تطرق مفتى عام السعودية الشيخ “عبد العزيز آل الشيخ”، إلى 4 قضايا تخص الأمة الإسلامية في الوقت الراهن وهي تمرد الحوثيين وأزمة اللاجين السوريين وانتهاكات المسجد الأقصى وجماعات الإرهاب، داعيًا قادة الأمة الإسلامية إلى الاتحاد، واللاجئين “للصبر”، والمسلمين “للحذر” مما تقوم به إسرائيل في المسجد الأقصى من انتهاكات. جاء هذا في خطبة عرفة التي ألقاها بمسجد نمرة، بمدينة مكةالمكرمة، واستمع إليها جموع من حجاج بيت الله الحرام، الذين توافدوا على عرفات منذ إشراقة صباح اليوم الأربعاء، للوقوف على صعيدها الطاهر، لأداء ركن الحج الأعظم.
ووجه مفتي السعودية خلال الخطبة هجومًا شديدًا على جماعة الحوثيين، واصفًا إياها ب”جماعة مجرمة آثمة ظالمة”.
وقال “إن الجماعة الحوثية جماعة مجرمة آثمة ظالمة تحمل فكرًا خبيثًا سبوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، في منابرهم وفي مجتمعاتهم وإعلامهم”.
وتعرض آل الشيخ في خطبته لما يشهده المسجد الأقصى من انتهاكات، قائلا: “المسجد الأقصى يشكو إلى الله ثم أمة الإسلام ما يلقاه من اليهود من إيذاء المصلين والتضييق عليهم”.
وأوضح أن اشتغال المسلمين بأخطائهم استغله اليهود “فرصة لتقسيم الأقصى وإذلاله وإهانته فكونوا على حذر يا عباد الله”. كذلك تطرق المفتي إلى قضية اللاجئين وما يمرون به من معاناة قائلًا : “أيها المسلمون اللاجئون … اعلموا أن القلوب معكم، نرجو الله أن يردكم إلى أوطانكم سالمين فاصبروا وصابروا واحتسبوا”. وحذر آل الشيخ قادة الأمة من أن “أعداءكم يخططون وينفذون ويخلصون، وأنتم في غفلة ما يراد بكم، اتقوا الله واجمعوا كلمتكم واعلموا أن كل خطر حاق بأي بلد إسلامي هو خطر على الأمة جميعًا”.
كما دعا مفتي السعودية، الأمة الإسلامية إلى الاتحاد على عقيدة الإسلام الثابتة، محذرًا إياهم من “أعداء الإسلام”. وقال في هذا الصدد “إن أعداء الإسلام يكيدون للإسلام ويتربصون به الدوائر ويكيدون لأهله لكي يدمروا الأمة ويقضوا على كيانها”، لافتًا أن “منهم أعداء خارجون عن دار الإسلام ومنهم أعداء متربصون بالإسلام يلبسون ثياب الإسلام كذبًا وزورًا، ويرفعون شعارات الدفاع عن الأمة الإسلامية لخداع الجهلة والعوام بالمخططات السيئة والخبيثة”.
وحذر المفتى السعودي، المملكة من الجماعات الإرهابية، قائلا: “أمة الإسلام .. لقد نبت بيننا من أبناء السوء من عرفوا بانحراف أخلاقهم وطيش عقولهم شذوا عن جماعة المسلمين وخرجوا عنهم وكفروهم واستباحوا دماءهم بالأعمال الانتحارية فدمروا مساجد الآمنين، ونسبوا قولهم السيء ورأيهم الخبيث إلى الإسلام كذباً وزورا”.
ودعا إلى التصدي لهذه الفئة الضالة وردها وبيان أخطائها والتعاون لكشف خفاياها لأن وجودها في المجتمع المسلم فيه ضرر عظيم. كما دعا شباب الأمة الإسلامية بأن يتقوا الله في أنفسهم كونهم عماد الأمة بعد الله وقوتها وساعدها الأيمن، وحثهم على المحافظة على مكانة الأمة ومقدراتها والحفاظ عليها.
وتوافدت جموع من حجاج بيت الله الحرام منذ وقت مبكر إلى مسجد نمرة اليوم لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، اقتداء بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم والاستماع لخطبة عرفة. وامتلأت جنبات المسجد الذي تبلغ مساحته 110 آلاف متر مربع والساحات المحيطة به البالغ مساحتها 8 آلاف متر مربع بضيوف الرحمن.