنها مساء أمس الإثنين إلى أن " الجريمة " تأتي " استمراراً لظاهرة استهداف وقتل المغتربين اليمنيين في أمريكا خلال الفترة الأخيرة والذي زادت حدته هذا العام".
وأضاف بيان الرابطة بأن التحقيقات في تلك الجرائم تشير إلى أن الدوافع العنصرية البحتة تقف وراء معظمها، مضيفً تلك الاعتداءات تحولت إلى " ما يشبه الظاهرة الخطيرة التي تستهدف أبناء الجالية اليمنية هناك".
وقالت أن تلك الجرائم تزايدت مؤخراً في ظل " إهمال وتغاضي وعجز حكومي يمني واضح عن القيام بدورها في حماية حقوق مواطنيها في الخارج ومتابعة نتائج التحقيق في تلك الجرائم".
الرابطة ناشدت في بيانها الرئيس الامريكي أوباما " التدخل لوقف ظاهرة استهداف حياة اليمنيين المغتربين في أمريكا"، مطالبةً إياه توجيه السلطات الامريكية المختصة بسرعة القبض على مرتكبي تلك جريمة قتل المغترب اليمني " الغيثي" وكذا الجرائم السابقة، " وتقديمهم للقضاء كي ينالوا جزائهم الرادع جراء ما اقترفته اياديهم الآثمة تجاه هؤلاء المغتربين اليمنيين المغدور بهم".
وطالبت بإجراء " تحقيق شفاف في هذه الحادثة لمعرفة ملابساتها وأسبابها ودوافعها، والتعاون مع هيئات الجاليات اليمنية في أمريكا وإشراكها في التحقيقات، وإطلاع الرأي العام على ما ستسفر عنه تلك التحقيقات " .
كما ناشدت الرابطة وزير المغتربين في الحكومة اليمنية، وسفارة اليمن في الولاياتالمتحدةالأمريكية " بالقيام بمسؤولياتهم لحماية حياة اليمنيين في الخارج، والتحرك سريعا في هذه القضية وسابقاتها بالشراكة مع هيئات الجاليات اليمنية هناك وبمشاركة منظمات المجتمع المدني المحلية المهتمة، وبما يحفظ حقوق ودماء الضحايا اليمنيين في الخارج، ومن ثم اطلاع الراي العام المحلي بالنتائج أولا بأول".
كما طالب البيان الحكومة اليمنية سرعة البدء بتنفيذ مشروع إحصاء المغتربين اليمنيين في الولاياتالمتحدةالأمريكية وكافة دول العالم، " بهدف تأسيس تواصل قوي بين الحكومة اليمنية والمغتربين اليمنيين في مختلف دول العالم، وبما يساهم في تسهيل قيامهم بمتابعة قضاياهم والدفاع عنهم ".
