لا تزال موجة البرد القارس تجتاح دولاً تنتمي إلى قارات عدة لتتحول إلى كابوس يلاحق السكان ويحصد ضحايا بشكل يومي، وشهدت تونس خمس حالات وفاة وسجل عدد قياسي من حرائق المنازل في أوروبا. ففي تونس أعلن المدير العام للحماية المدنية العميد فرج اللواتي وفاة خمسة أشخاص جراء موجة البرد المصحوبة بتساقط الثلوج التي تشهدها البلاد حالياً. وأوضح اللواتي أن موجة البرد هي موجة غير مسبوقة رافقتها كميات استثنائية وقياسية من الثلوج بلغت مترين في بعض المناطق، لافتاً إلى أن هذه الموجة ترافقت مع انزلاقات أرضية قطعت العديد من الطرقات. وتوقعت مصادر الأرصاد الجوية استمرار هذه الحالة خلال هذا الأسبوع. وفي أوروبا لا تزال درجات الحرارة تشهد انخفاضا غير مسبوق كما لاتزال تعاني من العواصف الثلجية وغلق الطرق، مع تسجيل عدد قياسي من حرائق المنازل. ففي بولندا يسعى السكان إلى الحصول على التدفئة بكافة السبل الممكنة. وفي البلقان واصلت عاصفة شديدة اجتياح المنطقة لأكثر من 30 ساعة حتى صباح أمس، لتخلف كمية هائلة من الثلوج، فيما أودى انهيار ثلجي في كوسوفو بحياة سبعة أشخاص على الأقل. وإلى الشمال، أعلنت الحكومة في مونتينيجرو (الجبل الأسود) حالة طوارئ لمواجهة عاصفة ثلجية أدت إلى تراكم طبقة من مترين من الجليد بأنحاء البلاد. وبحلول صباح أمس بلغ ارتفاع الثلج المتراكم في منتجع زابلياك إلى 202 سنتيمتر، فيما سجل تراكم الجليد ارتفاعا بلغ 168 سنتيمتراً في مدينة كولاسين وسط مونتينيغرو و57 سنتيمتراً في بودجوريتشا. وصار المرور في العديد من الطرق مستحيلا، فضلا على عدم إمكانية الوصول إلى قرى ولا سيما في الشمال. وسجلت السلطات في صربيا حالة الوفاة رقم 20 بسبب التجمد. وأرهقت شبكة الكهرباء للغاية، ما دفع المسؤولين لحث السكان على الحد من الاستهلاك للكهرباء. ومازالت الثلوج تتساقط اليوم الاثنين في كرواتيا وذكرت صحيفة «فيسرنجي ليست» الصربية أن كاسحتي جليد من المجر بدأتا سحق الجليد في القطاعات المتجمدة من نهر الدانوب. ويبدو أن إيطاليا أحسن حالاً حيث أشرقت الشمس في العاصمة روما أمس بعد يومين من تساقط الثلوج والأمطار. أما في القارة الآسيوية وزع برنامج مساعدة اللاجئين في الأممالمتحدة مواد غذائية وبطانيات على المتضررين في أفغانستان نتيجة تقلبات أحوال الطقس ساهمت في انخفاض درجات الحرارة وبشكل كبير.
